بعد فترة من الصمت عاش على وقعها خلال المدة الفارطة، فالاتحاد اختار المجلس الوطني الذي انطلق أشغاله يوم أمس في المنستير ويتواصل لـ3 أيام، أن يوجه عدة رسائل وانتقادات شدد خلالها على أن الاتحاد صامد وموحد وقوي وأن محاولات إخماد صوت المنظمة الشغيلة وسحب البساط منها وعرقلة دورها الوطني وتشويهها والإساءة لصورتها لن تنجح، ووفق ما جاء في كلمة الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي فإن الأزمة غير المسبوقة التي تمر بها البلاد قد ألقت بظلالها على الاتحاد فأصابه قدر من الإرباك والتردد وجب تداركه.
انطلقت أشغال المجلس الوطني أمس تحت شعار " وفاء- استقلالية- وحدة- نضال "، مجلس دعا خلاله الطبوبي إلى صياغة خارطة طريق واضحة للفترة القادمة في علاقة بالاستحقاقات العالقة والمطالب المؤجلة لتكون على قاعدة لوائح المجلس ويقع ربطها بالرزنامة الزمنية وبرنامج عمل مرحلي، ليشدد على أن الأزمة الخانقة والمربكة التي اتسمت بالاستفراد بالسلطة وإقصاء كل الأطراف وضرب كل مقومات الشراكة والتشاركية في بناء السياسات الوطنية ورسم الخيارات الإستراتيجية قد خلفت بالفعل مناخات خانقا متشنجا ومحتقنا تنعدم فيه أبسط مقومات النزاهة والشفافية وتساوي الحظوظ والفرص لإنجاح الموعد الانتخابي الهام، مشيرا إلى أن الأزمة تعمقت بتنامي التضييقات على الحريات الفردية والجماعية وتهديد حرية التعبير.
هجوم كاسح من عديد الجهات
وفق الأمين العام للاتحاد فإن الوضع العام المتميز بالارتباك وغياب المشروع الوطني الجامع من الطبيعي أن تكون له هزات ارتدادية طالت كافة النسيج المجتمعي بما فيه المنظمات الوطنية والاتحاد العام التونسي للشغل واحد منها، ووفق ما نقله موقع "الشعب نيوز" فقد أكد الطبوبي في خطابه أن المكتب التنفيذي للاتحاد قد واجه سيلا جارفا وهجوما كاسحا من عديد الجهات التي كان هدفها الأساسي كسر شوكة المنظمة وإخماد صوتها وعرقلة دورها الوطني وتبخيس ما حققته في العقد الأخير الذي تلا الثورة، ليشدد على أن الهجمات المتعددة لم تتمكن من إحباط عزائم النقابيين، مؤكدا أن المنظمة وحتى الساعة ما تزال في مرمى النيران والاستهداف من قبل الحركات والكيانات الشعبوية التي أصبحت اليوم أكثر شراسة من أي وقت مضى بل بدأت تدريجيا في تصعيد تحركاتها نحو العنف والتخويف والهرسلة.
بروز نوايا سحب البساط من المنظمة
هذا وانتقد الطبوبي انعدام هامش الحوار الاجتماعي والتفاوض وتصاعد ممارسات التنصل من الاتفاقيات والتعهدات وبروز نوايا سحب البساط من المنظمة النقابية، لاسيما في الزيادة الأخيرة في الأجر الأدنى الموحد التي قررها رئيس الجمهورية دون حضور الأطراف الاجتماعية ، كما تحدث عن مراجعة مشاريع التشريعات الشغلية التي تمت بشكل أحادي، ومنها مجلة الشغل وقانون القطاع العام وقانون الوظيفة العمومية إضافة إلى فض مشكلة التشغيل الهش بشكل فردي دون تشريك المنظمة الشغيلة. كما انتقد الطبوبي قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ورفضها لتنفيذ أحكام المحكمة الإدارية، واعتبر أن الهيئة نصبت نفسها سلطة فوق السلطة وفوق القانون وفق تعبيره، وشدد على أن هيئة الانتخابات بسبب قراراتها ستحول هذه المحطة الانتخابية الهامة من استحقاق انتخابي لتكريس الإرادة الحرة للمواطنين، إلى مناسبة للمبايعة والولاء وهو ما ينسف المبادئ الديمقراطية وحق التونسيين في انتخابات حرة وشفافة ونزيهة.
صياغة خارطة طريق واضحة للفترة القادمة
ودعا الطبوبي إلى العمل المشترك انطلاقا من مداولات المجلس من أجل صياغة خارطة طريق واضحة للفترة القادمة في علاقة بالاستحقاقات العالقة والمطالب المؤجلة لتكون على قاعدة لوائح المجلس الوطني مع ربطها بروزنامة زمنية وبرنامج عملي مرحلي، مشددا على أن الاتحاد ليس مجرد طرف اجتماعي مطلبي مهني بل هو درع هذه البلاد التي باتت تئن من الخيارات العشوائية والشعبية ونحن اليوم في امتحان كبير فيه سؤال وحيد "أي مستقبل لتونس؟ وسيحرص الاتحاد على الإجابة على هذا السؤال.
الطبوبي في اليوم الأول للمجلس الوطني: "الاتحاد مازال في مرمى النيران وهو ليس مجرد طرف اجتماعي مطلبي مهني بل درع البلاد"
يحرص الاتحاد العام التونسي للشغل من خلال عقد المجلس الوطني على العودة إلى الساحة وفرض صوته من جديد
آخر مقالات دنيا حفصة
- الدعوة إلى إضراب في 68 مؤسسة بالقطاع الخاص بصفاقس يوم 18 نوفمبر: سجال بين اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف في الجهة حول "قانونية" الإضراب وتبعاته
- وفق معاينة المحامية حنان الخميري خلال زيارتها له: تعرض جوهر بن مبارك المضرب عن الطعام منذ أسبوعين للاعتداء في السجن
- الإضرابات عن الطعام تتسع في صفوف الموقوفين السياسيين.. بين التضامن والضغط: تدهور الوضع الصحي للمضربين بين تأكيد هيئة الدفاع ونفي هيئة السجون
- استقالة ممثلي كتلة صوت الجمهورية من مكتب البرلمان: النائب نزار الصديق لـ"المغرب": " ندرس قرار تعليق الاستقالة بسبب تأويلها وربطها بمناقشة الميزانية وبعريضة سحب الثقة من رئيس البرلمان"
- من أجل فرض الحق في التشغيل كأولوية وطنية لا تؤجل ولا تساوم وفي تصعيد جديد: اتحاد أصحاب الشهادات وجمعية خريجي الجامعات المعطلين يدعوان إلى تحرك وطني يوم 26 نوفمبر الجاري أمام المسرح البلدي
Leave a comment
Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.