الكرة الطائرة - بعد الاعتراف بالاتحاد العربي دوليا :البطولات العربية فرصة للمنتخب والفرق لتحسين النتائج والتواجد في المونديال

أكد الإتحاد الدولي للكرة الطائرة خلال انعقاد مجلس إدارته الأخير اعترافه بالإتحاد العربي

وهو ما يعني أن نتائج المسابقات العربية ستندرج ضمن التصفيات الدولية الرسمية وأن المنتخبات والأندية ستمنح لها الأهلية الكاملة للمشاركة في التصفيات المعترف بها دوليا، خطوة هامة ستكون الفائدة حاصلة من خلالها لمنتخبنا وللفرق المحلية على حد السواء للتطلع إلى نتائج أفضل عبر المشاركة في مختلف المسابقات التابعة للإتحاد العربي والأهم تحسين الترتيب والتواجد في المونديال الذي ظل الظهور فيه حكرا على فرق أوروبا وأمريكا اللاتينية في غياب تام للعربية والإفريقية.

لم تكن المسابقات العربية ذات قيمة والمشاركة فيها سواء للمنتخبات والفرق التابعة لها ظلت مقتصرة فقط على التتويج وبعض العائدات المالية دون سواهما، لكن الأمر سيكون مختلفا بعد الإعتراف الرسمي بالإتحاد العربي دوليا ومن أعلى سلطة تعنى بالكرة الطائرة منذ أيام.

لم يأت الإعتراف بالإتحاد العربي من عدم وإنما كان بسبب التطور الكبير الذي باتت تعرفه الفرق والمنتخبات على حد السواء بتعدد المشاركات في مختلف المسابقات الدولية في الآونة الأخيرة خاصة منها المونديال، وهذه الخطوة الهامة من شأنها اليوم أن تكون حافزا إضافيا للتشجيع على المشاركة في مختلف المسابقات التي كان الحضور فيها أقل مما متوقعا بما في ذلك البطولة العربية للأمم التي استضافتها البحرين في نوفمبر الماضي وتوجت بلقبها على حساب قطر.

تعرف المنتخبات العربية تطورا مؤخرا على مستوى النتائج والأهم التنظيم الذي باتت من خلاله تلفت الإنتباه مع كل مسابقة تستضيفها، والإعتراف الأخير من الإتحاد الدولي سيمهد لها الطريق للتطلع إلى إستضافة أكبر المسابقات الدولية في الكرة الطائرة على غرار بطولة وكأس العالم ومونديال الأندية فأكثر من منتخب يملك الإمكانات لذلك وإلى أن يكون محط أنظار العالم وأيضا إلى وضع حد للسيطرة الأوروبية من هذه الناحية، وإن حصل ذلك فإن الفرصة ستتاح لحضور عربي بارز في مختلف التظاهرات مما يعني فتح الآفاق أمامها لإفتكاك مراتب متقدمة وللاعبيها لخوض تجارب احترافية تقدم الإضافة والأمر يهم بدرجة أولى المنتخب الوطني بعد التراجع الذي يعرفه في الآونة الأخيرة.

حضور المنتخب في النسخة القادمة من البطولة العربية مهم

جدّد المنتخب الوطني للأكابر المشاركة في نوفمبر الماضي في البطولة العربية للأمم في نسختها الثالثة والعشرين وعاد إلى الظهور بعد غياب طويل تواصل منذ 2012 بما أن "الكان" كانت الأهم بالنسبة له باعتبارها مؤهلة إلى المونديال وأيضا إلى الدورة الترشيحية للألعاب الأولمبية وأيضا لأن الفوز بلقبها مهم لتحسين الترتيب العالمي، وعناصرنا الوطنية لم يكن ظهورها العربي موفقا بعد أن اكتفت بالمركز الثالث وبالمربع الذهبي رغم الآمال التي علقت عليها في العودة باللقب لكن الأمر سيكون مختلفا بداية من النسخة القادمة من البطولة العربية التي ستجبر على المشاركة فيها من أجل أكثر من هدف.

