سواء كانت كاتبة أو مخرجة أو ممثلة أو كوريغرافية أو باحثة أو إدارية... وفي هذا السياق اهتمت المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي في دورتها الثامنة بموضوع "الخصوصية الفكرية والجمالية في التجربة المسرحية النسوية. نموذج تطبيقي على تجربة مسرحية معاصرة لواحدة من سيدات المسرح العربي". وقد فازت المخرجة والباحثة أمينة الدشراوي بالمرتبة الأولى عن بحثها الذي اهتم بمسيرة الكوريغرافية التونسية نوال إسكندراني.
في منافسة جمعت بين ثلاث باحثات من تونس والمغرب ومصر، كان المركز الأول من نصيب أمينة الدشراوي في النسخة الثامنة من المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي والتي أطلقتها الهيئة العربية للمسرح سنة 2016 من أجل "مسرح عربي جديد ومتجدد".
3 باحثات متأهلات من تونس والمغرب ومصر
تحت عنوان "الخصوصية الفكرية والجمالية في التجربة المسرحية النسوية. نموذج تطبيقي على تجربة مسرحية معاصرة لواحدة من سيدات المسرح العربي"، تنافست الباحثات المتأهلات للمراكز الثلاثة الأفضل في ندوة محكمة ضمن فعاليات الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي تم خلالها تحديد المواقع التراتبية للفائزات بالمراكز الثلاثة.
وقد احتضنت كلية الفنون الجميلة /جامعة بغداد أول أمس الأحد 14 جانفي 2024 الندوة الفكرية للمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي في نسختها الثامنة لسنة 2023، والتي نظمتها الهيئة العربية للمسرح ضمن فعاليات الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي المنعقدة في العراق. وقد أدارت الجلسة الدكتورة شذى سالم من العراق. وتكونت لجنة التحكيم من الدكتورة منتهى طارق من العراق وجميلة الزقاي من الجزائر وميسون علي من سوريا. وأفادت الهيئة العربية للمسرح أنّ " المحكمات الثلاث ناقشن البحوث المقدمة من قبل الباحثات، لفحص مدى قدرتهن في الدفاع والإجابة عن الأسئلة الموجهة، لذا جاءت الجلسة رصينة وعميقة بالجدل المعرفي والأفكار القيمة في تبادل المعلومة بين طرفي النقاش، إذ اتسمت الأسئلة الموجهة من قبل المحكمات بالرصانة العلمية والدراية في عمق وتحليل المعلومة في سير البحث للوصول إلى نتائج متوائمة وما جاء به سياق البحث، وقد اكتفت المحكمات بهذه الطريقة باعتبار أن ما جاء من مناقشة للبحوث هو تغذية راجعة في تثبيت الأحكام."
وكانت المرتبة الأولى من نصيب أمينة الدشراوي من تونس، عن بحثها "من شعرية الجسد إلى جمالية الصورة وتجاوز الحدود قراءة في مسار الكوريغراف نوال إسكندراني". أما المرتبة الثانية فحصلت عليها فاطمة أكنفر من المغرب عن بحثها " الدراماتورجيا النسوية نحو تأنيث الفرجة المسرحية الانفلات الجمالي والعمق الفكري في تجربة نعيمة زيطان". أما المرتبة الثالثة ففازت بها منى عرفة محمد أمين من مصر، عن بحثها "تمثيل الآخر من منظور ما بعد النسوي مسرحية جنون عادي جدا نموذجا".
تشجيع للباحثين دون سن الأربعين
إنّ المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي هي مسابقة سنوية تنظمها الهيئة العربية للمسرح للباحثين المسرحيين العرب الشباب حتى سن الأربعين، ضمن الضوابط التي يتضمنها الإعلان السنوي عنها. ومن أهدافها: الارتقاء بالبحث العلمي في المسرح ومنح الفرصة للباحثين الشباب وفتح فضاءات جديدة أمام أفكارهم ورؤاهم واكتشاف الأصوات الجديدة في البحث والدراسات المسرحية وإثراء المحتوى العلمي للمسرح العربي ...ومن شروط الترشح إلى المسابقة أن لا يكون البحث منشوراً قبل الترشح للمسابقة. وأن لا يكون البحث جزءا من بحث جامعي أو رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه، أو مقدما لأغراض الترقية العلمية قبل أو أثناء زمن المسابقة. ومن معايير الاختيار في هذه المسابقة هي جدة الموضوع وأصالته والرصانة والابتكار والطرح المغاير...
وبهذه المناسبة صرّح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله بالقول: إنّ الهيئة التي تولي إبداعات سيدات المسرح العربي كل اهتمامها، تعتبر بأن البحوث الفائزة تشكل إضافة للمكتبة البحثية في تجارب فارقة قدمتها المرأة العربية في المسرح ... لما قدمته من تناول علمي مدعما بالشواهد لمنجزات معاصرة أثرت وساهمت في بناء وتشييد معمار مسرحي إبداعي مرئي وملموس، نحتت في فراغ الفضاء المسرحي أساليب أداء، فجرت قوى إبداعية وسحبت البسط من تحت أقدام الإقصاء والانتقاص، من خلال أبحاث منهجية تدرس وتفك وتحلل تجربة بعينها".
وللتذكير فإن تونس تشارك في الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي الذي تستضيفه بغداد من 10 إلى 18 جانفي 2024 من خلال مسرحيتين تونسيتين هما: "حلمت بيك البارح" إنتاج المسرح الوطني التونسي وبطولة لبنى مليكة وإبراهيم جمعة، و"غدا وهناك"إنتاج المسرح الوطني و إخراج نعمان حمدة.