ومصدرها ريف القصير داخل الأراضي السورية. وتجري اتصالات بين قيادة الجيش اللبناني والسلطات السورية لضبط الأمن في المنطقة الحدودية . يأتي ذلك فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكرية للإدارة الكردية التي تسيطر على مناطق في شمال شرق سوريا، مقتل تسعة أشخاص في غارات جوية اتهمت تركيا بشنها. في الاثناء جرت مباحثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي بشأن الأوضاع في سوريا . وابلغ اردوغان ترامب بأن تركيا تدعم "مبادراته الحاسمة والمباشرة" لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وإن تركيا ستواصل سعيها لتحقيق "سلام عادل ودائم". وذكر البيان أن تركيا تتوقع أيضا خطوات من الولايات المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب، مع مراعاة مصالح أنقرة.
وتصنف تركيا قوات سوريا الديمقراطية بأنها إرهابية . وفي خضم كل هذه المستجدات يطرح تساؤل عما اذا كانت هناك صفقة بين أنقرة وواشنطن بشأن الملف الكردي بكل ما يمثله من أمن قومي بالنسبة لتركيا. هذا وأعلن مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه تحدث هاتفيا إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وناقشا الجهود المبذولة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا واستعادة الاستقرار في سوريا.وقال المكتب في بيان إن أردوغان أبلغ ترامب بأن تركيا تدعم "مبادراته الحاسمة والمباشرة" لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وإن تركيا ستواصل سعيها لتحقيق "سلام عادل ودائم".
وأضاف البيان أن أردوغان أكد أيضا "أهمية مساهمة أنقرة وواشنطن في رفع العقوبات عن سوريا لاستعادة الاستقرار وتمكين الإدارة الجديدة من العمل ودعم عودة الأوضاع إلى طبيعتها"، مشيرا إلى أن ذلك سيمكن السوريين من العودة إلى وطنهم.وذكر البيان أن تركيا تتوقع أيضا خطوات من الولايات المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب، مع مراعاة مصالح أنقرة.وأضاف بيان أن أردوغان أكد أيضا "أهمية مساهمة أنقرة وواشنطن في رفع العقوبات عن سوريا لاستعادة الاستقرار وتمكين الإدارة الجديدة من العمل ودعم عودة الأوضاع إلى طبيعتها"، مشيرا إلى أن ذلك سيمكن السوريين من العودة إلى وطنهم.وقال أردوغان إن من الضروري إنهاء الولايات المتحدة العقوبات المفروضة بموجب قانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة من خلال العقوبات، وإتمام عملية شراء طائرات إف-16، وإعادة مشاركة تركيا في برنامج طائرات إف-35، من أجل تطوير التعاون في مجال الصناعات الدفاعية بين البلدين.
توتر وتصعيد
في الوقت الذي تشهد فيه الحدود بين لبنان وسوريا توترا ملحوظا على خلفية سقوط عدد من القذائف الصاروخية في بلدة القصر اللبنانية، يبدو أن التطورات الإقليمية تفتح أبواب النقاش حول أبعاد وتداعيات العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة في ما يتعلق بالملف الكردي، الذي يشكل قضية أمنية حساسة بالنسبة لأنقرة.
يشار إلى أنّ الموقف التركي من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الذراع العسكرية للإدارة الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، ظل ثابتا على مر السنوات الماضية. وتصنف تركيا هذه القوات كمنظمة إرهابية لارتباطها بحزب العمال الكردستاني (PKK) الذي يخوض حربا ضد الدولة التركية منذ الثمانينات. هذا التصنيف جعل من قسد هدفا للأعمال العسكرية التركية في المنطقة، وهو ما يزيد من تعقيد العلاقات بين تركيا والدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
في الآونة الأخيرة، وفي خضم الأحداث الجارية في سوريا والعراق، كان الملف الكردي محورا مهما في مباحثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. حيث أعرب أردوغان عن دعم تركيا للمبادرات الأمريكية "الحاسمة والمباشرة" الرامية إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدا في الوقت ذاته أن بلاده ستواصل سعيها لتحقيق "سلام عادل ودائم". وفيما يتعلق بالملف السوري، نوه الرئيس التركي إلى ضرورة اتخاذ خطوات من الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب في المنطقة، مع مراعاة المصالح الأمنية لأنقرة.
