مجموعة من اهم الممثلين اجتمعوا في سلسلة ساخرة تنقد المجتمع التونسي تحديدا الادارة والموظفين، فالتقى جمال المداني وحمودة بن حسين وبيكا واروى بن اسماعيل وحاتم القروي وجميلة الشيحي ورياض حمدي في تجربة ساخرة وناقدة.
"هريسة لاند" سلسلة كوميدية موغلة في النقد، تطرح موضوع الموظف الاداري ومدى اهتمامه بعمله وحياة الموظف في بيئة العمل والعائلة ومعاناة المواطن اليومية مع كلمات اصبحت جزء من حياته مثل "ارجع غدوة" و"الريزو طاح" و"الحبار شاح".
"هريسة لاند" سلسلة ساخرة تنقد الادارة التونسية والاستهتار في العلاقة بين المواطن والموظف، في السلسلة مواقف موجعة انبنت على السخرية من الوضع العام قدمها ممثلين احترفوا التمثيل وخبروا عوالمه.
تجربة تعتمد على الكوميديا الساخرة وعوالم سحرية يتقنها المخرج زياد ليتيم، يتفنن في الصورة ويمنح المساحة الكافية للممثلين ليبدعوا وينحتوا عوالم شخصياتهم، في السلسلة فضاء الاحداث مكانين:
الاول هو "وكالة الخدمات" اين يجتمع "عم بشير" (جمال المداني) و"فتحية" (بيكا) و"سمير" (حمودة بن حسين) و رضا (حاتم القروي) و"مختار" (منير العماري و(اروى بن اسماعيل) موظفين لكل منهم طريقته في التعامل مع المواطن والتعامل مع واجبه وادارته، ميزة الادارة "عم بشير" اكبر الموظفين واكثرهم انضباطا، الشخصية المحورية في وكالة الخدمات تمثل جيلا من الاداريين الصادقين "الجيل الاول للإدارة التونسية الذين تربوا على حبّ الوطن والايمان بقيمة العمل في تحقيق التنمية" كما يقول المداني .
اما بقية الشخصيات فاغلبها يطالب بالحقوق دون الانتباه الى الواجب، من الشخصيات التي مثلت النقابة "سمير" وميزته التاخّر اليومي وعدم الاتزام بالوقت والمهام، بالاضافة الى "الرشوة" و"المحسوبية"، شخصية "سمير" قدمها الممثل حمودة بن حسين "موجودة بيننا، نراها يوميا في الادارة، الفوضى وعدم الاهتمام بواجبات المواطن تعترضنا في الادارة منها ولدت ملامح الشخصية وتركيبتها" حسب تعبير الممثل حمودة بن حسين.
"هريسة لاند" تضع الفساد الاداري على طاولة التشريح وسلاحهم الضحكة او الابتسامة، نقد لاذع للإدارة التي لازالت تتحسس خطاها للوصول الى "الرقمنة"، الادارة المحافظة على "الورقنة" والصامدة في وجه التجديد والتطوّر، في السلسلة يصاب الموظفين والمواطنين بفايروس "الهريسة" فتتغير العقلية، يصبح الموظفين اكثر جدية والتزاما، تنتهي المشاريع العالقة، يقبل المواطن على الوكالة لخلاص الديون والضرائب لفائدة الدولة وتتحسن خدمات النقل، لحظات من الحلم بفضل فيروس لم تدم طويلا، فالمحسوبية وعدم الجدية لدى التونسي تعجز اصعب الفيروسات عن تفتيتها او التأثير فيها.
اما المكان الثاني فهو منزل "عم بشير" واغلب المشاهد ستجمع جميلة الشيحي برياض حمدي، في البيت سيفكران في مشروع ناجح ويحاولان البحث عن مصادر للتمويل وتكون "الهريسة" هي منتجهم، فيتزين البيت بشرائط الفلفل الأحمر، ويصبح اللون الاحمر ميزة المكان، في البيت سيصنع "فيروس" النشاط، ويكون الحوار بين الشخصيتين جد ممتعة، لكل ممثل طريقته في اللعب واجتمعا في مشاهد ساخرة، فهما يحلمان، يحاولان تحقيق النجاح، انطلاقا من الاشهار الشفوي ووصولا الى الاشهار المتلفز، الثنائي جميلة الشيحي ورياض حمدي بينهما انسجام مميز ساهم في جمالية الصورة والمشاهد التي جمعتهما، تجربة تقول عنها الفنانة " التجربة جديدة والشخصية مختلفة، هي هدية افرحتني جدا لانّها اخرجتني من الشخصيات القديمة وقدمت مساحة اخرى للعب وللظهور للجمهور في صورة مختلفة".
"هريسة لاند" سلسلة ساخرة هدفها نقد الوضع ورجّ المواطن ليتساءل عن واجباته وحقوقه، عمل تلفزي غايته نشر الوعي ومحاولة مخاطبة ضمير التونسي المستتر علّه يستفيق، لان لا تقدّم للبلد ولا نموّ حقيقي دون ادارة فعّالة ومواطنين مسؤولين حسب تعبير الممثل جمال المداني.