ان عملية " الوعد الصادق " هي هجوم مدروس واستهدف اهداف عسكرية إسرائيلية هامة وهو رسالة تحذيرية مشيرا الى ان أية عملية تنفذها إسرائيل ضد ايران ستقابل برد. واذا حصلت حرب شاملة فان اكبر خاسر ستكون أمريكا لان قواعدها منتشرة في كل المنطقة . وقال ان الدفاع عن فلسطين هو واجب مقدس في مبادئ الجمهورية الإيرانية .
ما هي رسائل ايران من الضربة الأخيرة على اسرائيل والى أي مدى غيرت قواعد الاشتباك في المنطقة ؟
أولا من المعلوم ان هذا الكيان منذ اكثر من سبعين سنة يمارس سياسات عنصرية وهمجية في فلسطين وهناك تهجير ومخيمات في لبنان وغيرها من الدول .. منذ البداية ايران تعارض قيام هذا الكيان وهي أول دولة في العالم غيرت السفارة الإسرائيلية إلى سفارة فلسطينية و منذ بداية الثورة الإيرانية جاء الشهيد ياسر عرفات إلى طهران لتهنئة الإمام الخميني والشعب الإيراني .
في نفس اليوم نحن غيرنا السفارة الاسرائيلية إلى السفارة الفلسطينية ... إيران أول داعم لفلسطين وخلال اربعين سنة اعلنا موقفنا الواضح والتزامنا بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن قضيته ماديا معنويا وتسليحيا على كافة الأصعدة.
هذا ليس فقط شعار لأن هذا حق إلهي ومقدس لدى إيران وهو الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحمايته . نحن دفعنا فاتورة باهظة دعمنا لفلسطين الكثير ... كنا تحت حصار وعقوبات مفروضة علينا .. إيران استعملت لمدة سنوات سياسة الصبر الإستراتيجي حتى زاد التصعيد في السنوات الأخير من قتل واغتيالات طالت مسؤولين في إيران وفي الخارج سوريا والعراق.
وأريد ان اؤكد أن وجودنا في سوريا هو بطلب رسمي سوري من القيادة السورية وليس مخالفا لأية عرف أو قانون .وجودنا في علاقة بمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي احتل نصف مساحة سوريا وأراض في العراق أيضا.
إن انتشار مستشارين إيرانيين في سوريا والعراق هو أيضا لدعم المقاومة الفلسطينية وليس لخدمة مصالح إيرانية كما يقول البعض.
الشهور الأخيرة بدأت إسرائيل باغتيال مسؤولين كبار وكان هجوم السفارة الأخير آخر أشكال هذا التصعيد ...وهذا يعد تعد صريح على كل القوانين والأعراف الدولية .. فإسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء مما استوجب ردا إيرانيا ... بداية بدأنا في مسار دبلوماسي سياسي حيث وجهنا رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وطلبنا جلسة وتم عقدها إلا بعض الدول الكبرى مثل فرنسا أمريكا انقلترا اعترضت وبالتالي لم تصدر إدانة رسمية من مجلس الأمن للتجاوزات التي ارتكبها هذا الكيان .. عمليا وميدانيا إسرائيل باتت أكثر جرأة في استهداف مسؤولينا والمقرات الدبلوماسية التابعة لنا وهذا ما استوجب ردا بهذه القوة .. إيران دافعت عن أمنها وعن بعثاتها وعلى حقوقها التي تضمنها لها القوانين الدولية ونحن أعطينا الأمم المتحدة فرصة لمدة 10 أيام قبل الرد لإدانة إسرائيل إلا أن الدول الكبرى لم تحرك ساكنا...
على هذا الأساس قمنا بهجومنا المدروس وكان بإمكاننا الرد مثل إسرائيل عبر قصف المنازل والمدنيين والمدارس والمستشفيات، لكن نحن قصفنا فقط منطقتين عسكريتين المنطقة الأولى في جبل الشيخ بسوريا لأنها كان عين التجسس الإسرائيلية في المنطقة ومن هناك تمت إدارة عملية قصف سفارة إيران في دمشق ... والهجوم الثاني تم خلاله استهداف القاعدة العسكرية الجوية "نيفاتيم" التي تبعد عن إيران 1200 كلم وهناك مركز للطائرات الحربية الإسرائيلية اف 35 ... هم لا يعترفون بالخسارة ويقولون انه لا يوجد ضحايا ... نحن لم نرد قتل او استهداف منازل ومدنيين بل استهدفنا أهدافا عسكرية هامة وهي رسالة تحذيرية لإسرائيل ... أية عملية تنفذها إسرائيل ضدنا ستقابل برد واذا حصلت حرب شاملة فان اكبر خاسر ستكون أمريكا لان قواعدها منتشرة في كل المنطقة وستمس .
