بعد 67 يوما على العدوان .... مساع دولية لإرساء هدنة إنسانية جديدة حرب غزة تتوسع ومنظمات أممية تصفها بـ ''الجحيم على الأرض''

تدخل الحرب في غزة يومها الـ67 من " الجحيم على الأرض"

كما وصفتها منظمات حقوقية ودولية في ظل ترقب لما ستؤول اليه الأوضاع وعما اذا كانت ستنجح الجهود لتفعيل هدنة جديدة في ظلّ تعنت إسرائيلي وفيتو أمريكي لتواصل الحرب الهمجية . وتتفاقم الكارثة الإنسانية والصحية في غزة مع استهداف ممنهج من قبل الاحتلال للمستشفيات ولكافة المرافق الصحية من اجل تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني الصامد . وتعمل الجمعية العامة للأمم المتحدة على التوصل لهدنة صعبة مع استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في حرب الإبادة التي تشنها ضدّ الفلسطينيين.

ويرى البعض أنه في ظل إصرار إسرائيل على تحقيق هدف القضاء على حركة حماس ورفضها الدعوات لوقف إطلاق النار، ومع مواصلة حماس القتال والتصدي للعملية البرية الإسرائيلية، أن الحل والهدنة الدائمة تبقى بعيدة نوعا ما مايجعل الحرب والمعارك بين الطرفين مستمرة على المدى القصير . وتأكيدا على هذا السيناريو أكدت تصريحات إعلامية وتسريبات أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة سيستمر لمدة تصل إلى شهرين آخرين.ووفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "فأنه لن يتم وقف إطلاق النار بعد انقضاء الشهرين، وستبقى قوات إسرائيلية في غزة لتنفيذ هجمات محددة".
وتوسعت رقعة الحرب في قطاع غزة لتشمل الجنوب بعد أن كانت تتركز في الجزء الشمالي للقطاع المحاصر منذ سنوات ، واستهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية منازل في دير البلح ومخيمات النصيرات والبريج والمغازي. وقالت حماس إن مقاتليها خاضوا معارك شرسة من المسافة صفر مع القوات الإسرائيلية المتوغلة غرب مخيم جباليا المكتظ بالسكان، وأوقعوا خسائر في صفوف الجنود.
وميدانيا أطلقت الزوارق الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة قبالة شاطئ مدينة رفح، واستهدفت مدفعية جيش الحرب الإسرائيلي المستشفى الميداني الأردني وومحيط المستشفى الأوروبي في مدينة خانيونس، كما استهدف القصف الإسرائيلي مناطق عبسان ومعن وبني سهيلة.ووسط احتدام الاقتتال، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة توضح 6 مناطق تحمل أرقاما في خانيونس، طُلب من السكان إخلاؤها بشكل عاجل، لكن خرائط إسرائيل لا تغير شيئا في حصيلة ضحايا القتال المدنيين.
وضع إنساني كارثي
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أمس الثلاثاء خلال زيارته قطاع غزة،إن السكان يعيشون في "جحيم على الأرض".
وكتب لازاريني عبر منصة "أكس"، "الناس في كل مكان، يعيشون في الشارع، يحتاجون إلى كل شيء. إنهم يطالبون بالسلامة وإنهاء هذا الجحيم على الأرض".وقال سفير فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور بعد الفيتو الأميركي "البعض لا يرون الواقع كما هو" مضيفا "لكن في نهاية المطاف، سيرضخون تحت الضغط الهائل للبشرية من جانب إلى آخر من العالم".
لإبقاء هذا الضغط، طالبت الدول العربية باجتماع خاص جديد للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ظهر الثلاثاء بعد زيارة أكثر من عشرة سفراء من مجلس الأمن الى معبر رفح بين مصر وغزة وفق ''ا ف ب''.ويتناول مشروع النص وفق وكالة فرانس براس إلى حد كبير مشروع القرار الذي رفضه مجلس الأمن الجمعة بسبب الفيتو الأميركي.
ويعرب النص عن القلق بشأن "الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة" و"يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية". كذلك، يدعو إلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية والإفراج "الفوري وغير المشروط" عن جميع الرهائن.
ولكن على غرار النص الذي تبنته الجمعية العامة في نهاية اكتوبر الذي دعا الى "هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية"، لا يدين مشروع القرار الحالي حركة حماس. وهو بند تنتقده إسرائيل والولايات المتحدة بشكل منهجي.

