دعوته لوقف اطلاق النار لأسباب إنسانية بالتزامن مع دخول الحرب يومها الرابع بعد المائة. وقال في كلمة له أمام مؤتمر دافوس ان "العالم يقف متفرّجا بينما يتعرض المدنيون، ومعظمهم من النساء والأطفال، للقتل والتشويه والقصف وإجبارهم على ترك منازلهم وحرمانهم من المساعدات الإنسانية". وذلك في خطاب جديد يعكس تغيرا داخل أروقة الأمم المتحدة في سياق حرب الإبادة الصهيونية المتواصلة على غزة .
ورغم رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات لوقف إطلاق النار ، الا ان الإعلان عن التوصل لاتفاق جديد بين سلطات الإحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس برعاية قطرية فرنسية أمس ، جاء ليفتح الباب أمام قراءات وسيناريوهات متعددة بشان إمكانية التوصل لهدنة جديدة خصوصا وأن المشهد الداخلي في قطاع غزة يشهد تفجّرا غير مسبوق ألقى بظلاله على المنطقة برمتها وسط مخاوف من حرب إقليمية كبرى . وأعلنت قطر ، التوصل لاتفاق بين تل أبيب وحركة حماس، يتضمن إدخال أدوية ومساعدات إنسانية للمدنيين في قطاع غزة، مقابل إدخال أدوية للأسرى الإسرائيليين في القطاع.جاء ذلك في بيان للمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري.
ووفق البيان، أعلن الأنصاري "عن نجاح وساطة قطر بالتعاون مع فرنسا، في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، لا سيما في المناطق الأكثر تأثرا وتضررا".وأضاف: "مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون (الإسرائيليون) في القطاع".وأوضح الأنصاري أن "الأدوية والمساعدات أرسلت أمس الأربعاء إلى مدينة العريش في مصر، على متن طائرتين تابعتين للقوات المسلحة القطرية، تمهيدا لنقلها إلى قطاع غزة".
وأكد الأنصاري "استمرار الجهود مع الشركاء الإقليميين والدوليين خلال المرحلة المقبلة، خاصة في الجوانب الإنسانية والإخلاء الطبي في إطار الجهود القطرية لإنهاء الحرب في قطاع غزة".وفي وقت سابق قال القيادي في "حماس" أسامة حمدان، السبت، إن "إسرائيل عرضت إرسال أدوية للأسرى الإسرائيليين في غزة، وكان رد الحركة أنها ستعالجهم من خلال الدواء الذي يصل إلى الشعب الفلسطيني".
يشار الى ان مصر تشهد عديد المظاهرات والوقفات الاحتجاجية آخرها امام نقابة الصحفيين للمطالبة بفتح معبر رفح. ويطرح التساؤل عما اذا كانت القاهرة ستستجيب لنبض الشارع ام انها سترضخ للضغط الدولي فيما يتعلق بمعبر فتح.
وفي سياق متصل قال البيت الأبيض إنّ الولايات المتحدة "متفائلة" بشأن المباحثات التي تجرى بوساطة قطرية للتوصل إلى اتفاق جديد بين "إسرائيل" وحماس للإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جو كيربي خلال مؤتمر صحافي "لا أريد أن أقول الكثير بما أن لدينا مباحثات وكلنا أمل بأن تؤتي ثمارها قريبا".
وفي نوفمبر توصّل الطرفان إلى اتفاق هدنة دامت أسبوعا تمّ خلالها الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل رهائن إسرائيليين . ومنذ ذلك التاريخ لم ينجح المجتمع الدولي رغم الجهود الدولية المبذولة في إرساء هدنة جديدة في القطاع المحتل.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى ''24 ألفا و448 شهيدا و61 ألفا و504 مصابين''، منذ 7 أكتوبر الماضي.جاء ذلك في بيان للوزارة عبر حسابها على فيسبوك، للكشف عن آخر إحصائيات ''اليوم الـ103 للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة''. وأردفت: ''ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم''.
مرحلة صعبة
ويرى متابعون أنّ المرحلة المقبلة تحمل عدّة سيناريوهات مقبلة لعلّ أهمّها وجود آمال بعد هذا الاتفاق الأخير اتفاق المساعدات مقابل الدواء،أن تكون نقطة انطلاق نحو وقف كامل لإطلاق النار، وبالتالي وقف للحرب . وتدور في الأثناء مفاوضات واجتماعات دولية لبحث كيفية وضع حدّ للقصف الإسرائيلي في غزة ويمنع حدوث كارثة إنسانية أخرى ، خاصة وأنّ حرب الـ104 يوم خلفت أكثر من 100 ألف بين شيد وجريح بالإضافة إلى حالة دمار واسعة ووضع إنساني كارثي.