كيف ستؤثر هذه العملية على المنطقة ؟
هنا اريد ان اشير الى ان وجودنا في سوريا كان بناء على طلب رسمي من الحكومة السورية وهو يختلف عن الاحتلال الأمريكي والتركي لسوريا وكذلك المستشارين الإيرانيين في العراق وسوريا هم لدعم فلسطين والمقاومة . وبدأت إسرائيل باغتيال كبار المسؤولين الايرانيين وتخطت الخطوط الحمراء مع استهداف القسم القنصلي في سفارة ايران بسوريا . وانتهكت كل الحرمات الدبلوماسية . ايران أعلنت بانها ستدافع عن نفسها وعن المبادئ والمواثيق الدولية وخاصة البند 51 من الميثاق الدولي واعطيناهم فرصة . وقبل عشرة أيام اخبرنا اصدقاءنا ودول الجوار باننا سنقوم برد .
ما هي الرسالة التي تريد ايران ايصالها من خلال هذه العملية ؟
نحن أعلنا لجميع اصدقائنا اننا لا نريد قصف القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة لأننا نعرف بانها الداعمة الرئيسية للصهاينة وقواعدها موجودة وقريبة منا في البحرين والعراق ولكن نحن نريد ان نقوم بسياسة تحذيرية لإسرائيل كي لا تتمادى أكثر . ولمن قال بانها مسرحية ، أقول اننا قدمنا شهداء من أجل فلسطين وبعد اربعين سنة من الحصار والعقوبات والتكلفة الباهظة ثمن دفاعنا عن فلسطين . ولكن نفعل ذلك لان قضية فلسطين هي قضية مقدسة وهي في صلب الدستور الإيراني . ولمن يقول ان هذه الضربة تنفيذ لمصالح ايران أيضا أقول ان ايران بلد كبير وغني بالثروات الطبيعية ومتقدم في كل المجالات ولا نحتاج لاجتياح بلد آخر ولكن قضية فلسطين مختلفة ودفاعنا عنها مقدس.
هناك ابعاد مختلفة للضربة والعالم يعترف بدور ايران في منطقتنا وبدون ايران ليس هناك سلم . ودور ايران في العالم حتى مهم .
ما توقعاتكم للفترة القادمة بعد العملية اذا ردت إسرائيل وكيف سيكون الرد الايراني ؟
نحن نتوقع ردا إسرائيليا وهو أمر طبيعي ولكن إسرائيل لم تتوقع الرد الايراني . بعد القذائف الإيرانية حلفاء اسرائيل من أمريكا وفرنسا كلهم يخاطبون إسرائيل من اجل التهدئة .نحن راينا ان من رد على المسيرات الإيرانية واعترضها كانت أمريكا وبريطانيا يعني إسرائيل من غير حلفائها لا تساوي شيئا . وبالفعل اثبتت إسرائيل بانها اوهن من بيت العنكبوت كيما يقول السيد حسن نصر الله .
بعد الإبادة الصهيونية المتواصلة مذ ستة اشهر هل ستكون للعملية الإيرانية تداعيات على الحرب في غزة؟
في أي حرب بين إسرائيل والدول العربية الانتصار كان للطرف الاسرائيلي سواء في سوريا او في حرب 67 ولكن أي حرب مع شعوب المنطقة تنتصر الشعوب . صحيح ان هناك دمار و وشهداء ولكن حزب الله انتصر في معركة تموز في لبنان . وفي حرب غزة نعلم بان هناك شهداء ولكن في النهاية إسرائيل كانت تريد محو حماس وإعادة الأسرى وعلى مدى ستة اشهر لم يحصل ذلك وهي اليوم تريد الانسحاب من غزة .
برايي الرد الايراني سيؤثر على كل حلفاء إسرائيل وسيضغطون عليها من أجل تحقيق الهدنة والأيام اللاحقة اعتقد اننا سنشهد وقفا لإطلاق النار او بداية تبادل الأسرى وبرأيي هذا سيكون له تأثير إيجابي على السلم في المنطقة .