ويتعلق الأمر بالمقترح الأمريكي الجديد لوقف الحرب في خضم تصعيد صهيوني متواصل وحرب إبادة شاملة . ورغم كل المجازر المقترفة ، تجلت إرادة البقاء والصمود لدى سكان غزة، الذين يواجهون تحديات هائلة يوميا ونتائج كارثية وغير مسبوقة منذ أكتوبر المنقضي . ورغم تعدد المبادرات الدولية التي أطلقت لوقف الحرب المستمرة في غزة، إلا أنها لم تنجح في ردع الإحتلال . ومنذ بداية التصعيد، شهدت المنطقة جهودا دولية متعددة، تمت مناقشتها بمشاركة مختلف اللاعبين الإقليميين والدوليين. ورغم أن الشكوك حول فاعلية هذه المبادرات وأسباب عجزها تخيم على أية اتفاق جديد ، إلا أن الدعوات الدولية تزايدت مؤخرا وسط مطالب وآمال بالموافقة على المقترح الأمريكي الجديد.
ودعت كل من الولايات المتحدة وقطر ومصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل إلى إبرام اتفاق بناء على المبادئ التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأكدت الدول الثلاث أن الصفقة تخدم مصالح الجميع من أجل وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، فيما تمسكت حماس بضرورة ما سمته الاتفاق الكامل الذي يتضمن وقفا لإطلاق النار وانسحابا إسرائيليا وإغاثة وإعمار القطاع.
إذ دعا البيت الأبيض، حركة حماس وإسرائيل إلى إنجاز المقترح الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.وقال البيت الأبيض في بيان،: "باعتبارها وسيطاً في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، تدعو الولايات المتحدة مع مصر وقطر كلاً من حماس وإسرائيل إلى وضع اللمسات الأخيرة على المقترح الذي يتضمن المبادئ التي حددها الرئيس جو بايدن في 31 ماي الفائت".
وأشار البيان إلى أن المبادئ الواردة في مقترح وقف إطلاق النار "تجمع بين مطالب جميع الأطراف، مع الأخذ في الاعتبار مصالحهم"، وأن ذلك سيوفر "مساعدات فورية لشعب غزة الذي طالت معاناته وللرهائن والمعتقلين وعائلاتهم".
وأضاف أن "هذا المقترح يوفر خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الأزمة".
ومساء الجمعة، ادعى بايدن، الذي تقدم بلاده دعما مطلقا لتل أبيب في حربها على غزة، تقديم إسرائيل مقترحا من 3 مراحل يشمل وقفا لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع.
وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال مكتب نتنياهو، إن الأخير "يصر على عدم إنهاء الحرب على قطاع غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها".
فيما قالت حركة حماس، إنها ستتعامل "بإيجابية مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى".
ويُصر نتنياهو على وقف مؤقت لإطلاق النار، دون إنهاء الحرب أو الانسحاب من قطاع غزة، بينما تطالب حماس بإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وعودة النازحين، وتكثيف الإغاثة، وبدء الإعمار، ضمن أي اتفاق لتبادل الأسرى.
ويأتي حديث بايدن عن هذا المقترح رغم رفض إسرائيل في وقت سابق مقترحا آخر قدمته مصر وقطر، وأعلنت حماس موافقتها والفصائل الفلسطينية عليه في 6 ماي الماضي وفق الاناضول.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن الليلة قبل الماضية، عن خطة جديدة تتكون من 3 مراحل تشمل انسحاب الجيش من غزة وإطلاق سراح الرهائن وإعادة الإعمار.
وأوضح بايدن في خطابه عن خطة جديدة اقترحتها إسرائيل تتكون من 3 مراحل لوقف الحرب في قطاع غزة، وفيما يلي تفاصيل النص وخطابه الكامل:
إن مفاوضي من قسم السياسة الخارجية ومجتمع الاستخبارات والادارات الأخرى لم يكتفوا في الأشهر القليلة الماضية بالتركيز بلا هوادة على وقف إطلاق النار الذي كان ليكون هشا ومؤقتا بشكل حتمي، بل ركزوا أيضا على الوقف المستدام للحرب.
هذا هو ما ركزوا عليه، الوقف المستدام للحرب، ركزوا على وقف مستدام للحرب يعيد الرهائن إلى منازلهم ويضمن أمن إسرائيل ويتيح مرحلة مستقبلية أفضل لغزة بدون أن تكون حركة حماس في السلطة ويعد لتسوية سياسية توفر مستقبلا أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
الآن وبعد الدبلوماسية المكثفة التي قام بها فريقي والمحادثات الكثيرة مع قادة إسرائيل وقطر ومصر وغيرها من دول الشرق الأوسط، تقدمت إسرائيل باقتراح جديد شامل.
