فلا غرابة أن يلّقب بشيخ الموسيقيين التونسيين وبالعمود الفقري للجمعية الرشيدية للموسيقى العربية في تونس . في عائلة من جذور أندلسية، ولد الشيخ خميّس الترنان في بنزرت عام 1894 وتوفي في تونس في 31 أكتوبر 1964. وعنه كتب الموسيقار صالح المهدي : " قضى خميّس الترنان حياته في عمل جدي مستمر بين الحزم والمرح في مستوى أخلاقي رفيع .."
بمناسبة إحياء الذكرى 60 لوفاة الشيخ خميّس الترنان(1964- 2024) ، يعتزم مركز الموسيقى العربية والمتوسطية تنظيم يوم علمي تحت عنوان "الشيخ خميّس الترنان من خلال قراءات ورؤى معاصرة" يقع تتويجه بكتاب محكّم وذلك يوم الخميس 31 أكتوبر 2024.
دراسة مدونة خميس الترنان من خلال البرامج الإلكترونية الحديثة
لأن "دراسة محطات المشوار الفني لشخصية موسيقية ما عاملا مهما في فهم وإدراك أسباب ومدى تأثيرها في الوسط المجتمعي المنتمية له، ودافعا مهما لمزيد إحياء وتخليد أعمالها، والتعريف بأهمية وحجم مساهماتها في المجال الثقافي للأجيال الجديدة والقادمة" ، يحتفي مبادرة مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء بحدث مرور 60 سنة على رحيل خميس الترنان .
وقد جاء في الورقة العلمية لهذه المناسبة ما يلي: "هذا الصدد يعتبر الأستاذ خميس الترنان أحد أهم المشائخ التونسيين المؤثرين في مسار المجال الموسيقي التونسي خلال الفترة المعاصرة على مستوى التطبيق والتنظير، ورغم ما حظيت به هذه الشخصية الفنية من أعمال علمية وفنية مرموقة كان لها دور بليغ وكبير في توثيق أعمالها وتثمين منجزاتها، إلا أن مشاريع حفظ التراث الموسيقي التونسي المتواجد ضمن الوثائق الأرشيفية، والصحف، والمخطوطات. والمعطيات السمعية أو السمعية البصرية، وإعادة رقمنتها وتقديمها للعموم من قبل عديد المؤسسات الإدارية والثقافية التونسية خلال السنوات الأخيرة، وما وقع إنتاجه من سلسلات وثائقية وجمع لشهادات حية جديدة، مثل عاملا مهما لمزيد دراسة وفهم شخصية الأستاذ خميس الترنان الموسيقية. وفي نفس هذا الإطار تلعب البرامج الإلكترونية الحديثة، والتطبيقات الموسيقية الجديدة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة الخاصة بتحليل الأعمال الموسيقية وأساليب الأداء والعزف، دورا مهما في عملية إضفاء معطيات دقيقة تمكن من تسهيل عملية رصد أهم وأبرز التقنيات المستعملة من قبل الشيخ خميس الترنان على مستوى الأداء والعزف، والطرق المعتمدة في عملية تلحين الأعمال الموسيقية، ودراستها بشكل علمي متطور".
وبمناسبة مبادرة مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء بتنظيم يوم علمي لإحياء الذكرى 60 لوفاة الأستاذ الشيخ خميس الترنان بعنوان "الشيخ خميس الترنان من خلال قراءات ورؤى معاصرة"، يقع تتويجه بإصدار كتاب محكّم لجمع الأعمال البحثية المؤثثة لهذا الحدث العلمي الفني. يدعو المركز جميع الباحثات والباحثين في مجال الموسيقى والعلوم الموسيقية إلى تقديم أبحاثهم ومشاركاتهم المندرجة ضمن محاور هذا الكتاب العلمي، من خلال إرسال ملخصات الأبحاث المقترحة في موعد أقصاه 25 جوان 2024.
وستهتم محاور اليوم العلمي بالمباحث التالية: المشوار الفني للشيخ خميس الترنان، ودوره في حفظ التراث الموسيقي التونسي من خلال المعطيات العلمية والأرشيفية المرقمنة حديثا، ومساهمات الشيخ خميس الترنان في تنظير الموسيقى التونسية وتدريسها، وبيبليوغرافيا الأعمال الموسيقية الخاصة بالشيخ خميس الترنان، وتأثيرات الشيخ خميس الترنان على واقع الموسيقى التونسية خلال حياته وبعدها، ودراسة تقنيات الشيخ خميس الترنان في العزف على آلة العود العربي عبر البرامج الإلكترونية الحديثة، ودراسة أساليب أداء الشيخ خميس الترنان في الغناء من خلال البرامج الإلكترونية الحديثة، وتناول الأعمال الموسيقية الخاصة بالشيخ خميس الترنان بالدراسة والتحليل من خلال البرامج الإلكترونية الحديثة.