جائزة مصطفى عزوز لأدب الطفل 2025: أدب الطفل في دائرة الضوء والذهب

ليس من السهل أن نكتب للطفل، ولا أن يكتب بنفسه ولنفسه الطفل. هذه المعادلة تكسرها جائزة مصطفى عزوز لأدب الطفل لتؤكد أنّ أدب الطفل ليس ترفا ثقافيا بل ضرورة تربوية وإنسانية.

وتعود هذه الجائزة العربية هذا العام في دورتها السادسة عشرة في حفاظ على ثنائيتها الفريدة: فهي تحتفي من جهة بالكُتّاب المتمرسين في أدب الطفل، وتفتح من جهة أخرى نوافذ مشرعة أمام المواهب الصغيرة لتعبّر عن رؤيتها للعالم، بلغتها الخاصة وأحلامها الكبيرة .

انطلقت هذه الجائزة سنة 2003 ببادرة من الراحلة سعاد العفاس في وفاء لذكرى زوجها الشاعر والكاتب والمربي مصطفى عزوز(1914 -2003). تحت إشراف منتدى أدب الطفل بالشراكة مع البنك العربي لتونس، لتصبح واحدة من أبرز المحطات السنوية التي تحتفي بالأقلام المحترفة والأقلام الناشئة للأطفال واليافعين.

25 ألف دينار للفائزين في أدب الطفل

في زمن تتنازع فيه الشاشات عقول الصغار والكبار، تأتي جائزة مصطفى عزوز لتؤكد أنّه مازال للورق سحره، وللحكاية قلب ينبض ، وللأطفال أقلام قادرة على كتابة الدهشة !
وقد شهدت هذه الدورة مشاركة واسعة من مختلف الدول العربية، حيث استقبلت اللجنة أكثر من 117 مشاركة من نصوص وقصص موجهة لليافعين، فضلا عن عدد كبير من الأعمال الإبداعية للأطفال الذين لم يتجاوزوا الثامنة عشرة.

تبلغ القيمة الإجمالية للجوائز ما يزيد عن 25 ألف دينار تونسي، وتُوزّع على فئتين رئيسيتين: فئة الكُتّاب المحترفين: جائزة أولى بقيمة 12,000 دينار، ثانية بـ8,000 دينار، وثالثة بـ5,000 دينار. أما فئة اليافعين فتضم ثلاث جوائز تشجيعية بقيمة 1,000 دينار تونسي لكل فائز.
الأكيد أن ّ القيمة الحقيقية لا تُقاس بالمبالغ المالية فقط، بل باعتراف ثقافي ومعنوي كبير يدفع بالمواهب نحو ضوء النشر والاحتراف.

أدب الطفل... بمنظار الهزل والفكاهة

في انتظار الإعلان عن الفائزين ، يُقام بالتوازي مع حفل الجائزة الملتقى العربي لأدب الطفل في قاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة، أيام 3 و4 جوان 2025، الملتقى العربي لأدب الطفل تحت عنوان لافت وموضوع لم يسبق تناوله وفقا لرئيس منتدى أدب الطفل الدكتور محمد آيت ميهوب يهتم بموضوع : "الفكاهة والهزل واللعب في الإبداع الموجه إلى الطفل". وهو موضوع يفتح الباب أمام نقاشات جادّة حول كيف يمكن للضحك أن يكون مدخلا عميقا لفهم النفس الإنسانية، ولتشكيل وعي الطفل بطريقة ذكية وسلسة. يشارك في هذا الموعد الأدبي الثقافي نخبة من الكتّاب والباحثين، من بينهم:عادل خذر (رئيس اتحاد الكتّاب التونسيين)، سعدية بن سالم، معاوية الفرجاني، رضا بن صالح، سامية الدريدي، علي بوجديدي، محمد المي، ومن الجزائر العيد الجلولي، إضافة إلى المختص في علم النفس نورالدين كريديس، والمختص في البيداغوجيا شفيق الجندوبي.
في إطار حرص الملتقى على ربط الأدب بالفنون، سيتم وللسنة الثانية على التوالي تنظيم ثلاث ورشات إبداعية بالشراكة مع وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، لفائدة 60 طفلًا من مختلف ولايات الجمهورية.وتتوزع هذه الورشات على المحاور التالية:تحويل فيلم سينمائي إلى نص سردي وتحويل نص قصصي إلى نص مسرحي وتحويل نص أدبي إلى عمل فني تشكيلي ...وسيُمنح المشاركون في هذه الورشات جوائز تشجيعية خاصة.
في عصر تتسارع فيه التحولات الرقمية والثقافية، تُعيد جائزة مصطفى عزوز تأكيد دور الكلمة في بناء الإنسان، وتُذكّرنا بأن الاهتمام بأدب الطفل استثمار في الجيل المقبل من الكُتاب والمفكرين والمواطنين. هنا، في تونس، وبين دفتي كتاب صغير، تُكتب فصول من مستقبل يُراهن على الخيال واللغة، وعلى القصّة كجسر نحو الحلم... وعلى الأطفال كأبطال الرواية الأجمل.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115