وأضاف :" لقد تقدمت بخارطة طريق نحو وقف إطلاق نار مستدام والإفراج عن كافة الرهائن. وقد نقلت قطر هذا الاقتراح لحماس. وأريد أن أعرض اليوم شروط هذا الاقتراح أمام المواطنين الأمريكيين والعالم.
يتكون هذا الاقتراح من ثلاثة مراحل، تمتد المرحلة الأولى لستة أسابيع، وستتضمن: وقف إطلاق نار كامل وشامل، وانسحاب لكافة قوات الاحتلال الإسرائيلية من كافة المناطق المأهولة في غزة. وإطلاق سراح عدد من الرهائن، بمن فيهم النساء والشيوخ والجرحى، وذلك مقابل الإفراج عن المئات من السجناء الفلسطينيين".
وقال ان إسرائيل وحماس ستتفاوضان في خلال الأسابيع الستة التي تتكون منها المرحلة الأولى على الترتيبات اللازمة للوصول إلى المرحلة الثانية، والتي تشتمل على وقف نهائي للأعمال العدائية.
الاقتراح يشير إلى أنه في حال استغرقت المفاوضات فترة أطول من ستة أسابيع، سيتواصل وقف إطلاق النار ما دامت المفاوضات مستمرة. وستعمل كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر على ضمان استمرار المفاوضات إلى حين التوصل إلى كافة الترتيبات والتمكن من الشروع بالمرحلة الثانية.
اما المرحلة الثانية فأوضح انها ستتضمن الإفراج عن كافة الرهائن الأحياء المتبقين، بمن فيهم الجنود الرجال، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ويتحول وقف إطلاق النار المؤقت بحسب العبارات التي استخدمها الاقتراح الإسرائيلي إلى "وقف دائم للأعمال العدائية" في حال أوفت حركة حماس بالتزاماتها.
المرحلة الثالثة تبدأ فيها خطة إعادة إعمار كبرى لغزة، وستتم أيضا في خلالها إعادة رفات من تبقى من الرهائن الذين قتلوا إلى عائلاتهم".
مقترح بايدن
من جهته وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، المقترح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنه فرصة يجب اغتنامها لتحقيق هدنة دائمة ومستدامة.
وقال كاميرون، في رسالة مرئية عبر منصة إكس، إنه "يجب علينا اغتنام هذه الفرصة لوضع حد نهائي لهذا الصراع، وليس فقط في الوقت الحالي".
وأشار إلى أن "حماس يجب أن تقبل العرض المقدم أولاً".وأكد أن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في القطاع "يعني تدفق المساعدات إلى غزة، وهو ما ندعو إليه منذ فترة طويلة".
وشدد كاميرون، على ضرورة بدء عملية سياسية من خلال وقف إطلاق نار مستدام ودائم بعد توقف الصراعات.
عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون
تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين، في مدينة تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية، وإجراء انتخابات مبكرة.
وتتزامن مطالبات الشارع الإسرائيلي بعقد صفقة "عاجلة" لتبادل الأسرى، بعد ما ادعى الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تقدم بلاده دعما مطلقا لتل أبيب في حربها على غزة، تقديم إسرائيل مقترحا من 3 مراحل يشمل وقفا لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية (خاصة)، إنّ عشرات آلاف الإسرائيليين شاركوا في المظاهرة المركزية التي تنظم أسبوعيًا في ساحة كابلان وسط تل أبيب، حيث طالبوا بإبرام صفقة تبادل أسرى فورية تؤدي للإفراج عن المحتجزين في غزة.
وخلال مشاركتهم بالمظاهرة، طالب ذوو الأسرى بغزة، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتبني الصفقة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة.
ووفق "يديعوت أحرنوت"، قال ذوو الأسرى بعدة كلمات ألقوها أمام المتظاهرين في تل أبيب: "قولوا نعم للصفقة".
وقمعت الشرطة الإسرائيلية المتظاهرين وحاولت تفريق التجمعات، حيث اعتقلت 7 أشخاص على الأقل بتهمة إثارة الشغب.