تركيا، التي تعتبر قضية الأمن القومي والتهديدات التي يشكلها الأكراد في المنطقة مسألة وجودية، تسعى إلى ضمان تفهم أمريكي لاهتماماتها الأمنية في شمال سوريا. وتحاول أنقرة استخدام علاقاتها مع واشنطن كوسيلة للضغط من أجل اتخاذ خطوات ملموسة ضد قوات سوريا الديمقراطية. في المقابل، ترى الولايات المتحدة بأن لديها مصالح أخرى في المنطقة، بما في ذلك الحفاظ على موطئ قدم في المناطق الكردية التي تعد جزءا من إستراتيجية واشنطن في الشرق الأوسط.
المصالح المشتركة والمخاوف التركية
ووفق مراقبين فإنّ ما يزيد من تعقيد الموقف هو أن الولايات المتحدة تعتبر قوات سوريا الديمقراطية حليفا رئيسيا في حربها ضد "داعش" في سوريا. هذه العلاقة بين واشنطن و''قسد'' لطالما أثارت القلق في أنقرة، التي ترفض أي نوع من الدعم الأمريكي للأكراد في المنطقة. وترى تركيا في هذا الدعم تعزيزا للنفوذ الكردي في سوريا، وما يمكن أن يخلفه من تأثيرات على الداخل التركي، في ظل مطالبات الأكراد بحقوق أكبر في تركيا.
ومع ذلك، يرى متابعون أن هناك تقاربا بين المصالح الأمريكية والتركية في بعض الجوانب. فواشنطن تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع أنقرة في مواجهة التحديات الروسية والإيرانية في المنطقة، بينما تدرك أنقرة أن التعاون مع واشنطن يمكن أن يساعدها في تحقيق أهدافها الأمنية. لكن هذه العلاقة ستظل مشروطة بحل ملف "قسد" وتلبية مطالب تركيا بخصوص مكافحة الإرهاب.
ويطرح محللون عدة سيناريوهات من بينها أن تكون هناك نوع من "الصفقة" أو على الأقل تفاهم ضمني، قد يتضمن قيام الولايات المتحدة بتقليص دعمها لقسد أو تعديل سياستها تجاه الأكراد في سوريا مقابل تعهدات تركية بتقوية التعاون مع الولايات المتحدة في الملفات الأخرى، مثل مواجهة النفوذ الروسي والإيراني في الشرق الأوسط. لكن في الوقت نفسه، يرى آخرون أنه قد يكون هذا الاتفاق هشا نظرا للتعقيدات العميقة التي تحيط بالملف الكردي، والذي لا يزال يشكل تحديا كبيرا في العلاقات بين تركيا والغرب بشكل عام.
غارات تركية في جنوب كوباني
من جهتها قالت قوات سوريا الديمقراطية على تلغرام "قصفت طائرة تركية خلال ساعات متأخرة من ليل أمس الأحد عائلة تعمل في الزراعة جنوبي كوباني''.
وأضافت "ارتفع عدد الشهداء المدنيين الذين استشهدوا خلال القصف الجوي التركي على المنطقة الواقعة بين قرية قومجي وبرخ بوتان جنوبي كوباني إلى تسعة شهداء من عائلة واحدة إضافة إلى جريحين اثنين من العائلة نفسها".
وفي فيفري الماضي، أطلق مؤسّس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المسجون دعوة تاريخية حضّ فيها حزبه على إلقاء السلاح وحل نفسه.وتضغط تركيا التي أقامت علاقات وثيقة مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع على السلطات السورية الجديدة لإيجاد حل لقضية وحدات حماية الشعب الكردية.
