من قبل الكيان الصهيوني وارتفاع حصيلة الضحايا منذ الـ7 من أكتوبر إلى اليوم ، إذ ناهز عدد الشهداء 29 ألف شهيدا، لم تتوقف التحركات الدعامة والمساندة للشعب الفلسطيني سواء عبر التحركات والوقفات الاحتجاجية أو عبر التقاضي وتقديم الشكاوي، حيث غادر أمس عميد المحامين حاتم المزيو إلى لاهاي للتقدم بشكاية الهيئة الوطنية للمحامين بتونس إلى محكمة الجنايات الدولية ضد مجرمي الحرب و المجرمين ضد الإنسانية الصهاينة، وسيكون لمزيو لقاءات اليوم وغدا مع ممثلي الادعاء العام بالمحكمة صحبة الفريق القانوني للهيئة.
بحسب ما أعلنته الهيئة الوطنية للمحامين فإن الهيئة ستُودِعُ يوم غد الثلاثاء 20 فيفري الجاري بتونس، شكاية رسمية لدى محكمة الجنايات الدولية ضد جرائم الكيان الصهيوني، ووفق ما أكده عميد المحامين في تصريح له لـ"موزاييك" فإن أن الشكاية موجهة أساسا ضد خمسة مسؤولين صهاينة وعلى رأسهم بنيامين نتانياهو، بهدف استصدار مذكرات الجلب والتوقيف ضدهم مشيرا إلى أن ملف الشكاية يتضمن جميع الأدلة التي تثبت جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين في غزة، قائلا "سنكون جيشا قانونيا لدعم المقاومة الفلسطينية وإسنادها". ومن المنتظر وفق المزيو أن تقوم المحكمة الجنائية والادعاء العام بعد تقديم الإخطارات والشكايات الموثقة بفتح الملف وإحالته على الدوائر التمهيدية ثم محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، وهم نتنياهو ووزير الحرب الإسرائيلي وقائد أركان الجيش، وبعض الوزراء.
توثيق جرائم الكيان الصهيوني
يتضمن الملف الذي أعدته هيئة المحامين عديد الأدلة والقرائن التي تورّط الكيان الصهيوني في إبادة جماعية والتهجير القسري وممارسة الحصار والتجويع تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل، علاوة على عمليات القتل بأسلحة محرمة دوليا، وقد تمّ وفق تأكيدات عميد المحامين الاستناد في عملية توثيق جرائم الكيان الصهيوني على التقارير الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة والهيئات الدولية والهلال الأحمر والصليب الأحمر اليونيسيف، بالإضافة إلى الفيديوهات والتصريحات الصادرة عن مسؤولين بحكومة الاحتلال الإسرائيلي. وأشار إلى أن الهيئة تحصلت على تواكيل من الفلسطينيين الموجودين في تونس من أجل العلاج وأن الهيئة ستكون طرفا مدنيا لنيابتهم في المحكمة الجنائية الدولية، ليشدد على أنه سيتم طلب توفير الحماية لهم باعتبارهم ضحايا كما ينص على ذلك بروتوكول روما.
مسيرة شعبية
بالتوازي مع توجه هيئة المحامين إلى لاهاي لتقديم الشكاية، تتواصل المسيرات والوقفات الداعمة للشعب الفلسطيني، حيث نظمت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس مسيرة شعبية يوم السبت الفارط من ساحة الشهيد حلمي المناعي قبالة باب الخضراء وصولًا إلى شارع الحبيب بورقية، وذلك استجابة منها لدعوة فصائل المقاومة الفلسطينية بتصعيد الدعم لأهل غزة الصامدين أمام العدوان الصهيوني المسنود من الدول الاستعمارية الغربية، والمتواصل منذ 4 أشهر ونصف، مسيرة رفع خلالها المشاركون شعارات منددة بجرائم الكيان الصهيوني، وبتواطؤ المجتمع الدولي وصمت الدول العربية تجاهها على غرار "بالروح بالدم نفديكِ فلسطين"و "فك الحصار واجب.. فتح المعابر واجب"و "غزة غزة شعلت نار يا قوّادة الاستعمار"و "أوفياء أوفياء لدماء الشهداء"و "يا شهيد لا تهتم الحرية تفدى بالدم"و "لا اعتراف لا تفاوض لا صلح" و" مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة" و"الشعب يريد تجريم التطبيع" و"لا صوت الآن يعلو على صوت حماس.."و " شركاء في العدوان الفرنسيس والأمريكان "و "لا مصالح صهيونية على الأراضي التونسية"، وغيرها من الشعارات المنددة بحرب الإبادة وما خلفته من أوضاع كارثية على فلسطين وشهداء وجرحى.
دعوة لإدخال المساعدات اللازمة للفلسطينيين
ويشار إلى أنه وفق أخر تحيين لوزارة الصحة في غزة أمس فقد استشهد 28985 فلسطينيا وأصيب 68883 آخرون في الهجمات الصهيونية على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر . وأضافت الوزارة أن 127 فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأصيب 205 آخرون خلال الساعات الـ24 الماضية. هذا وأكد وزير الصحة علي المرابط خلال مشاركته يوم السبت في اجتماع الهيئة العليا للمجلس العربي للاختصاصات الصحية لسنة 2024 المنعقد بالعاصمة الأردنية عمان أنّ تونس تدعو إلى ضرورة وقف الحرب فورا على غزة وفكّ الحصار وإدخال المساعدات اللازمة للفلسطينيين . وشدّد علي المرابط على أنّ تونس تدعم دعما كاملا تخصيص جائزة "الطبيب العربي" لهذه السنة إلى طبيب فلسطيني إكبارا للتضحيات الجسام التي يبذلونها على الميدان.
