اللحوم الحمراء أبرزها منتوجات لم تعد في متناول التونسيين بسبب التضخم • 50 دينارا تكلفة يوم واحد لعائلة مكونة من 4 افراد

تتكون السلة المعتمدة في احتساب التضخم في تونس من 12 مجموعة

تختلف أوزانها وشهدت كل المواد ارتفاعا كبيرا في السنتين الماضيتين وظلت المواد الغذائية في مستوى مرتفع بتعاقب الأشهر وقد ادى ارتفاع الأسعار إما إلى تقليص الشراءات من جهة او التخلي ظرفيا على بعض المواد نظرا لتجاوز التكاليف قدرات الأسر التونسية خاصة ذات الموارد المحدودة.

قال لطفي الرياحي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك في تصريح للمغرب ان العديد من المواد أصبح من الصعب على التونسي شراؤها على غرار اللحوم الحمراء التي تشهد ارتفاعا مشطا في أسعارها وأصبح تقنين هامش الربح ضرورة ملحة خاصة وان ارتفاع سعر منتج معين يسبب عدوى البقية المنتوجات لتصبح حلقة من الأسعار المرتفعة. وأضاف المتحدث ان الترفيه والصحة والتعليم ومصاريف السكن والملابس الجاهزة شهدت ايضا ارتفاعا كبيرا . وعن تكلفة الحياة اليومية لعائلة تتكون من اربعة اشخاص قال المتحدث ان مصاريف يمكن ان تكون في حدود 50 دينار لهذا الصنف من العائلات بأخذ كل المصاريف بعين الاعتبار.
وتشكل المواد الغذائية العامل الرئيسي للتضخم في تونس باعتبارها المجموعة الاعلى وزنا ب 26.2% في احتساب مؤشر الاسعار في النشرية الاخيرة لمؤشر اسعار الاستهلاك العائلي لشهر مارس 2023 للمعهد الوطني للإحصاء جاء فيها ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 10.2% بحساب الانزلاق السنوي. ويعود ذلك بالأساس الى ارتفاع أسعار القهوة بنسبة 35% وأسعار الزيوت الغذائية بنسبة 22.2% وأسعار لحم الضأن بنسبة 22% وأسعار التوابل بنسبة 18% وأسعار الخضر الطازجة بنسبة 17% وأسعار لحم البقر بنسبة 13.6% وأسعار الأسماك الطازجة بنسبة 12.4%.
دائما في إطار أسعار المواد الطازجة التي تعد محرك رئيسي للتضخم تكشف بيانات وضعية التزود والأسعار بالسوق ذات المصلحة الوطنية ببئر القصعة التي ينشرها المرصد الوطني للفلاحة فان الغلال تشهد ارتفاعا في كمية التزود يقابلها انخفاضا ملحوظا في الأسعار باستثناء الفراولو ، الخضر ايضا تشهد اما استقرارا او ارتفاعا في كميات التزود وعموما انخفاض في الأسعار وضعية التزود للأسماك ايضا في ارتفاع وتراجع في الأسعار باستثناء السردينة التي ارتفعت أسعارها ب 185%بعد تراجع التزود ب 97%.
ان ارتفاع الاسعار واستقرارها في افضل الأحوال سيكون حتما عاملا لتغير السلوك الغذائي للتونسي رغم غياب دراسات في هذا الشأن الا ان سنتين من نسق تصاعدي للاسعار وبشكل متسارع وعدم مراكبة القدرة الشرائية للعائلات لهذا الارتفاع لا يمكن ان لا يحدث تغييرا في نمط الاستهلاك اما بتغييب منتوجات او بتقليصها الى الحد الادنى .

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115