حرب الإبادة الصهيونية في يومها الـ118 تستنزف المخزون الإسرائيلي بسبب ملف السيطرة الأمنية على غزة ...عراقيل عديدة أمام مقترح الهدنة المؤقتة

ارتفع عدد الشهداء نتيجة الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في يومها الـ 118،

إلى 26900 شهيدا و65949 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي ، في وقت تسير فيه مفاوضات حثيثة برعاية إقليمية ودولية لإرساء هدنة في القطاع المنكوب . وهو اقتراح قدمه وسطاء بعد محادثات أجريت في باريس وتمّت مناقشتها مع سلطات الإحتلال، وذلك في إطار جهود ووساطات عربية ودولية دائرة منذ أشهر لوقف الحرب. ووفق مصادر رسمية من حركة حماس يشمل المقترح هدنة من ثلاث مراحل ستفرج الحركة خلالها أولا عن المدنيين المتبقين بين الرهائن المحتجزين منذ السابع من أكتوبر ثم الجنود، وأخيرا جثث الرهائن القتلى.

ولئن يرى مراقبون أن الأرضية ملائمة للتوافق بين طرفي الصراع إلاّ أنّ التصريحات الصادرة سواء عن حماس أو كيان الإحتلال ، تدلّ على أن الهدنة تواجه عدة صعوبات ، من بينها الشروط التي يسعى الجانبان لفرضها قبل إقرار أية توافق ما من شأنه القضاء على فرص التوصل إلى تسوية قريبة خاصة المتعلقة منها بالسيطرة الأمنية على القطاع مابعد مرحلة الحرب.
ويأتي هذا المقترح الذي أعلنت حماس أنها تدرسه بعد 3 أشهر من الهدنة الوحيدة الوجيزة التي تمّ التوافق حولها خلال شهر نوفمبر المنقضي ودامت 7 أيام . وانعقدت في باريس الأحد محادثات اشترك فيها مديرو أجهزة مخابرات إسرائيل والولايات المتحدة ومصر ورئيس الوزراء القطري. وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، إنه يدرس مقترح وقف إطلاق النار. وأضاف أن الأولوية بالنسبة لحماس تتمثل في إنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي دخل الآن شهره الرابع وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة.
ومن المقرر أن يتجه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس إلى القاهرة لبحث الأمر، وذلك خلال أولى رحلاته المعلنة منذ أكثر من شهر. وتقول حماس إنها ستفرج عن الرهائن المتبقين فقط في إطار اتفاق أشمل لوقف الحرب نهائيا، بينما تقول "إسرائيل" إنها لن تتوقف عن القتال حتى القضاء على حماس التي تحكم قطاع غزة منذ 2007.
وقال رئيس الوزراء القطري إن التركيز يجب أن ينصب على وضع حد للحرب في غزة وإعادة الرهائن إلى عائلاتهم، من أجل إيجاد حل سلمي للتوتر المتصاعد في الشرق الأوسط. في حين تلقت حركة حماس دعوة لزيارة القاهرة لبحث المقترح الصادر عن اجتماع باريس في إطار مساعي وقف الحرب.ونقلت شبكة فوكس نيوز عن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاتي، قوله إن "العمل على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى يحتاج إلى وقت"، في قطاع غزة الذي يتعرّض لحرب إسرائيلية منذ 7 أكتوبر.
ولفت بن عبد الرحمن، الذي تلعب بلاده دوراً أساسياً في جهود الوساطة، إلى أنّ "عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم لم يتم تحديده".إلى ذلك، أكد على مواصلة المفاوضات مع إيران لتشجيع الجهات بالمنطقة على خفض التوتر، معتبرًا أنّ "العمل العسكري لن يحقق النتيجة التي نريدها".
في المقابل صرح وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي ''يسرائيل كاتس'' أن " إسرائيل" تريد الاحتفاظ بالمسؤولية الأمنية في قطاع غزة لعدة سنوات على الأقل وهو مقترح ترفضه فصائل المقاومة الصامدة رغم ضربات الاحتلال ورغم ما يواجهه القطاع يوميا من جرائم إبادة بحق الشعب الفلسطيني وما يفرضه من حصار على مختلف المستويات آخره الضغوط لتصفية الأونروا في سياق تصفية الحق الفلسطيني والقضاء على قضية اللجوء الفلسطينية والحاق ملف اللاجئين الفلسطينيين بمؤسسات أممية أخرى .
استنزاف مخزون إسرائيل من الأسلحة
ميدانيا ووفق تقارير إعلامية فقد أقرّ مسؤولون إسرائيليون بأن جيش الإحتلال الإسرائيلي كان مضطرا لتقليص عملياته العسكرية في قطاع غزة، بسبب نفاد المخزون من الذخيرة.
وقال الجنرال الإسرائيلي، قائد قيادة المنطقة الجنوبية اللواء إليعازر توليدانو، بأنه "من واجبنا إدارة قضية التسلح"، وأضاف ''أصبحت إدارة مخزون الأسلحة مشكلة كبيرة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، حيث يتوقع حدوث نقص في المستقبل القريب. قد لا تكون الإمدادات الأمريكية الضخمة قادرة على تلبية هذا النقص'' وفق مانشرته ''يورونيوز'' .
وفي محاولة لسد هذه الثغرات، قدمت وزارة الحرب الإسرائيلية طلبات بمئات الملايين من الدولارات إلى الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة. تشمل قذائف 155 ملم بالإضافة إلى أنظمة "ذخائر الهجوم المباشر المشترك" ( JDAM) التي تنتجها شركة بوينغ، والتي تعمل على تحسين دقة القنابل من خلال استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) متكامل.وذكر تقرير صادر عن موقع "كلكاليست"، الاقتصادي ، أن الحرب في غزة تستنزف المخزون الإسرائيلي من السلاح، مما قد يجبر الجيش إلى الاقتصاد والاعتماد على الإمدادات العسكرية الأمريكية.
ومنذ بداية الحرب الدامية التي تخوضها إسرائيل على قطاع غزة، أرجأت 3 شركات كبرى، رافائيل وصناعات الطيران الإسرائيلية IAI وإلبيت سيستمز Elbit Systems توريد أسلحة بقيمة تزيد عن 1.5 مليار دولار لعملائها في مختلف أنحاء العالم من أجل منح الأولوية للإمدادات المخصصة لجيش الإحتلال الإسرائيلي وفق نفس المصدر.

