عقب الانسحاب من الدور الأول لكأس أمم افريقيا بالكوت ديفوار بعد تعادلين وهزيمة وقررت بالتوازي مع ذلك تعيين الثنائي أنيس البوسعايدي ومنتصر الوحيشي لتولي المقاليد الفنية مؤقتا الى حين التعاقد مع مدرب جديد لا سيما ان المدة النيابية للمكتب الجامعي الحالي تنتهي في شهر مارس القادم.
وتجدر الإشارة ان نسور قرطاج يستعدون خلال شهر مارس القادم للمشاركة في دورة ودية في الإمارات إلى جانب منتخبات مصر وكرواتيا ونيوزيلندا، قبل أن يدخل غمار رهان جديد يتمثل مباريات تصفيات كأس العالم 2026 في النصف الثاني من العام الحالي.
وتولى القادري مهمة تدريب منتخب تونس في جانفي 2022، وقاده في 27 مباراة دولية حقق فيها "نسور قرطاج" 14 فوزًا و7 تعادلات، مقابل تعرضهم لـ 6 هزائم. وبلغ منتخبنا نسبة فوز تقدر بـ 52 % تحت إشراف المدرب القادري، أي بما يفوق نصف المباريات التي قادهم فيها المدرب المذكور.
وتمكن منتخب "نسور قرطاج" تحت قيادة المدرب صاحب 52 عامًا من تسجيل 34 هدفًا، مقابل تلقي شباكه لـ 17 هدفًا.
ومن أبرز 'إنجازات 'المدرب القادري مع المنتخب التونسي، هو قيادته للمشاركة في كأس العالم قطر 2022، ورغم خروجه من دور مجموعات المونديال، إلا أن زملاء عيسى العيدوني نجحوا في تحقيق فوز تاريخي أمام فرنسا، بالإضافة إلى تعادلهم أمام الدنمارك، مقابل تلقيهم لهزيمة واحدة ضد أستراليا، ليحتلوا بذلك المركز الثالث في مجموعتهم الرابعة بأربع نقاط ضمن كأس العالم 2022.
ويعتبر الوصول إلى المركز 28 عالميًا هو أفضل ترتيب وصل إليه منتخب تونس في عهد القادري ضمن التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا'، ومقابل هذه الإنجازات الجيدة، فشل المدرب التونسي في قيادة منتخب بلاده للتأهل إلى دور الـ 16 لكأس أمم افريقيا 2024، ليودع منتخبنا البطولة من دور المجموعات لأول مرة منذ نسخة 2013 وللمرة السابعة في تاريخه بعدما بدأ السباق بهزيمة مباغتة ضد ناميبيا 1-0 قبل التعادل مع مالي 1-1 وجنوب افريقيا 0-0 والاكتفاء بتسجيل هدف وحيد في الدورةكشف المشاكل الهجومية التي يعاني منها منتخبنا.
طي صفحة الخيبة بلا تقييم....
يقتضي التمشي الصحيح بعد كل مشاركة في تظاهرة قارية او إقليمية او عالمية لا سيما ان رافقها الفشل ،بإجراء تقييم شامل لتحديد أسباب الإخفاق والوقوف على النقائص ومواطن الخلل حتى تحصل العبرة في المشاركات القادمة لكن يبدو ان مصطلح تقييم يثير حساسية لدى المسؤولين عن الكرة في تونس ...فالوضع في النوادي كما هو في المنتخبات تحكمه نقاط تشابه عدة بما ان المسؤولين يبحثون عن طي صفة الخيبة بسرعة واتخاذ أي قرار من شأنه امتصاص غضب الشارع الرياضي.المثير للاستغراب أن أهل القرار في الجامعة لم يكادوا يصلون الى ارض الوطن بعد نهاية مغامرة كورهوغو حتى سارعوا الى الإعلان عن القطيعة مع الاطار الفني السابق وتعيين الوحيشي والبوسعايدي مؤقتا لتولي المقاليد الفنية للمنتخب ،وكأننا بهم ارادوا التخلص من صداع 'القرار المهم' فاختاروا أي اسم حتى لا تطالهم ضرورة المحاسبة فالمهم انهم ثابتون في مواقعهم حتى وان بلغ غضب الجمهور الرياضي ذروته.
وهناك نقطة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام في هذا الشأن ،فالكل يتذكر أن أنيس البوسعايدي كان يشغل منصب مدرب لمنتخب الاواسط وتم الاستنجاد به قبل بداية مغامرة 'الكان' لتعزيز الاطار الفني للمنتخب الأول أي انه عنصر من الاطار الفني الذي قاد نسور قرطاج في النهائيات القارية فلم تم استثناؤه من الإقالة وتكليفه بالقيادة المؤقتة للمنتخب؟
أمّا فيما يتعلق بمنتصر الوحيشي فقد قاد منتخب أقل من 20 عاماً في الأرجنتين في العام الماضي، ورفض سابقاً العمل ضمن الإطار الفني لجلال القادري، كما أنه غير مرتبط بأي عقد في الوقت الحالي.
بيان يثير الجدل
اسالت النقطة الأخيرة من بيان المكتب الجامعي الكثير من الحبر لا سيما مع الإعلان عن "تكوين لجنة سيتم الإعلان عن تركيبتها في أقرب الآجال تضم ممثلا عن ودادية المدربين التونسيين، ومن الفنيين واللاعبين الدوليين القدامى المشهود لهم بالكفاءة، لاقتراح المدرب الوطني الجديد."
ويقر الشارع الرياضي بصعوبة الاستقرار والاجماع على تركيبة هذه اللجنة لأنه مهما كانت هوية الأسماء الموجودة فإنها ستكون موضع خلاف وانتقاد من عدة اطراف .
كما أبدت بعض ردود الفعل في الشارع الرياضي استغرابها من اقدام المكتب الجامعي الحالي على اختيار المدرب الجديد والحال أن المدة النيابية له تنتهي في شهر مارس القادم ،واذا كان يقدم على هذه الخطوة فهل هناك ضمانات لبقاء الأعضاء الحاليين في السلطة أم أن المكتب الجديد سيجد نفسه مجبرا على قبول مدرب جديد لم يبادر باختياره؟
يأتي ذلك في وقت يعيش فيه المكتب الجامعي الحالي ضغطا كبيرا من جمهور المنتخب الذي بات يطالب باستقالته مع خيبة المشاركة القارية الاخيرة قبل نهاية فترته النيابية وتكوين لجنة تتولى تسيير دواليب الجامعة وتغيير القوانين قبل انتخاب مكتب جامعي جديد.