الوضع الاجتماعي خلال شهر سبتمبر 2024: تصاعد نسق الاحتجاج وعودة التحركات ذات الطابع الحقوقي...

شهد شهر سبتمبر 2024 ، تصاعدا لنسق التحركات الاجتماعية ، مسجلا 273 تحركا بارتفاع بنحو 16 % مقارنة بالشهر الذي سبقه

الذي سجل 234 تحركا وتضاعف عدد حالات ومحاولات الانتحار وفق ما جاء في التقرير الشهري للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية.

تميز شهر سبتمبر 2024 الذي تزامن نصفه الثاني مع انطلاقة الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية في 14 سبتمبر، احتجاجات ومسيرات وتحركات حقوقية اقرتها الشبكة التونسية للحقوق والحريات حملت شعارات تنادي بالدفاع عن دولة القانون والحقوق السياسية والمدنية، وإلغاء المراسيم القمعية، وضمان حق الجميع في حرية التعبير وحق المعارضة والمطالبة بإطلاق سراح مساجين الرأي والضامنة للنشاط المدني والسياسي. كما خاض محامون ونشطاء بمناطق مختلفة من البلاد، تحركات نددت بالتضييقات على المنظومة الحقوقية، وطالبت بتحسين أوضاع المؤسسات القضائية وبضمان حق المحامي في الدفاع...

وذكر التقرير شهر سبتمبر في جانب منه بتقرير شهر ماي 2024 والذي تميز بـ«تحركات بطابع حقوقي .. وعودة للشوارع والساحات» كما عنونه المنتدى حيث تصدرت المطالب ذات الصبغة الحقوقية المشهد الاحتجاجي لشهر ماي. ورفعت في غالبيتها شعارات تنادي بالحق في الولوج للقضاء والمحاكمة العادلة والحق في حرية الرأي والتعبير وفي صحافة حرة مستقلة متعددة.

بالإضافة إلى هذه التحركات «الحقوقية»، شملت حوالي 50 % من التحركات الاحتجاجية الوضعيات المهنية العالقة منذ اكثر من عشر سنوات الى جانب تحركات ارتبطت بالممطالة في تطبيق الاتفاقيات، واخرى للمطالبة بالحق في التشغيل... فضلا عن تواصل التحركات المطالبة بالحق في بيئة سلمية، وانقطاع الماء الصالح للشراب...

والملاحظ ايضا ان ولاية تونس عادت لتتصدر قائمة ترتيب الولايات الأكثر احتجاجا، بمجموع 56 تحركا، في مقال تراجع ولاية قفصة إلى المرتبة الثانية بعد تسجيلها ل 42 تحركا، تليها ولاية القيروان بإجمالي 18 تحركا ثم بنزرت ب16 تحركا و نابل ب15 تحركا.

وقد شهد شهر سبتمبر تحركات ذات طابع اقتصادي -اجتماعي، عكست مطالب فئة اخرى من الفاعلين، مثل الموظفون الذين طالبوا بتحسين ظروف العمل ووضع حد للاعتداءات والعنف الذي يطالهم داخل مقرات عملهم. طالب السكان في أكثر من جهة بالتنمية وتحسين الطرقات أو فك العزلة وتوفير النقل والتحكم في الأسعار وتحسن الخدمات العمومية..، وعكست جملة المطالب المرفوعة آثار السياسات الاقتصادية والاجتماعية على هذه الفئات التي زادت في تعميق هشاشتها وتهميشها، وككل عودة مدرسية احتج الاولياء على فقدان النقل المدرسي في العديد من المناطق وغياب المعلمين ...ويمكن الاشارة في هذا الصدد ان وزارة التربية قدرت الحاجيات الإضافية من المدرسين الواجب تسديدها مع منطلق السنة الدراسية 2024 - 2025، بحوالي 10 آلاف و700 مدرس موزعين على مختلف المراحل التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية.

وعلى خلاف الأشهر السابقة، سجل شهر سبتمبر عودة للفاعلين والفاعلات الى الميادين والشوارع والساحات، اين تصدرت الوقفات الاحتجاجية ترتيب أشكال التظاهر المسجلة، بمجموع 135 وقفة احتجاجية. يليها الاعتصام الذي جاء في 38 تحركا، ثم الإضراب الذي اعتمده الفاعلون في 31 تحركا.

تضاعف حالات ومحاولات الانتحار

من جهة اخرى افاد تقرير المنتدى الشهري ان ظاهرة الانتحار ومحاولات الانتحار شهدت بدورها، ارتفاعا ملحوظا حيث تضاعفت من 8 حالات خلال شهر اوت إلى 17 حالة خلال شهر سبتمبر. و تصدرت فيها ولاية بنزرت الترتيب ب8 حالات يليها في ذلك قابس بحالتان ثم ولايات القيروان والمنستير وقفصة قبلي وتونس ومنوبة ونابل بحالة انتحار في كل منها، ونفذت 09 حالات انتحار ومحاولات انتحار داخل فضاءات السكن، في حين توزعت البقية بين الأمكنة العامة ومقرات العمل. وكان الشباب من الفئات التي اقدمت بشكل بارز على الفعل الانتحاري واساسا ممن تراوحت أعمارهم بين 20 و 40 سنة. كما كانت الذكور هم الفئة الأكثر إيذاء للنفس بنسبة 64 % مقابل 35 % للإناث.

وفي ما يخص السياق العام لظاهرة العنف ، لا يزال الشارع يعد أبرز فضاء تواتر حدوث حالات الاعتداء والبراكاج التي أدت في عديد الحالات إلى القتل ومورس ما يقارب 29 % منها بشكل فردي.

وتعود أسباب تواتر أحداث العنف إلى انتشار نوع من مشاعر عدم الرضا ورغبة في الاعتداء والاعتداء الجنسي والانتقام والترهيب والسرقة وشمل الاعتداء الفضاء الافتراضي الرقمي والفضاء الرسمي على حد السواء .. كما تم في حالات العنف المسجلة اعتماد أدوات مختلفة كآلات حادة ، سكين، وشاحنات…وفق نفس التقرير

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115