 

 

أهمية التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني
وفي خضم الحرب الإسرائيلية الهمجية ، يتواصل المد التضامني الدولي مع الشعب الفلسطيني والمتمثل في حراك شعبي عبر الظاهرات الأسبوعية في كبرى عواصم العالم او من خلال المسار القانوني المتمقل في الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا ضد اسرائيل أمام محكمة العدل الدولية . في السياق ذاته قال د. عابد الزريعي رئيس مركز دراسات أرض فلسطين لـ''المغرب'' أنّ مواقف جنوب افريقيا مع القضية الفلسطينية ليست حديثة العهد بل بدأت مع نيلسون مانديلا حيث تتبدى الموجهات الأساسية لعلاقة مانديلا بفلسطين، في موجهين ذاتي وموضوعي. وتابع أن الموجه الذاتي يتلخص في الجانب الإنساني في شخصية مانديلا، الذي تبلور من خلال تجربته في الحياة خاصة طفولته الأولى، كما يرويها في مذكراته، والتي تعمقت بدراسته للقانون وعمله في سلك المحاماة، وانحيازه للمستضعفين في بلد قائم على الانتهاك، يضاف الى ذلك ما اكتسبه من خبرة على كافة المستويات السياسية والفكرية والعسكرية خلال نضاله ضد نظام الأبارتهايد ، والموجه الموضوعييتبدى في التشابه بين تاريخ الشعب الجنوب افريقي والشعب الفلسطيني، وفي هذا الصدد يقول مانديلا "ان تاريخ شعبينا يتطابقان بصورة مؤلمة ومؤثرة" (1999).
وأضاف الزريعي أن '' نلسون مانديلا زار قطاع غزة عام 1999 وفي خطابه أمام أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، قال: "اشعر انني الان في بيتي". ملخصا بذلك علاقته بفلسطين، التي استندت الى موجهات ثابتة، وتجلت في مواقف معلنة، وصيغت في أهداف وأدوات محددة، نابعة عن تجربة أصيلة.
وأكّد محدثنا'' لقد دعم الفلسطينيون منذ فترة طويلة كفاح جنوب افريقيا ضد الفصل العنصري وفي تقديمه عام 1999 لكتاب "عرفات متى لم يكن هنا"، والذي ألّفته نانسي دوبرو، قال مانديلا عن ياسر عرفات: كنت أتابع نشاطات عرفات من غياهب سجني" .
وأضاف الزريعي'' وبما أنّ الانتهاك الأكبر في التاريخ المعاصر المثل للعيان يتبدى في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، فان الإنسانية الحقيقية تتجلى في العمل على ردع هذا الانتهاك. وفي ذلك يقول مانديلا: " سنكون اقل إنسانية إذا لم نناضل من اجل حرية فلسطين. 1997ــ الإنسانية تعني ان تدعم فلسطين 1997 ــ اننا اذ نمد أيدينا الى شعب فلسطين، فإننا نفعل ذلك ونحن نعلم تماما اننا جزء من إنسانية واحدة 1997".
وأشار إلى أنه وبما أن الأمر يتعلق بفلسطين المعركة الأخلاقية الكبرى في التاريخ الإنساني، فان الهدف المراد تحقيقه كما يحدده مانديلا يتلخص في حق تقرير المصير " علينا جميعا ان نفعل المزيد لدعم نضال الشعب الفلسطيني من اجل تقرير المصير". ولكن كيف.؟ هنا يحدد مانديلا وسيلتين نابعتين من عمق تجربة كفاح شعب جنوب افريقيا، أولهما تحقيق وحشد اجماع دولي على هذا الهدف. يقول: " فخورين بان نكون جزء من الاجماع الدولي ــ الاخذ بالتجذر، ان الوقت قد حان لحل مشاكل فلسطين 1997" لكن مانديلا يدرك جيدا ان تحقيق الاجماع الدولي ليس امرا هينا، بل يدرك أيضا ان تحقيق الاجماع الدولي على انهاء نظام الفصل العنصري لم يكن ليتم لولا نضال شعب جنوب افريقيا، وعلى هذه الأرضية يدافع عن الكفاح الفلسطيني، مستلهما كمحامي القانون الدولي الذي يؤكد على حق الشعوب في النضال بكافة الاشكال لتجسيد حقها في تقرير المصير فيقول: "عندما يحرم الانسان من جقه في ان يعيش الحياة التي يؤمن بها ، فليس امامه سوى ان يصبح خارجا على القانون" وفق تعبيره.