وقالت هيئة البث الرسمية إن الشرطة اعتقلت 7 أشخاص في ساحة كابلان، بتهمة إثارة الشغب، فيما استخدمت صهاريج المياه لتفريق المتظاهرين بالقوة.
كما اعتدت الشرطة على عدد من المتظاهرين قرب مجمع "عزرائيلي" التجاري بتل أبيب، وحاولت تفريق المظاهرة التي نظمت هناك، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت".
وفي مدينة القدس المحتلة، تظاهر آلاف الإسرائيليين، أمام منزل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بهدف الضغط من أجل إبرام صفقة تبادل وإجراء انتخابات مبكرة، بحسب هيئة البث العبرية الرسمية.
وهتف المتظاهرون ضد نتنياهو، وطالبوا بإقالته وإجراء انتخابات مبكرة، وفق الهيئة.
ويُصر نتنياهو على وقف مؤقت لإطلاق النار، دون إنهاء الحرب أو الانسحاب من قطاع غزة، بينما تطالب حماس بإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وعودة النازحين، وتكثيف الإغاثة، وبدء الإعمار، ضمن أي اتفاق لتبادل الأسرى.
ويأتي حديث بايدن عن هذا المقترح رغم رفض إسرائيل في وقت سابق مقترحا آخر قدمته مصر وقطر، وأعلنت حماس موافقتها والفصائل الفلسطينية عليه في 6 ماي الماضي وفق الاناضول.
ومن خلال المفاوضات مع حماس فقط، بادلت إسرائيل 105 من هؤلاء الأسرى، وبعضهم عمال أجانب، بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خلال هدنة مؤقتة مع الفصائل استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر 2023
وتتحدث إسرائيل حاليًا عن بقاء 121 أسيرا من هؤلاء بأيدي الفصائل، فيما أعلنت حماس في 26 ماي الجاري تمكنها من أسر جنود إسرائيليين جدد خلال عملية في غزة، دون الكشف عن عدد محدد، وهو ما نفته إسرائيل.
جباليا وبيت حانون منطقتين منكوبتين
ووسط تواصل القصف أعلنت لجنة طوارئ البلديات في شمال قطاع غزة كل من بجباليا ومخيمها وبيت لاهيا وبيت حانون مناطق منكوبة بسبب الدمار الهائل الذي لحق بها جراء العمليات العسكرية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الماضية.
يأتي ذلك، فيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها على مناطق مختلفة من القطاع، مما تسبب في استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين.
وفي ما يتعلق بالتطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أعلن حزب الله مهاجمته بالمسيّرات مقر كتيبة في ثكنة يردن في الجولان المحتل واستهداف رادار القبة الحديدية وجنود إسرائيليين.وقال الحزب إنه تمكن من تدمير الرادار وإيقاع قتلى وجرحى في صفوف الجنود وفق الجزيرة نت .
وزير الخارجية المصري يتوجه إلى إسبانيا
توجه وزير الخارجية المصري سامح شكري ، امس الأحد ، إلى العاصمة الإسبانية مدريد، وذلك في زيارة تستهدف متابعة التشاور الوثيق بين البلدين حول مستجدات القضية الفلسطينية ولا سيما تطورات الحرب في غزة ومسار تعزيز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، فضلا عن التباحث حول كافة أوجه العلاقات الثنائية المتميزة والمتنامية بين البلدين.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الخارجية أحمد أبو زيد، في بيان صحفي اليوم ، بأن الزيارة سوف تتضمن عقد مشاورات سياسية موسعة بين البلدين برئاسة وزير الخارجية سامح شكري، ووزير خارجية إسبانيا " خوسيه مانويل ألباريس"، فضلا عن لقاء وزير الخارجية مع بيدرو سانشيز رئيس حكومة مملكة إسبانيا للتشاور عن كثب حول الدور الذي يمكن أن تضطلع به إسبانيا لدعم جهود وقف الحرب على قطاع غزة واستعادة مسار التسوية السياسية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، إستنادا إلى مواقف إسبانيا الداعمة للقضية الفلسطينية تاريخيا، وأخرها الخطوة الهامة التي اتخذتها مؤخرا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأشار المتحدث إلى أن "لقاءات وزير الخارجية سوف تتناول متابعة التقدم المحرز في عدد من مجالات التعاون ذات الأولوية للبلدين، لاسيما التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات الإسبانية إلى مصر، كما ستتطرق إلى تنسيق الجهود في مواجهة التحديات المشتركة في منطقة المتوسط، وخاصة ظاهرة الهجرة غير النظامية".