من تصميم سهام شعبان. ويقدم هذا الطابع مشهدية عالية الجمالية عن النظام الزراعي المبتكر في واحة قفصة التاريخية، بمناسبة اليومين العالمي والوطني للبيئة. وفي مجهود لحكيم عيساوي المكلف بنظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية بوزارة البيئة، يجسّد هذا الطابع أهمية ومردودية الشراكة بين المجتمع المدني والسلطات المركزية.
تتجاوز واحات قفصة التاريخية البعد الايكولوجي والتنوع البيولوجي لتكوّن عنصرا من عناصر الإرث التاريخي والحضاري، وعن هذه الواحات يقول الباحث حسين الرحيلي في كتابه "تأثير التحولات المناخية على الواحات التونسية: "تعتبر واحات قفصة الأكثر قدما تاريخيا، والتي يعود إنشائها ووفق المعطيات التاريخية المادية إلى حوالي 2200 عاما. ومن المؤرخين من يذهب به التحليل التاريخي إلى كون الواحة التاريخية بقفصة وواحات القطار ترجع نشأتها إلى الحضارة القبصية، وهي أول حضارة بالبلاد التونسية وتمتد من الرديف جنوبا إلى وادي العكاريت بقابس شمالا مرورا، بالمطوية ووذرف وشنني والحامة وشط الفجاج وشط القطار وصولا إلى شط الجريد. و يمكن القول إن تصنيف الواحة التاريخية بقفصة ضمن الأنظمة الهندسية للموروث الفلاحي العالمي ، يعتبر اعترافا عالميا بأقدمية هذه الواحة، وقيمتها التاريخية والأثرية من ناحية، وتأكيدا على ما كشفته الأبحاث التاريخية القديمة والحفريات الجيولوجية للحضارة القبصية من ناحية أخرى".