خسر المنتخب الوطني 15 مركزا في ترتيبه العالمي الأخير وبات يتواجد في المركز الـ 40 بعد أن فرط في تاج بطولة افريقيا للأمم ولم يقدر على التأهل إلى اولمبياد باريس 2024، لكن الفرصة أصبحت متاحة له اليوم لتحسين مركزه والعودة إلى المراتب المتقدمة من خلال البطولة العربية.

بان البون شاسعا بين منتخبنا وبقية منافسيه في البطولة العربية، والعمل فيه لا بد أن يكون متواصلا وبالجدية المطلوبة لأن يكون حاضرا في النسخة القادمة ويراهن فيها على اللقب الذي سيمكنه آليا من مركز عالمي محترم بعد القرارات الأخيرة من الإتحاد الدولي، منتخبنا تنتظره مشاركة في مونديال الفلبين خلال سبتمبر المقبل ثم "الكان" في 2026 وإن حقق فيهما المطلوب فإنه سيكون قادرا على ما هو أفضل على أكثر من مستوى.. منتخبنا مطالب بالمشاركة في كل مسابقة ممكنة من أجل استعادة مستواه وتحسين أداء المجموعة التي عرفت تغييرات في الفترة الماضية بخروج بعض الركائز والأمر مرشح لأن يكون ذاته مستقبلا بقدوم المدرب الجديد الإيطالي "كاميلو بلاشي" الذي ينتظره عمل كبير لانتشال المنتخب سريعا من فترة الفراغ التي يعيشها.

الفرق أيضا

تعرف الفرق المحلية عزوفا عن المشاركة في البطولة العربية في المواسم الأخيرة فآخر ظهور لها كان من بوابة الترجي الرياضي في نسخة 2022 التي خسر خلالها اللقب بعد أن اكتفى بالمربع الذهبي بهزيمته أمام الريان القطري الذي فرط أمامه أيضا في تاجي 2018 و2019، وتتويجاتها الأخيرة كانت من نصيب النجم في 2016 بينما آخر لقب للنادي الصفاقسي كان في 2013 وهذا الثلاثي بما أنه الأبرز محليا مجبر على العودة للمشاركة باعتبار أن البطولة العربية ستفتح المجال أمام ثلاثتهم للمشاركة في المونديال بعد الإعتراف الرسمي بالإتحاد العربي دوليا منذ أيام والأمر لم يعد مقتصرا فقط على بطولة افريقيا للأندية.

تمرّ الأندية المحلية وبإستثناء الترجي بفترة فراغ كبيرة ستكون عائقا أمامها لاحقا في التطلع إلى المشاركة في البطولة العربية، والإستثناء يظل الترجي الرياضي الذي يملك كل المؤهلات التي تساعده على التواجد في المسابقة والمراهنة على لقبها لكن ذلك سيتحدد وفقا لأكثر من مقياس في المقدمة النتائج التي سيخرج بها من مشاركته حاليا في بطولة إفريقيا للأندية البطلة المؤهلة إلى المونديال وأيضا في حال استطاع الحفاظ على رصيده البشري وإن دعّمه بعناصر هامّة مع ضربة البداية للموسم المقبل.

لا بدّ اليوم من أن تكون الكرة الطائرة التونسية حاضرة في كل مسابقة خاصة عربيا وإفريقيا في المنتخبات والأندية على حدّ السّواء إن أرادت الأطراف الساهرة عليها انتشالها من الفراغ الذي تعرفه والعودة بها إلى مكانها الطبيعي، فالبقاء في الخلف والإكتفاء بمشاهدة التطور الكبير الذي يشهده بقية المنافسين هو الفشل بحد ذاته والمسابقات العربية تبقى فرصة مواتية مستقبلا لتجنب هذا السيناريو.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115