وتسعى السلطات السورية الجديدة إلى حلّ الجماعات المسلّحة وبسط سيطرة الدولة على كامل أراضي البلاد منذ إطاحة الرئيس بشار الأسد في ديسمبر بعد حرب أهلية استمرت أكثر من 13 عاما.
ووقّع الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي اتفاقا ينصّ على "دمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز". ويُفترض أن يدخل الاتّفاق حيّز التنفيذ بحلول نهاية العام.
اتصالات سورية لبنانية
على صعيد آخر أعلن الجيش اللبناني،أمس الاثنين، أنه يجري اتصالات مع السلطات السورية لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية، بعد تسليم جثامين 3 سوريين إلى دمشق.
يأتي ذلك غداة اتهام وزارة الدفاع السورية، مساء أمس الأول الأحد، "حزب الله" باختطاف وقتل 3 من عناصرها، فيما نفى الحزب اللبناني مسؤوليته.
وقال الجيش اللبناني: " بعد مقتل سوريَّين وإصابة آخر عند الحدود اللبنانية السورية في محيط منطقة القصر- الهرمل، نُقل الجريح إلى أحد المستشفيات للمعالجة، وما لبث أن فارق الحياة".وأضاف أنه "على أثر ذلك، نفذ الجيش تدابير أمنية استثنائية، وأجرى اتصالات مكثفة منذ ليل أمس الأحد حتى ساعات الصباح الأولى، وسلم بنتيجتها الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري" . وتابع أن "قرى وبلدات لبنانية في المنطقة تعرضت للقصف من جهة الأراضي السورية، فردّت الوحدات العسكرية (اللبنانية) على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة".وأفاد الجيش اللبناني بأنه "عزز انتشاره وضبط الوضع الأمني".وزاد بأن "الاتصالات بين قيادة الجيش اللبناني والسلطات السورية تستمر لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية".وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن عددا من القذائف الصاروخية سقطت في بلدة القصر الحدودية، ومصدرها ريف القصير داخل الأراضي السورية.
وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان: "مجموعة من حزب الله تقوم، عبر كمين، بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود السورية اللبنانية قرب سد زيتا غرب حمص، قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية، وتقوم بتصفيتهم تصفية ميدانية".وأضافت أنها "ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطير من ميليشيا حزب الله".على الجانب الآخر، قالت العلاقات الإعلامية بـ"حزب الله"، عبر بيان، إنها "تنفي بشكل قاطع ما يتم تداوله بشأن وجود أي علاقة لحزب الله بالأحداث التي جرت اليوم على الحدود اللبنانية السورية".وشددت على أنّه "لا علاقة لحزب الله بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية''.
وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكوّن من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـ6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.
خروقات "إسرائيلية" جديدة
نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي تمشيطا جويا وتوغلا بريا جنوب لبنان، في خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر 2024.وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الاثنين إن "جيش العدو الإسرائيلي صعّد من وتيرة اعتداءاته بعد منتصف الليل".
وتابعت: "نفذت مروحيات الأباتشي عملية تمشيط واسعة لأطراف بلدة يارون في قضاء بنت جبيل (محافظة النبطية) وقرب الحدود مع فلسطين المحتلة".كما أفادت بأن "قوة معادية (إسرائيلية) توغلت بعد منتصف الليل في بلدة عيتا الشعب ومحيط (بلدتي) خلة وردة وحدب عيتا" (جنوب). وقُتل شخصان بغارة إسرائيلية جنوب لبنان، ما رفع عدد القتلى إلى 5 خلال 24 ساعة آنذاك، وفق وزارة الصحة ووكالة الأنباء اللبنانيتين.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار ارتكبت إسرائيل أكثر من 1000 انتهاك له، ما أسفر عن 92 قتيلا و285 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فيفري الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان، وفق رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.