حيث يعاني الوضع التربوي جملة من الإشكاليات ظلت ترحل من سنة إلى أخرى ومن بينها نقص الإطار التربوي والاكتظاظ في الأقسام وعدم توفر الماء الصالح للشراب، والارتفاع المشط لتكلفة التعليم والمواد المدرسية .
لئن أظهر المسح الأخير حول الإنفاق الأسري تراجعا في حصة نفقات التعليم بنسبة 0.7 بالمائة بين مسح 2015 و 2021 2010 ،فإن المعطيات التي يفرضها الواقع قد تغيرت كثيرا مع العودة المدرسية خلال السنوات الأخيرة ،حيث تطور حجم نفقات التونسي على التعليم ولن يعد الأمر مرتبط فقط بمستلزمات العودة من أدوات مدرسية ،حيث أصبحت عدة عناصر أساسية في تكلفة العودة المدرسية ونفقات التعليم.
وقد لفت المسح الأخير إلى تغير هيكلة إنفاق التونسي ،حيث تبين هيكلة الإنفاق الأسري حسب أبواب الإنفاق ارتفاع حصة النفقات الغذائية من إجمالي الإنفاق من 28.9% سنة 2015 إلى 30.1% سنة 2021 وقد ساهمت الأزمة الصحية في إيقاف المنحى التنازلي في حصة هذا الباب من الإنفاق، وقد سجلت حصة نفقات "السكن والطاقة والماء" من إجمالي الإنفاق انخفاضا لتصل إلى 23.9% مقابل 26.6% سنة 2015 وتجدر الإشارة إلى أن حصة النفقات المخصصة "للنقل" و"النزل والمطاعم والمقاهي" قد تراجعت بثلاث نقاط مئوية ونقطة مئوية واحدة على التوالي سنة ،2021 وذلك لصالح زيادة مماثلة في حصة النفقات الخاصة ب "الرعاية الصحية والشخصية" و"الملابس " مقارنة بسنة 2015 ولم تعرف نفقات التعليم تغيرا مهما حيث تراجعت الحصة من 2.1 % إلى 1.5 %.
وقد بين المعهد الوطني للإحصاء تطور مؤشر أسعار الاستهلاك العائلي بالنسبة للتعليم بحساب الانزلاق السنوي بنسبة 8.8 بالمائة و قد بلغ المعدل التراكمي للأشهر الثمانية المنقضية 9.4 بالمائة وهو من بين أعلى المعدلات مع نهاية أوت المنقضي و قد أوضح المعهد الوطني للإحصاء أن ارتفاع مؤشر أسعار مجموعة التعليم ناجم بالأساس عن إرتفاع مؤشر أسعار الكتب المدرسية بنحو 15 بالمائة و مؤشر نفقات دروس التدارك الذي ارتفع ب16 بالمائة ،مع العلم أن نفقات التعليم التحضيري و الأساسي قد زادت بمعدل تراكمي بنسبة 4.5 بالمائة ،فيما بلغت تطور مؤشر سعر نفقات التعليم الثانوي 6.9 بالمائة و بنسق ارفع صعدت نفقات الأدوات المدرسية بنسبة 7.4 بالمائة.
وقد ارتفعت أسعار مواد وخدمات التعليم بين شهري جويلية و أوت بنسبة 1,1% ويعود ذلك بالأساس الى ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية بنسبة 1,5% وأسعار خدمات التعليم الثانوي الخاص بنسبة 1,4% و في سياق متصل كان رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي قد أكد في تصريح ل، أن تكاليف العودة المدرسية ارتفعت بنسبة تصل إلى 12% بمقارنة بالسنة الماضية ،مشيرا الى أن كلفة العودة المدرسية المرحلة الإبتدائية تصل إلى 700 دينار، داعيا إلى ترشيد قوائم الكراسات ووتوحيدها.