للرئيس ترامب بإعادة كتابة تاريخ العنف السياسي في الولايات المتحدة بإستدعاء الحرس الوطني لفض الإحتجاجات ، نشرت Foreign Affairs تقريراً يحمل عنوان كيف يمكن للولايات المتحدة تشكيل النظام التجاري العالمي. ويستند التقرير إلى فكرة أن النظام التجاري العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية بدأ في التآكل، ومبدأ «عدم التمييز» بين الحلفاء والمنافسين لم يعد مُجديًا، وأنه على الرغم من فوضوية سياسة «ترامب» التجارية، إلا أن هناك فرصة لبناء نظام اقتصادي عالمي جديد عبر إعادة هيكلة قواعد التجارة بما يخدم أمن الولايات المتحدة وشركائها ويقلل الاعتماد على الصين.
وفي حين يشير التقرير إلى ضرورة استغلال التعريفات الجمركية كأداة تفاوضية لتحقيق أهداف إستراتيجية مثل دعم الصناعات المحلية، وليس كسلاح عشوائي يزعزع ثقة شركاء واشنطن، يقترح تقرير ' فورين افيرز' نظامًا ثلاثي الحلقات ( تكامل عميق مع الحلفاء- وتجارة منضبطة مع الدول الأخرى- وفك ارتباط استراتيجي مع الخصوم ) خاصة في القطاعات الحيوية.
وبالتوازي مع ذلك التقرير وتنامي مخاوف واشنطن من تعطل سلال الإمداد الحيوية لصناعاتها وما قد يسفر عنه ذلك من تفاقم لمعدلات التضخم ، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"مقالاً حول هبوط صادرات الصين إلى أمريكا في الشهر الفارط بأكبر وتيرة منذ 2020، متضمناً إشارات حول انخفاض الصادرات الصينية إلى أمريكا في ماي بنسبة 35% مقارنة بالعام السابق، رغم هدنة جمركية مؤقتة وُقّعت في شهر ماي، وفقًا لبيانات حكومية صدرت مؤخراً ، وعوّض انخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة ارتفاعٌ في الشحنات الصادرة إلى مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك جنوب شرق آسيا والاتحاد الأوروبي . كما أوضح المقال أن الصادرات الصينية قد إرتفعت بشكل عام بنسبة 4.8% في ماي، مع انخفاض الواردات بنسبة 3.4%، مما يشير إلى ضعف الطلب المحلي؛ ونظراً لقرب انعقاد جولة مفاوضات جديدة بين واشنطن وبكين الأسبوع الجاري في لندن.
تجدر الإشارة إلى تصريح سبق أن نشرته وكالة بلومبيرغ الإخبارية لكريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، تحذّر فيه من أن التجارة الدولية "لن تعود كما كانت أبدًا" بفعل التوترات المتعلقة بالتعريفات الجمركية، حتى مع اقتراب أكبر اقتصادات العالم من التوصل إلى بعض التنازلات. وقد نشرت وكالة "رويترز " مؤخراً تقرير حول إبداء الصين استعدادها لتسريع الموافقات على تصدير المعادن النادرة إلى الاتحاد الأوروبي عبر "قناة خضراء" للطلبات المؤهلة، إذ تُدرك بكين -جيداً - إعتماد الدول الغربية - صناعياً - على إمدادات المعادن الصينية ، ومن ثم فقد أحرزت مشاورات تسعير السيارات الكهربائية الصينية المصدرة إلى أوروبا تقدمًا، لكنها لا تزال تتطلب تعاونًا من الجانبين.
هذا ، وقد نشرت "آسيا نيوز نت وورك" اول أمس تقريراً صحفياً حول تقدُّم في مفاوضات التجارة بين اليابان والولايات المتحدة دون التوصل لاتفاق نهائي بعد، وأن ريوسي أكازاوا، وزير الإنعاش الاقتصادي الياباني، قد أجري محادثات في واشنطن لبحث مراجعة الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، وأن طوكيو تسعى للتوصل إلى اتفاق خلال القمة اليابانية الأمريكية المنتظر عقدها على هامش قمة مجموعة السبع في منتصف جوان. كما أشار التقرير إلى تشديد " أكازاوا" على ضرورة إلغاء الرسوم الجمركية كشرط أساسي، وناقش كذلك توسيع التجارة والتعاون في الأمن الاقتصادي، ومقترحات يابانية تشمل زيادة واردات المنتجات الزراعية الأمريكية ومراجعة القيود التي تعرقل دخول السيارات اليابانية للسوق الأمريكية. كما تدرس اليابان التعاون مع واشنطن في تعزيز سلاسل التوريد للمعادن النادرة، مع مراعاة التحديات المرتبطة بالصين.