مشروع تنقيح مجلة الشغل: اتحاد الشغل يدين بشدة إقصاءه في النقاشات ويحمل الحكومة مسؤولية التنقيحات "

اجتمع المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل أمس بعد أشهر من القطيعة والخلافات الداخلية والتي مازالت متواصلة إلى حدّ هذه الساعة بالرغم من قرار المكتب بالدعوة إلى عقد الهيئة الإدارية الوطنية يومي 20 و21 ماي المقبل،

خطوة أولى اتخذها الاتحاد في إطار محاولة امتصاص غضب قواعده وذلك بعد أشهر من التوتر والشقوق والاعتصامات المفتوحة والبيانات والتصريحات وتبادل الاتهامات من خلال تحديد موعد المؤتمر الاستثنائي، اجتماع المكتب التنفيذي الوطني لئن تداول في عدة نقاط في علاقة بالأزمة وموعد الهيئة الإدارية إلا أن الاتحاد خير التكتم عليها والعنوان الأكبر لبيانه الصادر أمس عن المكتب والذي حمل إمضاء الأمين العام نور الدين الطبوبي كان تنقيح مجلة الشغل.

بعد فترة من الصمت، اختار اتحاد الشغل وقبل أيام قليلة من الاحتفاء باليوم العالمي لعيد العمال الموافق لغرة ماي توضيح موقفه بخصوص مشروع القانون المتعلق بتنظيم عقود الشغل ومنع المناولة والذي تقدمت به الحكومة في إطار مراجعة مجلة الشغل، حيث أكد الاتحاد أنه تابع النقاشات بين الدوائر المغلقة وأصحاب العمل في الوقت الذي يتم فيه إقصاء الاتحاد بوصفه الطرف النقابي الأكثر تمثيلية للعمال المعنيين بدرجة أساسية بهذه التنقيحات، واعتبر أن تنقيح مجلة الشغل دون استشارة الاتحاد ضربا للحوار الاجتماعي وتجاوزا للقانون عدد 54 لسنة 2017 المتعلق بإحداث المجلس الوطني للحوار الاجتماعي، ليشدد على أن تنقيح مجلة الشغل وسائر تشريعات العمل كان دوما مطلبا نقابيا وعماليا رفعه الاتحاد في كل مناسبة وفاوض من أجله جميع الأطراف الاجتماعية.

"استحواذ غريب على شرعية تمثيلهم"
بحسب اتحاد الشغل فإن هذا الإقصاء هو تخلّ من الحكومة عن تطبيق الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها والتي تلزمها بالتشاور مع ممثلي العمال، معربا عن إدانته الشديدة سياسة الإقصاء المتعمدة التي انتهجتها الحكومة وكل الأجهزة التي ناقشت مشروع تنقيح مجلة الشغل ويرفض كل ما يترتب عنها. كما شدد الاتحاد على أن إقصائه هو انحياز لطرف واحد من أطراف الإنتاج وتأكيد على سيطرة جهات متنفذة تريد أن تواصل التحكم في مصائر ملايين العمال وتغييب آرائهم وموقفهم من قضية معنيون بها أكثر من غيرهم وهو استحواذ غريب على شرعية تمثيلهم. هذا وأكد الاتحاد في بيان مكتبه التنفيذي الوطني أن عملية تنقيح مجلة الشغل يجب أن تكون شاملة لكل الفصول وأن تنسحب أيضا على كل منظومة التشريعات الشغلية، مشيرا إلى أن تنقيح الفصول المتعلقة بالعقود والمناولة لا يحلّ الإشكاليات الموجودة في مجلة الشغل وخاصة ما تضمنته من حيف واختلال بخصوص حقوق العمال ويبقى وفق تعبي الاتحاد معالجة جزئية وانتقائية.
صياغات يطغى عليها الغموض
اعتبر اتحاد الشغل أن عديد الصياغات الواردة في مشروع الحكومة يطغى عليها الغموض وحمالة تأويلات من شأنها أن تكون مدخلا لإعادة إنتاج ما تكرس عبر عقود من استغلال للثغرات القانونية وضعف الصياغات للإبقاء على استغلال العمال في إطار وضع الهشاشة والاستغلال الفاحش وفق قوله، كما اعتبر الإصرار على تمرير التنقيحات بأسلوب المرور بقوة وعبر سياسة الإقصاء دفعا لتوتير المناخ الاجتماعي وضربا لسياسة الحوار التي دأبت عليها البلاد منذ عقود، محملا الحكومة مسؤوليتها في ما سيترتب عن هذه التنقيحات من خروقات ستضرّ بمصالح العمال وسائر الأجراء وتفاقم النزاعات الشغلية وتضرب الاستقرار الاجتماعي.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115