حصل القرار السابق على تأييد 120 عضوا فيما عارضه 14 (بينها إسرائيل والولايات المتحدة) وامتنع 45 عن التصويت من أصل 193 دولة عضو.ومع تزايد الدعوات لوقف إطلاق النار، "نتوقع أن تكون الغالبية أكبر" هذه المرة كما قال ريتشارد غوان من مجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش ، حتى لو كان مجلس الأمن الدولي "في صلب عملنا من أجل السلام والأمن"، فإن "رسائل (الجمعية العامة) مهمة جدا أيضا".وعقدت جلسة مجلس الأمن الدولي بعد لجوء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء الماضي إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الدولية التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر"، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.
من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن أمريكا و''إسرائيل'' غير قادرتين على القضاء على حركة حماس لو استمرت الحرب لـ10 أعوام، "لأن حماس متجذرة في واقع الشعب الفلسطيني"، بحسب ما نقلته وكالة أنباء "فارس" الايرانية، أمس الثلاثاء.
كما حذر أمر عبد اللهيان، من أن "الدعم الأمريكي لاستمرار الحرب، يعني احتمال وقوع انفجار هائل في المنطقة لا يمكن التنبؤ به، وسيعود بالضرر على الجميع وعلى الأمريكيين وعلى باقي الدول".وقال إن "حرب غزة قد توسعت إلى جبهة لبنان وجبهة اليمن"، معتبرا الفيتو الأمريكي على قرار وقف الحرب في غزة "فضيحة سياسية للبيت الأبيض".
وكشف أن "إيران تتلقى رسالة أمريكية في كل أسبوع تقريبا يدعي فيها المسؤولون الامريكيون، بأن القواعد الامريكية في سوريا والعراق استهدفت من قبل بعض الفصائل، وهذه الفصائل غير مرتبطة بإيران بل تشكلت منذ أعوام لقتال داعش والان تدافع عن العرب ومسلمي غزة، فالحرب قد توسعت في اجزاء من سوريا والعراق".
استهداف المدنيين والصحفيين : محاولات لطمس الحقائق
في الأثناء وفي ظل استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في إستهداف المدنيين والصحفيين في قطاع غزة قال الكاتب عبد معروف لـ''المغرب'' أنّ استهداف القوات الإسرائيلية للصحفيين خلال عدوانها الوحشي على قطاع غزة، يأتي في سياق حرب الإبادة والمجازر التي ترتكبها هذه القوات ضد الشعب الفلسطيني بهد إفادة هذا الشعب وتصفية القضية .
وتابع ''تعمل القوات الإسرائيلية على استهداف الصحفيين في قطاع غزة لتكميم الأفواه وإطفاء العيون لطمس الحقيقة وضمان عدم إيصال ما يجري من مجازر وحرب الإبادة وتدمير همجي في قطاع غزة ، في ظلّ محاولات تكميم الأفواه وطمس الحقائق كل هذا يؤدي إلى عدم بلورة رأي عام دولي وعربي متعاطف مع الشعب الفلسطيني ''. وأضاف معروف "خلال الحرب الحالية الهمجية في قطاع غزة وسع الإحتلال عملية استهداف الصحفيين خلال هذه المعارك لمنعهم من نقل صورة ما يحدث من مجازر إلى العالم والاستمرار في التنكيل بالمدنيين وترويعهم مؤكدة بذلك أن لا حرمة لأحد في هذه الحرب حتى الصحفيين ، خاصة بعد استهداف قوات الإحتلال منذ 7 أكتوبر إلى الآن أكثر من 70 صحفيا ".
واعتبر محدثنا أنّ "اغتيال الصحفيين هو جريمة حرب لأنها تستهدف الإنسان وتحاول طمس وتشويه الحقائق لذلك يمكن القول أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين في قطاع غزة وجنوب لبنان هو جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي والمؤسسات الصحفية الدولية وبالتالي لا يمكن إيقاف هذه الجرائم والانتهاكات إلاّ من خلال :'' أولا تحرك جاد وفاعل من قبل المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والصحفيين وممارسة الضغط على حكومة الاحتلال لوقف حرب الإبادة . ثانيا لا يمكن أيضا إيقاف هذه الجرائم إلا من خلال إجبار العدو على وقف سياسته العدوانية الشاملة والوحشية والخارجة عن القانون الدولي التي تستهدف شعبا آمنا وقضية عادلة ، ثالثا :تحرّك نقابات الصحافة في العالم يمكن لها أن تلعب دورا رئيسيا ومؤثرا لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وتعمل على تنظيم مسيرات احتجاجية وتوجيه مذكرات احتجاجية ومناشدات للمنظمات الدولية والأمم المتحدة ودول العالم لوقف آلة الحرب الإسرائيلية ، فالحرب مازالت تأخذ نهجا وحشيا وتصعيديا يذهب ضحيته المدنيين وعلى الجميع التحرك كل في نطاق عمله بكل قواه المتاحة لوقف العدوان الوحشي الإسرائيلي من جهة وضد استهداف الصحفيين والمدنيين العزل من جهة أخرى".

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115