جنوب افريقيا والثقل على الساحة الدولية
وبخصوص الدور الذي تلعبه جنوب افريقيا ومدى ثقل قراراتها على الساحة الدولية قال الزريعي أن جنوب أفريقيا دولة تحظى بأهمية خاصة في الفضاء الأفريقي والدولي، أولا بحكم موقعيها الجيواستراتيجي، وقدراتها الاقتصادية والتكنولوجية، ووجودها ضمن منظومة "بريكس". وثانيا بحكم وزنها المعنوي والأخلاقي الذي يتبدى في موقفها من القضية الفلسطينية، ذلك يستدعى تأسيس مقاربة عربية جديدة في التعاطي معها، بعيداً عن المقاربات التقليدية الباردة التي تعجز عن توظيف كل هذه القدرات والإمكانات في مشروع شراكة استراتيجية بين الدول العربية وهذه الدولة، بصفة خاصة، وسائر الدول الأفريقية، بصورة عامة، تعود على الفضاء العربي ـ الأفريقي بالخير الوفير.
وأكد الكاتب الفلسطيني أنّ قطاع غزة الذي صار بمثابة بيتا لمانديلا يقصف برا وبحر وجوا، ولكن بيت مانديلا بحجارته بأطفاله بنسائه يقاوم بشجاعة وشرف وكرامة، يستلهم تاريخه الوطني، يستلهم روح المقاومة لدى كل شعوب العالم التي قاومت، يستلهم روح شعب جنوب افريقيا، يستلهم روح مانديلا التي باتت تسكن كل حناياه. ولذلك فان بيت مانديلا في قطاع غزة لن ينكسر وسينتصر.
مقبرة جماعية في رفح
وميدانيا تتعرض خان يونس، في قطاع غزة، لهجوم إسرائيلي بري، حيث سُجل سقوط عدد كبير من الشهداء، بينهم من لا يزال ملقى في الشوارع، بعد استهدافهم خلال نزوحهم القسري من مناطق العمليات العسكرية، فضلا عن عدوان على المستشفيات في المدينة ذاتها، فيما شهدت رفح دفن جثامين 80 شهيدا.
واقتحمت آليات الاحتلال، ساحة مستشفى الأمل في خان يونس وأجبرت المرضى والطواقم الطبية على إخلائه تحت تهديد السلاح، كما أطلقت الرصاص والقذائف، ما تسبب في اشتعال النيران في خيام النازحين داخله، وفق ما أكدته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وقالت إن قوات الاحتلال اقتحمت مبنى الجمعية ومستشفى الأمل تحت تهديد السلاح، وإطلاق الرصاص والقذائف، وطالبت النازحين بإخلاء المبنى، مؤكدة أن طواقمها والنازحين تحت خطر شديد.
وحسب وكالة ” وفا” أطلقت “قوات الاحتلال قذائف دخانية صوب باب مبنى الجمعية والمستشفى، ما أدى لاشتعال النيران في خيام النازحين داخل أسوار المبنى”.كذلك، قالت وزارة الصحة في غزة، إن “الاحتلال يشدد حصاره على مجمع ناصر الطبي للأسبوع الثاني”.وأضافت أن “الاحتلال يضع 150 كادرا طبيا و450 جريحا و3000 نازح في دائرة الاستهداف”.وقال مصدر في وزارة الأوقاف في غزة: “أعاد الاحتلال عشرات من جثامين الشهداء بعدما كان سرقها من مقبرة بني سهيلة شرقي خان يونس”.
في حين، قال الجيش الإسرائيلي، إنه يقوم بضخ كميات ضخمة من المياه في أنفاق في غزة.وأعلن في بيان أن “ذلك جزء من مجموعة وسائل ينشرها الجيش الإسرائيلي للقضاء على التهديد الذي تمثله شبكة الأنفاق تحت الأرضية لحماس”.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115