تتالى البيانات الصادرة عن عدة دول للكشف عن مواقفها من تطورات الأوضاع وما يجري في الأراضي السورية وسط تصاعد المخاوف والتحذيرات من عودة الإرهابيين وما يمثلونه من خطر على الأمن، وقد أصدرت تونس بيانا ثان بعد 5 أيام فقط من بيانها الأول والتي نددت فيه بشدة بالهجمات الإرهابية التي استهدفت شمال سوريا في المدّة الأخيرة ودعت المجموعة الدولية لمساندتها حتى يحافظ على سيادته وأمن شعبه واستقراره ووحدة أراضيه، وفي بيانها الثاني الصادر مساء الاثنين ذكرت بموقفها الثابت المتعلّق بضرورة التفريق بين الدولة، من جهة، والنظام السياسي القائم داخلها.
في ضوء الأحداث المتسارعة التي تشهدها الجمهورية العربية السورية، شددت وزارة الشؤون الخارجية أن تونس تؤكد على ضرورة تأمين سلامة الشعب السوري والحفاظ على الدولة السورية دولة موحّدة كاملة السيادة بما يحميها من خطر الفوضى والتفتيت والاحتلال، وعلى رفض أيّ تدخل أجنبي في شؤونها، مشيرة إلى أن النظام السياسي هو شأن سوري خالص يختاره الشعب السوري صاحب السيادة، فهو وحده الذي له الحقّ في تقرير مصيره بنفسه بمنأى عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي.
تأمين انتقال سياسي سلمي يحفظ الدولة
دعت تونس كافة الأطراف السورية إلى التلاحم وتغليب المصلحة العليا للبلاد من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقلاله وسلامته واستقراره وتأمين انتقال سياسي سلمي يحفظ الدولة واستمراريتها ويُلبّي تطلّعات الشعب السوري وحده. وأعربت عن تضامنها المطلق مع الشعب السوري الشقيق الذي تربطه بالشعب التونسي أواصر قربى ضاربة في عمق التاريخ، وعن يقينها بقدرته على تجاوز هذا الظرف الدقيق من أجل بناء مستقبل مشرق لسوريا. في المقابل تتصاعد الدعوات إلى مزيد اليقظة والحذر سيما أمام خروج الإرهابيين من السجون السورية، وقد اعتبر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة في بيان له والذي جاء تحت عنوان " حذار من عودة الإرهابيين" أن الوضع في الشرق الأوسط لا يخلو من أخطار على تونس خاصّة وأن بيادق التخريب ليسوا سوى العناصر الإرهابية المأجورة، مؤكدا أن الأحداث في الشرق الأوسط تتوالى بشكل متسارع يُنبئ بتغيير كبير في خارطة المنطقة باستعمال العناصر الإسلامية المُتطرّفة المُطيعة للمشروع الصهيوني الأمريكي الذي أصبح واضح المعالم.
العودة الكثيفة للتونسيين الذين تمّ تسفيرهم
وحذر المرصد من العودة الكثيفة للتونسيين الذين يُعَدّون بالآلاف والذين تمّ تسفيرهم من تونس بطرق مختلفة إلى سوريا بمساندة الإسلاميين المتطرفين التونسيين الذين كانوا في السلطة، للالتحاق بالمعارضة الإخوانية السورية للـ"جهاد" ضد نظام الأسد. وقد تمّ إطلاق سراحهم من السجون السورية. ودعا المرصد السلطة التونسية إلى تولّي الحذر الشديد من عودتهم إلى البلاد ورسم الخطط الحكيمة للتعاطي معهم، لا فقط لِما يُمثّلونه من تطرف ديني عنيف يُشكّل خطرا جسيما على الصبغة المدنية للدولة التونسية، وإنما أيضا لما يُمكن أن يكونوا مُكلّفين به من قبل أطراف استعمارية مُتسلّطة وفق نص البيان.