في دراسة أخيرة ازمة " إسرائيل " مع تصاعد أعداد المهاجرين إلى أوروبا

أقرّ مركز أبحاث دراسات الامن القومي داخل كيان الاحتلال

بوجود تحديات داخلية وخارجية تهدد دولة الاحتلال الصهيوني في خضم المرحلة الراهنة.

يشار الى ان الرؤية العامة التي يتبناها المعهد تتوافق بشكل كبير مع الرؤية التقليدية لدولة الاحتلال الإسرائيلي وأبرزها أن بيئة ' إسرائيل ' الأمنية - على الرغم من مسارات التطبيع - تُعد بيئة متعددة المخاطر ، وهو ما عبر عنه ' تامير هايمان ' المدير التنفيذي لمعهد INSS في مقالٍ له نشره موقع القناة الثانية عشر بداية الأسبوع الحالي ، والذي أشار فيه إلى أن التحديات التي يواجهها رئيس الأركان الجديد ' زامير ' هائلة . وأشار إلى أنه في الواقع حتى إتفاقيات السلام مع مصر والأردن في خطر ، وإستفاض في إستعراض التحديات التي تواجه ' دولة الإحتلال' ، بالإشارة إلا أن من بين التحديات الأكثر إلحاحاً ، يوجد تحديان خارجيان ( إيران وحماس ) وتحديات أخرى داخلية ( الثقة والتعاون بين المستويين السياسي والعسكري ، قانون التجنيد ، تحدي إستخلاص الدروس والبحث والتحقيق ) .

تكشف الضجة الإعلامية المصاحبة للتحقيقات التي أعلن عنها الجيش الصهيوني بشأن إخفاق السابع من إكتوبر عن أبرز ملامح المرحلة الحالية التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي وهي هواجس مُضاعفة من المخاطر الداخلية والخارجية وهو ما يظهر في أعداد المهاجرين إلى أوروبا . ويفسر أحد الصحفيين في تل أبيب هذه الظاهرة بأنه من الصعب أن تكون حرب غزة فقط هي السبب لأن إسرائيل خضت حروباً وأحداثاً متعددة . ولذلك فإن ذلك الصحفي ' عوديد شالوم ' يُقدر أن تنامي الظاهرة يرجع إلى أن عدد - لا يُستهان به من الإسرائيليين يرون أن "الدولة" لا تعمل بشكل سليم . ولا تتوقف مراكز الفكر على تحليل ودراسة بيئة دولة الاحتلال الدولية والإقليمية . وأصدر معهد دراسات الأمن القومي INSS دراسة جديدة بمناسبة مرور أكثر من 15 شهراً من القتال في غزة ولبنان، والتي ورد بها عددٍ من النقاط، ومن أهمها أن الدعم الأمريكي لإسرائيل كان حاسماً في حماية " إسرائيل" خلال الحرب الأخيرة، وأن الصراع ضد إيران ومحورها مرتبط بتطور النظام الدولي وطبيعة الصراع بين الولايات المتحدة والقوى المناوئة لها. وأن إسرائيل في حاجة للعمل لتأسيس تحالفات وترتيبات سياسية إقليمية لدعمها في التصدي لإيران وحلفائها، خاصة أن استمرار الحرب الراهنة دون أفق واضح لانتهائها ، يشكل ضغطاً قوياً على مقدرات دولة الاحتلال العسكرية والاقتصادية والبشرية، ويجعل "إسرائيل" في موقع صدام مع توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة التي تسعى لإنهاء الحرب في الشرق الأوسط.

ويلاحظ أن الدراسة التي أعدها INSS حول البيئة الإقليمية والتحديات الأمنية التي تواجه تل أبيب , تنظر إلى الصراع مع إيران من منظور يتوافق بشكل كبير مع سرديات المسؤولين في تل أبيب ، وإلتزامهم خط تضخيم الدور الإيراني ( البرنامج النووي بصفة خاصة ) وأنه مصدر تهديد مباشر لبقاء دولة الإحتلال علي قيد الحياة ، وذلك على الرغم من الإقرار في الشق الخاص بواقع الشرق الأوسط في الدراسة ، بأنه بعد أكثر من عام من الحرب في غزة، فقد أضعفت الحرب إيران وحلفائها بشكل واضح.
أقرت الدراسة بأن إضعاف محور إيران، وعلى الرغم من أنه يمكن أن ينظر له على أنه أمر إيجابي في صالح إسرائيل، إلا أنه يخلق مجموعة من التحديات المتنوعة، خاصة لما نتج عن إضعاف هذا المحور من خلخلة في محيط إسرائيل الأمني ، والمقصود هنا سوريا. ونشير من جانبنا إلى أن الأوضاع السياسية والأمنية الجارية في الأراضي السورية قد لا تنبئ بخير للمنطقة ودولها ولكن لعل المجتمع الدولي وأقطابه يدركون تعقيدات الشرق الأوسط وأن الدعم اللامحدود لإسرائيل يضر بالجميع ويقوض تيارات الإعتدال ويزيد من التطرف .
أما بالنسبة للتهديدات المباشرة للأمن الإسرائيلي، فقد حددت الدراسة عدداً من مصادر التهديد وفي مقدمتهم إيران وسوريا ، ونظراً لأن الخطر الأساسي لإيران يتمثل في برنامجها النووي، فإن الدراسة تطرح أهمية أن تسعى الولايات المتحدة للتوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران، وهو الأمر الذي يجب على إسرائيل ألا تتصدى له بشكل علني لتفادى الصدام مع الإدارة الأمريكية.
ثم إنتقلت الدراسة إلى واقع ومستقبل سوريا، وأن "إسرائيل" عليها أن تستعد لثلاثة سيناريوهات، بدءاً من إحتمالية تحول سوريا إلى دولة يحكمها تيار ديني ، أو ظهور نظام حكم معتدل في دمشق. وهو الأمر الذي تقول الدراسة انه يجب أن تعمل " إسرائيل" على استغلاله لإقامة علاقات مع هذا النظام بشكل غير معلن، مع مراقبة التطورات في الجانب السوري عن قرب. واخيراً سيناريو تحول سوريا لدولة مفككة، وهنا يوصي التقرير بان تدخل "إسرائيل" لدعم الجماعات المعتدلة هناك للحفاظ على مصالح "إسرائيل" الأمنية وضمان عدم تحول جنوب سوريا لقاعدة للهجوم على دولة الاحتلال.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115