فقد وجد العدو نفسه عاجزا ليس فقط عن حماية مستوطني الشمال بل غير قادر ايضا على صدّ مسيرات وصواريخ المقاومة التي دكت حصونه ومدنه في الشمال والوسط لا سيما تل ابيب. وتابع أن هذا ما ساهم بشكل حاسم في الركون الصهيوني للواقع واستنجاد قادة الاحتلال بالأمريكيين للإسراع في توقيع اتفاق لوقف النار وفق للقرار الأممي رقم 1701.
كيف ترون اتفاق وقف اطلاق النار وهل يتناسب مع حجم التضحيات التي قدمتها المقاومة؟
وقف اطلاق النار جاء خارج السياق الذي عمل عليه الصهاينة وفق الأهداف الذي اعلنتها قيادة الكيان الاسرائيلي وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو. الذي تبجح بشكل علني بأنه يتجه بعد تحقيق اهدافه لإعادة مستوطني الشمال الى مستوطناتهم بالقوة وبعد القضاء على حزب الله الذي هو الهدف الجوهري لعدوانه والذي يريد تحقيقه عبر تنفيذه لنسخة جديدة من مسلسل الابادة الجماعية التي بدأها في قطاع غزة . وبعد الانتهاء من ذلك سينتقل بحسب زعمه الى ما هو اشمل واكبر الا وهو تغيير خريطة الشرق الاوسط فضلا عن رسم سياسات انظمتها وشكل الحكم فيها . وكان يطمح ان تكون باكورة ذلك وضع مواصفات محددة لاختيار الرئيس اللبناني الجديد . كل هذه الأهداف سقطت في ميدان المواجهات العسكرية الي تألقت فيها المقاومة الاسلامية وقدمت في سبيل ذلك شهداء عظام على رأسهم سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله الذي استطاع في ارتحاله قيادة نصر مؤزر على الصهاينة حيث كانت روحه المقدسة تعانق خطوات المقاومين في الجبال والأودية وفي الالتحامات المباشرة مع مجاميع جنود العدو الصهيوني.
وبرأيك هل الاتفاق يضمن عدم تعدي اسرائيل مرة ثانية على حرمة الاراضي اللبنانية؟
لا شك ان المقاومة عندما بادرت بادئ الأمر الى خوض معركة اسناد الشعب الفلسطيني في غزة كانت تعلم ان هذا الأمر دونه تقديم تضحيات بشرية ومادية . ومع تطور الامر من معركة اسناد الى حرب لردع العدوان فكان لا بد من افشال اهدافه التي تتمحور حول اصل فكرة المقاومة التي كان يراد اجتثاثها من الجذور وتغيير خرائط المنطقة بعد ذلك. الا ان رجال المقاومة من خلال الميدان اقدموا بثبات وبصيرة ودراية على بذل الجهد وتقديم التضحيات التي اثمرت فشلا ذريعا لكل اهداف العدوان وفي مقدمها عودة المستوطنين بالقوة الى مستوطناتهم الى القضاء على حزب الله . وهذا ما نجحت المقاومة في منعه واجهاضه بعدما قدمت تضحيات جسام في سبيل ذلك.
أليست مدة الستين يوما لانسحاب الجيش الصهيوني طوية يمكن للعدو ان يخرق خلالها الاتفاق؟
حسب ما تم الاتفاق عليه ان جيش الاحتلال خلال ستون يوما يجب ان يكون قد غادر الأراضي اللبنانية إضافة الى بنود اخرى يجب ان يتم بتها خلال نفس الفترة . والعدو خلال السياق التاريخي لا يلتزم بقرارات ولا التزامات وبالتالي لا بد ان تبقي المقاومة يدها على الزناد هذا مع ترجيح حاجة الإسرائيلي الى هدنة طويلة مع لبنان بعد اقتناعه باستحالة كسر المقاومة في الميدان.
وما مصير الأسرى لدى الكيان المحتل وجثامين الشهداء؟
بطبيعة الحال فان موازين القوى هي التي تفرض نفسها في كل الميادين سواء منها اطلاق سراح الأسرى التي أكدت المقاومة على متابعته بكل السبل لاسترجاعهم من براثن الجيش الصهيوني. وفي سياق متصل فان جهوزية المقاومة وزيادة تشديد عرى العلاقة بين المقاومة وبيئتها الشريفة هي الكفيلة والضامنة لمنع ان يكرر الصهاينة اعتداءاتهم على القرى الآمنة التي سيعاد تعميرها بأفضل واجمل مما كانت .
ما هي المعادلات الجديدة التي رسختها المقاومة بصمودها في هذه الحرب العصيبة؟
المعادلة التي ثبتتها المقاومة بصمودها الاعجازي تحمل عناوين كبيرة جدا الا ان من ابرزها انه لا يوجد قوة في الارض تستطيع الفصل بين المقاومة وبيئتها وانه لا استباحة لأرض الجنوب وهذا ترجمته بعد عجز الإسرائيلي من تثبيت قواته على بعد عشرات من الامتار بفعل رباطة جأش وفراسة ومهارة رجال المقاومة في لبنان..