ترحيب فلسطيني ...غضب إسرائيلي ... وانقسام أمريكي جنوب افريقيا تطالب باتخاذ تدابير إضافية في غزة ...القضية الفلسطينية تتصدر المشهد الدولي

لاقى الطلب العاجل الذي تقدمت به جنوب إفريقيا

مجددا إلى محكمة العدل الدولية لاتخاذ تدابير مؤقتة إضافية لتأمين سلامة الفلسطينيين في قطاع غزة ، ترحيبا فلسطينيا ودوليا. وسبق أن تقدمت جنوب إفريقيا بدعوى رسمية لمحكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية. ورغم التدابير المؤقتة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية، إلاّ أن سلطات الإحتلال واصلت سياستها الإجرامية في القطاع مشددة القصف واستهداف المدنيين وأيضا زادت من نسق مشروعها الاستيطاني بعد إعلانها أمس المصادقة على بناء 3500 وحدة استيطانية .ويرى مراقبون أن الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة تتطلب قيام محكمة العدل الدولية بالتعديل الفوري والعاجل لأوامرها السابقة بشأن التدابير الاحترازية، المؤقتة، واتخاذ تدابير احترازية إضافية، بما في ذلك الوقف الفوري للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال.

وردا على القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في ديسمبر المنقضي، أمرت محكمة العدل الدولية في 26 جانفي 2024، تل أبيب باتخاذ "تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة"، الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما. كما أمرت المحكمة إسرائيل بتقديم تقرير خلال شهر من صدور القرار بشأن مدى تطبيقها هذه التدابير.
وأعلنت محكمة العدل الدولية إن جنوب أفريقيا قدمت طلبا عاجلا لتحديد تدابير احترازية إضافية وتعديل أمر المحكمة الصادر في 26 جانفي ، وقرارها اللاحق الصادر في 16 فيفري الماضي، في القضية المرفوعة ضد "إسرائيل"، والمتعلقة بتطبيق اتفاقية منع ومعاقبة (ارتكاب) جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.وأوضحت محكمة العدل أنّ جنوب أفريقيا ذكرت في طلبها الجديد، أنها مضطرة للعودة إلى المحكمة في ضوء الوقائع الجديدة والتغييرات في الوضع على الأرض في غزة، لا سيما حالة المجاعة المنتشرة.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان"نرحب بقرار جمهورية جنوب أفريقيا الصديقة بالتقدم بطلب عاجل إلى محكمة العدل الدولية لاتخاذ تدابير مؤقتة إضافية وتعديل أمر المحكمة الصادر في 26 جانفي 2024 والقرار اللاحق الصادر في 16 فيفري 2024، من أجل ضمان سلامة وأمن 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحتل لا سيما فيما يتعلق بالمجاعة المتعمدة وسياسة التجويع".
ولفت الوزارة إلى أنّ الشعب الفلسطيني لم يعد يتعرّض للخطر المحدق من الموت جوعاً، بل بات يموت جوعاً بالفعل.وأضافت "إسرائيل تتعمد ارتكاب مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدات الإنسانية المحدودة للغاية" وفق تقارير إعلامية.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أمس الخميس ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 30800 شخصا منذ بدء الحرب بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل خمسة أشهر.
وقالت الوزارة "ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 30800 شهيد و72298 إصابة منذ السابع من أكتوبر"، مشيرة إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 83 شهيدا و142 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".

الإبادة الجماعية
وهذا الطلب الثالث الذي تقدمه جنوب إفريقيا بحق إسرائيل إلى المحكمة، التي تعد أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة يوم 7 أكتوبر المنقضي. وتتّهم جنوب إفريقيا سلطات الإحتلال بارتكاب "أعمال إبادة" في قطاع غزة وهي اتهامات وصفتها إسرائيل بأنها "تشهير دام". وقدّمت جنوب إفريقيا شكوى متكوّنة من 84 صفحة تسعى من خلالها لدفع محكمة العدل الدولية إلى استصدار قرار عاجل يفرض على إسرائيل وقف عدوانها في قطاع غزة المحتل .ووفق نفس الدعوى تتعلّق الدعوى باتهام توجهه جنوب إفريقيا لسلطات الإحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية .
ومحكمة العدل الدولية هي المحكمة العليا للأمم المتحدة، تأسست عام 1945، مقرها لاهاي، تختص بالفصل في النزاعات بين الدول وإبداء الرأي الاستشاري، تضم 15 قاضيا سيتم تعزيزهم بقاض إضافي من كل جانب في قضية ''إسرائيل''، ويتم انتخابهم لمدة 9 سنوات من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وجنوب إفريقيا وإسرائيل من الدول الموقعة على اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها العائدة للعام 1948 ردًا على مجازر الإبادة في حق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. ويحقّ لكل دولة موقعة ملاحقة دولة أخرى أمام محكمة العدل الدولية في حال الاختلاف على "تفسير أو تطبيق أو احترام" القواعد الهادفة إلى منع وقوع أعمال إبادة جماعية.

