العرض الاول لمسرحية "قصص ساحرة" اخراج جلال حمودي انصتوا للطفل وازرعوا فيه حبّ الخيال والمعرفة

ممتعة هي قصص الاطفال وحكاياتهم مغر هو عالم الطفولة بخرافاته وخياله الممتد

عالم الطفولة يسحر الكبار ويدفعهم للغوص فيه اكثر فهو كما الافق لا نهاية له ومن جمالية الاطفال وعوالمهم المغرية وما يعيشه طفل اليوم من تشتت احيانا بين التكنولوجيا والخيال كتب نضال حناشي نصه" قصص ساحرة" الذي اخرجه جلال حمودي وحملت العروسة هواجس الاطفال وافكارهم.

"قصص ساحرة" مسرحية عرائسية، صنع عرائسها الحبيب الغرابي وملابس اسماء حمزة وموسيقى بسام القاسمي وغناء شفيق محمدي وموسيقى وتسجيل حسام النجاري وتوظيب ركح عبد العالي القاسمي وتوظيب عام حميدة عمري واداء وتحريك نسرين التباسي وبلال خلفي واحمد القعود وانتاج سركة فراغة للانتاج الفني والمسرحي بجدليان.

العروسة وسيلة بيداغوجية وفنية تنصت لروح الممثل

تحفز الدمية خيال الطفل وتدفعه للخروج من دائرته الضيقة والرحيل معها الى عوالم اجمل، داخل كل ممثل طفل صغير قرر ان يستيقظ اثناء تحريك الممثل لعروسته ليولد انسجام يغر الطفل بمتابعة كل حركة والبحث عن جزئيات مخفية خلف الطاولة الصغيرة، فعرائس الطاولة المستعملة في العرض تشبه محركيها، عرائس صنعت بحرفية الحبيب الغرابي ودقته في تجسيد العروسة حسب النص ومتطلبات الشخصية، العرائس المصنوعة بدقة تشد انتباه المتفرج وتكون اولى الوسائل لقراءة العمل المسرحي.
"قصص ساحرة" عرض عرائسي اخراج جلال حمودي، تجربة عرائسية أخرى تضاف لرصيده المسرحي بعد اخر الاعمال "موشكا"، العروسة حمّالة معان، هي صوت الممثل وموجّه فكر المتلقي وخياله الى عوالم اكثر امتدادا، العروسة اثناء التحريك وكيفية وتعامل المحرك معها يصنع مشهدية مبهرة وكانها رحلة من الالوان والحركات يبدع الممثل في تقديمها، فالعروسة تبثّ فيها الروح تحمل صوت الممثل ومشاعره وافكاره وتكون تعبيرة صادقة عن معاني العمل ورسائله.
وتعد العروسة وسيلة فعّالة لإيصال النصوص إلى الأطفال، سواء في المسرح أو في التعليم، فهي ليست مجرد أداة ترفيهية، بل تحمل قيمة بيداغوجية ونفسية تجعل الطفل يتفاعل مع القصة بعمق، فالعروسة لها قدرة خاصة على جذب انتباه الأطفال، مما يجعلهم أكثر تفاعلًا مع المحتوى ويحفز خياله و تشرح الأفكار المجردة بطريقة مرئية ومبسطة، مما يسهل على الأطفال استيعابها، هذا و تساعدهم في التعرف على المشاعر المختلفة، مثل الفرح والحزن والخوف ، لذلك تعتبر العروسة أداة فنية وتربوية مهمة تجعل النصوص أكثر قربا وتأثيرا في وجدان الطفل مما يساعد في بناء شخصيته بأسلوب ممتع وفعّال حسب تصريح جلال حمودي للمغرب.

انتبهوا لاطفالكم من خطر التكنولوجيا

"قصص ساحرة" مسرحية عرائسية تدور أحداثها في زمن غير معلوم، اما المكان فمملكة ممتدة وجميلة، ابطال الحكاية اربع شخصيات، الملكة ورئيس الخدم والمهرج والامير الصغير عاشق الحكايات، في المسرحية يقضي الطفل الامير ساعات طويلة في مكتبته وامام حاسوبه يشاهد الصور المتحركة وحكايات الاطفال، حدّ ان اختلط الواقع بالخيال واصبح الامير منعزلا عن عالمه الحقيقي ويعيش فقط مع شخصياته الكرتونية، يحاول انصاف الضعفاء وتحرير العالم من كل الشرور.
هذا الخروج من الواقع الى الخيال يعتبره رئيس الخدم جنونا، ويراه الطبيب "اكتئابا" ولان المسرحي ابن بيئته، فالامير الطفل في الحكاية هو طفل اليوم في مجتمعنا، طفل مشتت الانتباه بين اللعب الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وظاهرة "الترند" التي يتنافس حولها الاطفال، وكما فعلت الام نهاية العمل بقرارها مراقبة ما سيقرأه ويشاهده ابنها حتى يعود إليه توازنه ليعيش واقعه وفي الوقت ذاته يستمتع بطفولته، نفس الرسالة يبطنها العمل للاطفال الحقيقيين ولاوليائهم، فكاتب النص نضال الحناشي يحمل هاجس الأطفال ويدافع عنهم في نصوصه ويحاول ترسيخ عدد من القيم الانسانية في أعماله المسرحية، كاتب يؤمن ان للطفل الحق في اللعب والقراءة والاستمتاع بحياة طبيعية بعيد عن ضغط وسائل التواصل الاجتماعي وضررها وتاثير الاستعمال السلبي للتكنولوجيا على الطفل زاختار كاتب النص المهرج لاخراج الامير من عزلته للاشارة الى قيمة الفن وتاثيره الايجابي على الانسان.
قصص ساحرة تجربة مسرحية موجهة للطفل الهدف منها توجيه الطفل لمعرفة ما يقرأه وما يتابعه، وعن رسالة العمل يقول المخرج للمغرب رسالتنا في هذا العمل المسرحي قصص ساحرة تتمثل في أهمية اختيار الكتب والأفلام الكرتونية المناسبة للأطفال حسب أعمارهم أمرًا بالغ الأهمية، إذ يسهم في تشكيل وعيهم وتطوير مهاراتهم الذهنية والعاطفية ،و من الضروري أن يكون الأولياء على دراية ومعرفة في اختيار المواد التي تنمي الإبداع وتعزز القيم الإيجابية وتتناسب مع مستوى النضج العقلي والعاطفي للطفل.
يلعب الممثلين بتلقائية الاطفال، يتماهون مع العروسة وقدرتها في التعبير، لكل منهم اسلوبه ومهارته في التحريك واستنطاق الدمية لتصبح وكأنها حيّة ناطقة، الممثلين بلال خلفي واحمد القعود ونسرين التباسي تماهوا مع الحكاية وسينوغرافيا العرض وموسيقاه لتقديم مل يقنع الطفل ويحفّز خياله ويجعله يحلّق في أجمل عوالم الحلم والطفولة.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115