والى الآن لم يتمكن المجتمع الدولي من إنهاء المجزرة التي تحاول عبرها حكومة الاحتلال أن تصدّر فشلها وأزماتها الداخلية عبر البحث عن انتقام أو نصر وهمي من خلال المزيد من الإبادة والترهيب وسفك الدماء دون هوادة.ومع غياب بوادر انفراجة قريبة في القطاع المحتل ، تتزايد وتيرة التصعيد في الجبهات الخارجية التي أججتها الحرب في غزة.. وتحمل جماعات متحالفة مع إيران في العراق وسوريا واليمن الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة الاحتلال تكلفة الحرب الدائرة بغزة .وتنتشر مخاوف لدى القوى الدولية الداعمة لإسرائيل من توسّع رقعة الحرب على قطاع غزّة لتشمل المنطقة، بكل ما يحمله ذلك من مخاطر تفجّر الأوضاع ودخول العالم في حرب متعدّدة الجبهات .
وتشير التطوّرات الميدانية إلى تزايد حدة الصراع في المنطقة على ثلاث جبهات وهي الحدود اللبنانية جنوبا، وإعلان الولايات المتحدة تدخلها "في تحالف دولي" لحماية السفن الإسرائيلية والمتوجهة إلى إسرائيل من "هجمات الحوثيين" في اليمن. أما الجبهة الثالثة فهي الضربات التي تستهدف قواعد عسكرية أمريكية في العراق ينفذها حزب الله العراقي ، ويشهد ردا أمريكيا عبر غارات وقصف.ولطالما حذّر المجتمع الدولي من مخاطر وسيناريو اشتعال جبهة صراع ثانية خارج قطاع غزة خاصة في لبنان الذي يقف على حافة الهاوية في ظلّ استمرار التصعيد الإسرائيلي الذي طال جنوب لبنان علما وأنّ هذا التصعيد هو الأسوأ منذ حرب لبنان عام 2006 ، واليوم التحذيرات زادت بعد الهجوم الذي خلف 3 قتلى من الجنود الأمريكيين في العراق وسط مخاوف من توسّع التدخل الأمريكي في المنطقة .
ومن جهتها أعلنت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار سيجارد كاخ ، أمس الأربعاء ، أنها ستعمل على إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى سكان قطاع غزة .ووفق قناة "القاهرة" الإخبارية اليوم ، "وصلت كاخ أمس إلى مطار العريش الدولي بشمال سيناء لمراقبة العراقيل والمعوقات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، ومنعه لدخول الشاحنات التي تحمل آلاف الأطنان الغذائية المفترض وصولها لأهالي قطاع غزة".
انفجار الأوضاع في الضفة الغربية
ميدانيا تتصاعد التحذيرات من انفجار الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة نتيجة سياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال الحرب على قطاع غزة.ومن بين الأسباب التي قد تقود للانفجار رفض إسرائيل تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، ورفض عودة العمال من الضفة الغربية إلى أماكن عملهم في إسرائيل وتصاعد الاجتياحات الإسرائيلية للضفة وما يتخللها من اعتقالات واغتيالات مع تصاعد عمليات الاستيطان وعنف المستوطنين وفق تقرير نشرته ''الأناضول''.
وكانت إسرائيل منعت، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، عشرات آلاف العمال من الضفة الغربية من العودة للعمل فيها.كما تصاعدت بشكل ملحوظ عمليات قتل الفلسطينيين خلال اجتياحات جيش الإحتلال الإسرائيلي للمدن والمخيمات والبلدات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وفي غضون ذلك، تزداد عمليات الاستيطان بشكل ملحوظ في الضفة الغربية، وفق معطيات حركة السلام الآن اليسارية الإسرائيلية المختصة بمراقبة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وفق نفس التقرير .
وأدى القصف الإسرائيلي والهجوم البري على قطاع غزة ردا على هجمات حماس إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم.وتسببت هذه الأحداث في وقوع أزمة إنسانية خطيرة حيث تم فرض قيود شديدة على توصيل الغذاء والوقود والإمدادات الطبية إلى غزة.
وفي الآونة الأخيرة، يركز الجيش الإسرائيلي هجماته على الجزء الجنوبي من القطاع حيث يحتمي ما يقرب من مليوني فلسطيني في الخيام وغيرها من المساكن المؤقتة بعد أن تركزت المرحلة الأولى من الحرب في الجزء الشمالي.
وكشف تراجع الآليات العسكرية الإسرائيلية من محيط مجمع “ناصر” الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، عن تدمير الجيش لمقبرة بالمدينة ونبش عدد من القبور فيها.
وأفادت الأناضول بأن الدبابات والجرافات العسكرية الإسرائيلية تراجعت مئات الأمتار من المناطق المحيطة بمجمع “ناصر” الطبي، صباح أمس الأربعاء، مخلفة دماراً هائلاً في مناطق توغلها.وذكر أن الانسحاب الإسرائيلي كشف عن تدمير مقبرة قريبة من المستشفى ونبش عدد من القبور فيها.
وأوضح أن الفلسطينيين جمعوا عددا من الجثث المتحللة التي أخرجتها القوات الإسرائيلية من القبور خلال عمليات التجريف.وأشار شهود عيان إلى أن المقبرة كانت قد تعرضت سابقاً لعمليات قصف عنيف من المدفعية والطائرات الحربية الإسرائيلية ما تسبب بتدمير مئات القبور فيها.