غضب إسرائيلي
وأثارت القضية المرفوعة غضبا إسرائيليا ، فإسرائيل لا تعترف بالقوانين الدولية ومحاكمها لكن أي حكم يصدر من شأنه أن يفضح أكثر هذه الدولة الإرهابية التي تقوم على عقلية القتل والتنكيل دون أن تجد رادعا طيلة عقود مضت . هذا الغضب والرفض تمثل في دعوة إسرائيل محكمة العدل الدولية،أمس الخميس، لرفض الطلب العاجل الذي تقدمت به جنوب إفريقيا لاتخاذ تدابير احترازية إضافية بحق إسرائيل في القضية التي رفعتها ضدها بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية" في غزة.وقال ليؤر خياط، المتحدث باسم وزارة خارجية الإحتلال الإسرائيلية، في بيان وفق الأناضول: "تواصل جنوب إفريقيا العمل باعتبارها الذراع القانوني لحركة حماس في محاولة لمنع إسرائيل من حق الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها، والعمل على إطلاق سراح المختطفين"، وفق ادعائه.
وزعم أن "النداءات المتكررة من قبل جنوب إفريقيا في محاولة لحماية حماس، هي استغلال ساخر آخر لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، التي رفضت طلباتهم التي لا أساس لها لوقف إطلاق النار مرتين بالفعل".
وادّعى أن "إسرائيل تتصرف وستواصل التصرف وفقًا للقانون الدولي، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بغض النظر عن أي إجراءات قانونية"، وهو ما يتناقض مع الواقع حيث فرضت إسرائيل حصارا خانقًا إلى جانب الحرب على غزة، ما أسفر عن عشرات آلاف القتلى الفلسطينيين المدنيين، بينهم من مات من الجوع والجفاف.وقال خياط: "نحن ندعو المحكمة إلى الرفض القاطع للطلب الجديد الذي قدمه ممثلو حماس (يعني جنوب إفريقيا)"، وفق تعبيره.

انقسام في الساحة الأمريكية
من جهة أخرى أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية (سي إي بي آر) وتضمّن سؤالا "هل تعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة لكي توقف هجماتها على قطاع غزة؟أن ممن صوتوا للرئيس الأمريكي في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أجريت عام 2020 يعتقدون أنه يجب على واشنطن التوقف عن توريد الأسلحة إلى "إسرائيل".
وحسب نتائج الاستطلاع، فإن 60%ممن انتخبوا بايدن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أجابوا عن هذا السؤال بـ"نعم" مقابل 14% بـ"لا" و24% كانوا محايدين.في المقابل، أجاب بـ"نعم" 30% ممن انتخبوا الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات 2020 مقابل 55% بـ"لا" و15% كانوا محايدين.
وفي هذا السياق قال الكاتب الفلسطيني ورئيس الكونغرس الفلسطيني الأمريكي ماهر عبد القادر أن هذه الأرقام تبين أن الديمقراطيين أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين من الجمهوريين الذي يغلب عليهم الطابع المسيحي المتصهين .

