الروائي العربي الوحيد في قائمة "نيوستاد": "زمن الخيول البيضاء" تدخل إبراهيم نصر الله سباق "نوبل الأميركية"

كتب إبراهيم نصر الله الأدب بحبر من الأسطورة والتاريخ

الواقعية والعجائبية... فجعل من الحبر خيمة، ومن الذاكرة حصانا جامحا لا يهدأ. في روايته "زمن الخيول البيضاء" أطلق العنان للفرس لتحدث الناس عن زمن قل فيه الفرسان، وعن ملحمة الأرض والغياب. واليوم، يقف نصر الله أمام عتبة استثنائية، واسمه يتصدر القائمة النهائية لـجائزة نيوستاد الأميركية لعام 2026،عن روايته الملحمية "زمن الخيول البيضاء".

وهي التي تنعت بجائزة "نوبل الأمريكية"، تُعتبر "نيوستاد" التي تأسست سنة 1969 واحدة من أعرق الجوائز الأدبية في العالم، ليس فقط لقيمتها المادية التي تبلغ خمسين ألف دولار، بل لما تمثّله من رمزية ثقافية مرموقة.

بطل من سلالة الفروسية

في زمن يحتاج فيه العالم لصوت إنساني وقلم أدبي قادر على النفاذ إلى جوهر الكرامة ، يلوح كقبس من نور اسم الروائي والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله ضمن القائمة النهائية لـجائزة نيوستاد الأدبية لعام 2026، عن عمله الروائي الشهير"زمن الخيول البيضاء". يتجاوز الأمر مجرد ترشيح، ليأخذ حجم الاعتراف العالمي بمكانة كاتب استطاع أن ينسج من خيوط النكبة والشتات ملحمة أدبية ومرثية فلسطينية عطرة تُلامس الكوني عبر المحلي.

في رواية "زمن الخيول البيضاء" يخوض خالد الصراع بين الأرض والاحتلال، بين الماضي والحاضر بين الفجيعة والمقاومة. لا تقرأ هذه رواية بالعين المجردة بل لابد من التقاء الحواس للإنصات إلى صهيل الخيول و رائحة القهوة التقليدية وعبق الأرض الندية بالدموع... لا يكتفي إبراهيم نصر الله برواية سيرة قرية، بل يستنطق الأرض والخيول والأمهات، ويدوّن بأسلوب ملحميّ هشاشة الإنسان وبشاعة الاستيطان وخيبة الحب.

في أدب وكتب وشعر إبراهيم نصر الله، لا تحضر فلسطين كصدى لمأساة بل كملحمة فروسية شجاعة وكقضية إنسانية لاتموت . لا يمكن فصل وصول هذا الكاتب إلى قائمة نيوستاد النهائية عن مسار مسيرة حافلة: أكثر من 22 رواية، و15 ديوانا شعريا، وترجمات إلى عشرات اللغات، وجوائز مرموقة منها البوكر العربية، وكتارا، وجائزة الشعر العالمية في تركيا.

في مخيّم الوحدات في عمان، ولد إبراهيم نصر الله في عام 1954، نشأ على مفترق الوجع الفلسطيني وعلى ناصية الحلم ليقاتل بالقلم . كتب الشعر والرواية بروح من عاش التفاصيل البعيدة. في كل عمل كانت فلسطين هب الجغرافيا والتاريخ والحنين.

منافسة مع 8 روائيين من الصف الأول

ليست "زمن الخيول البيضاء" رواية مشوقة عن الأرض والخيول والجياد والجِمال والجمال... إنها سفر طويل في ذاكرة الريف الفلسطيني، حيث تمتزج الخيول بالعشب، والحكايات بأسماء القرى التي كادت تُمحى من الخرائط. هي رواية تشبه تشويق حكايات الجدّات، ومفاجآت كتب التاريخ في فصولها غير المروية.
إنّ وصول "زمن الخيول البيضاء" إلى القائمة النهائية لجائزة "نيوستاد" يعني وصول صهيلها وصوتها إلى العالم. تبدو المنافسة صعبة، إذ تضم القائمة كتّابا من الصف الأول من أوكرانيا واليابان وأميركا وفرنسا والسودان. وقد ضمت القائمة النهائية 8 مرشحين آخرين من جنسيات مختلفة حول العالم: الروائي والشاعر الأوكراني يوري أندروخوفيتش (1960)، والروائية والأكاديمية الأميركية إليف باتومان (1977)، والشاعرة الأميركية مي- مي بيرسنبروغ (1947)، والروائي والأكاديمي الأميركي روبرت أولين باتلر (1945)، والشاعرة السودانية الأميركية صافية الحلو (1990)، والروائي الفرنسي ماتياس إينار (1972)، والكاتبة والشاعرة اليابانية يوكو تاودا (1960)، والروائية والأكاديمية الأميركية جيسمين وارد (1977).

هذا العام كان إبراهيم نصر الله هو الكاتب العربي الوحيد الذي وصل القائمة النهاية لجائزة نيوستاد الأمريكية. وقد سبقه في هذه المغامرة كُتّاب من أصول عربية، فقد فازت بها عام 1996 الروائية من أصول جزائرية آسيا جبار التي "أعطت للنحيب مفرداته". كما حاز على الجائزة الروائي من أصول مالية نور الدين فرح الذي "جعل من الثقافة الصومالية ما بعد الاستعمار جزءا من خطاب كوني".

في الانتظار الإعلان عن الفائز يوم 21 أكتوبر 2025، في مهرجان ثقافي في "أوكلاهوما" الأمريكية... هل يرفع إبراهيم نصر الله صاحب الخيول البيضاء التي لا تزال تركض شارة النصر ودرع التتويج بجائزة نيوستاد الأمريكية؟


إبراهيم نصر الله:
السردية الفلسطينية قادرة على تمثيل ذاتها
كتب إبراهيم نصر الله على حسابه الرسمى على "فيسبوك": "أن تنافس زمن الخيول البيضاء، الصادرة عن بيروت، على جائزة تعد نوبل الأدب الأميركية، فإنّ في ذلك دلالة عميقة على قدرة السردية الفلسطينية على تمثيل ذاتها، وعلى تجاوز القيود التقليدية التي تفرضها الجوائز الكبرى."

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115