أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لم تتبع فقط ازدواجية المعايير في حرب غزة، بل اتبعت دعما لا محدود للاحتلال الإسرائيلي وصلت حدّ الشراكة والتواطؤ في هذا العدوان علاوة على استعمال الغرب لمعايير مزدوجة ساهمت في تصعيد هذه الحرب وإعطاء قوات الإحتلال الإسرائيلي ضوءا أخضر لفعل مافعلته في غزّة والضفّة الغربيّة المحتلة .
لو تقدمون لنا قراءة في المشهد الراهن بقطاع غزة وتعثر جلسات التفاوض لوقف الحرب؟
للشهر الـ12 على التوالي تتواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة مخلفة تداعيات كارثية جراء استمرار العدوان الإسرائيلي وارتكاب المجازر وإتباع سياسة التجويع والتعطيش . وفي ظلّ هذا المشهد تستمرّ سلطة الإحتلال في المماطلة بخصوص إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانيّة وإتمام صفقة التبادل .
وهذا يرجع إلى طبيعة الحكومة المتطرفة الحاكمة التي جعلت الحرب هدفا بحد ذاته من أجل الحفاظ على بقائها في الحكم من ناحية وأيضا تنفيذ مخطّطاتها التصفوية للقضية الفلسطينيّة ،وخاصّة خطّة حسم الصراع التي تتبنّاها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ولذلك تستخدم المفاوضات لإطالة أمد الحرب ولذلك أفشلت كل جهود الوساطة .
برأيكم هل ستنجح هذه الجهود لوقف الحرب خاصة وان مبعوث بايدن يصل اليوم للمنطقة لبحث منع اندلاع مواجهة شاملة في المنطقة ؟
في ظلّ هذا المشهد تنفتح الأفق على سيناريوهات التصعيد خاصّة بعد أن قامت المقاومة من اليمن باستهداف تلّ أبيب بصاروخ فرط صوتي بما ينذر بتصعيد قادم في المنطقة يحرص كل الوسطاء وكل القوى الإقليمية والدولية على منع اتساع العدوان إلى حرب إقليميّة . لذلك الجميع يعمل تحت مظلّة هذه المحددات .مع ذلك تستمر حكومة الاحتلال في تصعيد في لبنان واتجاه اليمن وسوريا، وهذا التطور يستوجب موقفا دوليا حاسما ومنع اندلاع حرب إقليمية في المنطقة . الأمر الآخر متعلق بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكيّة خاصة من جانب نتنياهو الذي يراهن على فوز ترامب من أجل تنفيذ مخطّط التهجير لذلك ربما تستمر هذه الحرب إلى حين انتهاء السباق الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية أمريكا غير جادّة في الضغط على الاحتلال لوقف التصعيد في المنطقة ووقف الحرب في غزة، فهي تستمرّ في دعمه بالسلاح وأيضا دعمه سياسيّا .
ازدواجية المعايير التي تعتمدها أمريكا في غزة هل ساهمت في إطالة أمد الحرب؟
الولايات المتحدة لم تتبع فقط ازدواجية المعايير في حرب غزة بل اتبعت دعما لا محدود للاحتلال الإسرائيلي وصلت حدّ الشراكة والتواطؤ في هذا العدوان علاوة على استعمال الغرب لمعايير مزدوجة ساهمت في تصعيد هذه الحرب وإعطاء قوات الإحتلال الإسرائيلي ضوءا أخضر لفعل مافعلته في غزّة والضفّة الغربيّة
على صعيد التصعيد القادم من اليمن وهذا التطور النوعي في الأسلحة المستعملة لضرب الاحتلال ،هل سيكون لهذا التكتيك تأثير على الحرب خصوصا بعد الإرباك الذي خلفه داخل إسرائيل؟
اليمن أوصلت رسالة بأنّ كل دفاعات الإحتلال لن تستطيع حمايتها وأنّ بمقدورها أن تصل إلى قلب تلّ أبيب ردّا على استهداف ميناء الحديدة إضافة إلى إسناد نضال الشعب الفلسطيني ...الأمر بات مفتاحه وقف العدوان على قطاع غزة وهذه الرسالة وصلت قامت بعمليّة إرباك لكيان الاحتلال وهي رسالة غاية في الأهميّة واستمرارها وتوسيع مداها سيساهم على الأقلّ في الضغط لوقف العدوان والذهاب إلى تسوية ، ولكن هذا أحد السيناريوهات ، والسيناريو الآخر هو أن كيان الاحتلال يدرك أهمية استعادة الردع في المنطقة بالتالي ربما نشهد ردود أفعال إسرائيلية غير منضبطة في إطار توسيع الصراع وتوريط الولايات المتحدة الأمريكية لذلك الجميع حذر في اتجاه اندلاع مواجهة إقليمية واسعة لكن مع ذلك تستمر جرائم الإحتلال داخل قطاع غزة بشكل أساسي مخلفة خسائر في الأرواح إضافة إلى استمرار الأوضاع الإنسانية الكارثية بهدف دفع الفلسطينيين لاحقا إلى الهجرة وجعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للحياة .