وفي ما يتعلق بالمشاركين في الاستطلاع ممن لم يدلوا بأصواتهم في انتخابات 2020 أيد 60% وقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل، في حين عارض 17% وقف الدعم، مقابل 23% عبروا عن حيادهم.
وأضاف عبد القادر '' منذ 7 أكتوبر 2023 تشن "إسرائيل" بدعم أمريكي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية ".
وتابع ''لقد خلقت الحرب تحديات كبيرة للرئيس بايدن في السياسة الداخلية والدبلوماسية، ويشعر بعض كبار مساعدي الرئيس بقلق متزايد من أن دعمه للمجهود الحربي الإسرائيلي سيكلفه الأصوات في نوفمبر" .
وأشار'' وجد الاستطلاع الجديد أن 60% من الناخبين لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب، مع موافقة 31% على تصرفات بايدن. وبدلاً من دعم بايدن، صوَّت أكثر من 100 ألف شخص بأنهم "غير ملتزمين" في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية في ولاية ميشيغان الأسبوع الماضي، والعديد منهم احتجاجاً على سياسة الرئيس تجاه إسرائيل . وفي الاستطلاع الجديد، قال 33% من الناخبين، إن الولايات المتحدة لا تفعل سوى القليل لمساعدة الفلسطينيين، كذلك، فقد قال حوالي 30% إن الولايات المتحدة تفعل الكثير لمساعدة الإسرائيليين، مقارنة بـ22% قالوا ذلك في ديسمبر."
وأكد محدثنا أنه ''في تطور جدير بالملاحظة، يبدو أن الفجوة العمرية في وجهات النظر تجاه إسرائيل آخذة في التضييق، حيث يضاهي الديمقراطيون الأكبر سناً الديمقراطيين الأصغر سناً في حذرهم من تصرفات إسرائيل ".
وقال حوالي 40% من الديمقراطيين، تحت سن الأربعين، إن الولايات المتحدة تفعل الكثير لمساعدة الإسرائيليين، مقارنة بـ33% من الديمقراطيين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً فما فوق -بفارق 7 نقاط. وفي ديسمبر ، كانت هذه الفجوة 24 نقطة.
ومن بين الديمقراطيين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً فما فوق، قال 71% إن إسرائيل تجاوزت أكثر من اللازم في الرد على حماس، وهو ما يعادل بشكل أساسي نسبة الديمقراطيين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً.
تختلف وجهات النظر حول الحرب بشكل حاد بحسب الحزب السياسي، إذ يقول نحو 16% من الجمهوريين إن إسرائيل بالغت في الرد على حماس، مقارنة بـ70% من الديمقراطيين.ورداً على سؤال عما إذا كان إطلاق إسرائيل النار على الفلسطينيين الذين يعانون من سوء التغذية، بينما كانوا ينتظرون وصول المساعدات الإنسانية سيؤدي إلى تعقيد المحادثات، قال بايدن: "أعلم أن ذلك سيفعل ذلك".
وتابع ''كما ظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية سيينا أن أكثر من نصف الناخبين الأمريكيين (75%) يعارضون سياسة تعامل الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.كما ظهر استطلاع أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية أن ما لا يقل عن 70% من الناخبين الأمريكيين بالفئة العمرية بين 18 و34 عاماً يرفضون سياسة الرئيس جو بايدن تجاه الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.كذلك وصل معدل شعبية بايدن إلى أدنى مستوى له منذ بداية رئاسته عام 2021 وهو 40% فقط إبان رفض جماعات كبيرة من الناخبين التأييد المطلق الممنوح من جانب إدارة بايدن لإسرائيل.ووصل انخفاض تأييد بايدن إلى صفوف العديد من أعضاء حزبه الديمقراطي'' وفق تعبيره .
وفد حماس يغادر القاهرة

من جهة أخرى غادر وفد حماس القاهرة حيث جرت منذ الأحد مشاورات بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية للتوصل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة، على أن تُستأنف المفاوضات الأسبوع المقبل، بحسب ما أوردت قناة فضائية مصرية أمس الخميس.
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر رفيع المستوى قوله إن "وفد حماس يُغادر القاهرة للتشاور حول الهدنة وسيتم استئناف المفاوضات الأسبوع القادم"، مشيرة إلى أن "المشاورات مستمرة بين الأطراف كافة للوصول إلى الهدنة قبل حلول شهر رمضان المبارك".
وكانت الجولة الراهنة من المفاوضات بدأت الأحد في القاهرة بغياب ممثلين عن إسرائيل.ويحاول الوسطاء المصريون والقطريون والأميركيون منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق على هدنة في الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر.
ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق رهائن محتجزين في غزة مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.وينصّ الاقتراح الذي تقدّمت به الدول الوسيطة على وقف القتال لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح 42 رهينة محتجزين في غزة في مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر إثر هجوم شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد وفق وكالة ''فرانس براس'' يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخُطف أكثر من 250 شخصاً أثناء هجوم حركة حماس داخل "إسرائيل" في السابع من أكتوبر، وفق الدولة العبرية التي تقدّر أن 130 منهم لا يزالون محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 31 قد قتلوا.وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر الإفراج عن 105 رهائن في مقابل الإفراج عن أكثر من مائتي معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115