بالتزامن مع زيارة الصحفي وائل الدحدوح وبعد مجزرة الخيام في رفح: تونسيون في مختلف الولايات يدينون "محرقة الخيام" ويطالبون من جديد بتجريم التطبيع

وائل الدحدوح: "الحرب اليوم هي حرب كاشفة لأنها قامت بعملية فرز وأسقطت أقنعة كثيرة عن وجوه مؤسسات كانت تتشدق بحرية الرأي والتعبير .."

أثارت المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني مساء يوم الأحد

بقصفه مخيما للنازحين قرب مقر وكالة "الأونروا" غربي رفع ردود أفعال دولية ووطنية منددة، مجزرة وصفت بـ"محرقة الخيام" وراح ضحيتها العشرات غالبيتهم من النساء والأطفال، وقد خرجت العديد من الوقفات التضامنية في كافة ولايات تونس مساء يوم أمس تنديدا لمحرقة الخيام في رفح والقصف المكثف على جباليا تحت شعار "أهل غزة يحرقون في خيامهم..." إلى جانب إصدار بيانات تدين تواصل حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني، تحركات تأتي بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح إلى تونس بدعوة من نقابة الصحفيين ستمتدّ لأسبوع.
استقبلت نقابة الصحفيين أمس في مقرّها، رمز المقاومة الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح الذي عبر عن شكره للنقابة على حفاوة الاستقبال وعلى إتاحة الفرصة له للقاء الصحفيين التونسيين ونقل رسالة الصحفيين الفلسطينيين حول الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة. وجاء في كلمته: " الصحافة في نهاية المطاف هي رسالة إنسانية وواجب وطني ونحن حاولنا أن نقوم بهذا الواجب على أكمل وجه قدر استطاعتنا وأعتقد أنّنا نجحنا في مواطن كثيرة"، بحسب ما أكدته النقابة في بيانها، وأضاف الدحدوح قائلا ""حاولنا أن نُشكّل نموذجا يُحتذى به.. والمهم في كلّ السياقات التي ناضلنا بها وكلّ المِحن والأوجاع هو أنّ الصحفي الفلسطيني في نهاية المطاف شكّل هذا النموذج لكنّه دفع الثمن باهظا".
"الصحافة رسالة إنسانية وواجب وطني"
اعتبر وائل الدحدوح أن الحرب اليوم هي حرب كاشفة وأسقطت أقنعة الكثير من المؤسسات التي كانت تتشدق بحرية الرأي والتعبير والحق في المعرفة، قائلا "هذه الحرب ربما جاءت كما يحلو للكثير من الناس أن يطلقوا عليها "الحرب الكاشفة" لأنها قامت بعملية فرز وأسقطت أقنعة كثيرة عن وجوه كثير من المؤسسات كانت تتشدق بحرية الرأي والتعبير وبالحق في المعرفة"، مشددا على أن "الصحافة رسالة إنسانية وواجب وطني.. وقد حاولنا القيام بهذا الواجب قدر المستطاع وحاولنا أن نُشكِّل نموذجا يُحتذى به.. أعتقد أنّ مهمة بهذه القداسة وبهذه الإنسانية تستحق منا ما دُفِع من أثمان وما يُدفع حتى الآن من أثمان باهظة". بدوره عبر نقيب الصحفيين زياد الدبار لدى استقباله، عن تضامن كلّ الصحفيات والصحفيين التونسيين مع الزميل وائل الدحدوح ومع كلّ الزملاء الصحفيين الفلسطينيين وترحّم على أرواح الصحفيين شهداء الكلمة والصورة وعلى أرواح كلّ شهداء فلسطين. كما أكّد النقيب أنّ القضية الفلسطينية تبقى قضيتنا المركزية وبوصلة النضال الإنساني وشدّد على الدعم المتواصل والعمل المشترك بين الصحفيين التونسيين والفلسطينيين مساندة للحق الفلسطيني وكل قضايا التحرّر في العالم.
وقفات تضامنية من الشمال إلى الجنوب
بالتزامن مع زيارة الصحفي الفلسطيني، العديد من الوقفات التضامنية جابت أغلب ولايات تونس ومن الشمال إلى الجنوب للتنديد بتواصل المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في رفح ومحرقة الخيام التي أسفرت عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى وتواصل حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني، وقفات تضامنية أمام المسرح البلدي في تونس العاصمة وأمام بلدية باب بحر في صفاقس وفي سوسة وفي نابل وفي قابس والكاف والمهدية وجرجيس وبنزرت وجندوبة والمنستير وقفصة والحامة والقيروان والقصرين وقليبية وتالة وطبرقة وغيرها من الولايات التي نزلت إلى الشارع مساندة للشعب الفلسطيني ومنددة بتواصل الصمت الدولي أمام المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني.
شعارات عديدة
العديد من الشعارات رفعت في الوقفة التضامنية التي انتظمت مساء أمس أمام المسرح البلدي تحت عنوان "رفح تحترق" على غرار "مقاومة..مقاومة" و "اجرم اجرم التطبيع" و"مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة" و"الشعب يريد تجريم التطبيع" و"بالروح بالدم نفديك فلسطين" و"شركاء في العدوان الفرنسيس والأمريكان" و"لا اعتراف لا تفاوض لا صلح" و"فلسطين عربية .."و"أمريكا هي هي أمريكا رأس الحية" و"عار عار رفح شعلت نار" و"وينهم صناع القرار، غزة تعاني في حصار، غزة أنقاض ودمار .." "ياقسام سير سير وأحنا وراك للتحرير" و"لا مصالح صهونية على الأراضي التونسية" و"غيرها من الشعارات المنددة بحرب الإبادة الجماعية في غزةّ، وقفة تضامنية رفع فيها العلم الفلسطيني وتمّ خلالها تجديد الدعوة الى تجريم التطبيع.
تكثيف التحركات للضغط من أجل إيقاف حرب الإبادة
هذا وأدان التيار الشعبي في بيان له محرقة الخيام في رفح، مؤكدا أن هذه الجريمة تمت بغطاء ودعم أمريكي وأوروبي مباشر فلو لا الدعم الأطلسي لما استطاع كيان العدو الاستمرار في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، واعتبر أن ما أقدم عليه الاحتلال الصهيوني مساء 26 ماي 2024 هو وصمة عار في جبين ما تبقى من منظمات دولية من جمعية عامة للأمم المتحدة ومجلس أمن وغيرهم. ودعا الحزب في ذات البيان الجماهير العربية والشعب التونسي وعموم أحرار العالم إلى تكثيف التحركات للضغط من أجل إيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115