أيام قرطاج المسرحية 2023: "مي زيادة" تجمع بين واسيني الأعرج وطلال درجاني

"أتمنى أن يأتي بعد موتي من ينصفني"،

استقرت هذه الجملة لمي زيادة في ذهن واسيني الأعرج وأبت أن تغادره إلى حين إنصافها في رواية تحت عنوان " ليالي إيزيس كوبيا... 300 ليلة وليلة في جحيم العصفورية". ومن جهته تلقف المخرج المسرحي اللبناني طلال درجاني هذه الرواية عن الفصل الأخير من سيرة حياة مي زيادة في مستشفى العصفورية للأمراض العقلية ليحوّلها إلى مسرحية بعنوان"مي زيادة، ليالي العصفورية".

 وبدورها لم تفلت أيام قرطاج المسرحية هذا الاقتباس من الرواية للمسرح خاصة إن تعلّق الأمر بحياة امرأة خالدة اسمها "مي زيادة"، فنظمت أمس الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 ندوة بعنوان "مبادئ مسرحة الرواية، قاعدة لحوار فكري جمالي، بين المؤلّف والمخرج والجمهور".

"مي زيادة، ليالي العصفورية" من الرواية للمسرح

عن "نابغة الشرق" مي زيادة، كان اللقاء شيقا عن مسرح يحتفي بمسيرة امرأة مفكرة وحرة انتهى بها الظلم إلى مستشفى المجانين وهي العاقلة التي كان صالونها الأدبي يستضيف أكبر الأدباء والشعراء والمفكرين...

لقد جمع هذا اللقاء الذي أداره الإعلامي التونسي عماد دبور بين أحد أهم أقلام الرواية العربية الدكتور واسيني الأعرج وأحد أعمدة المسرح العربي طلال درجاني للحديث عن مسرحة رواية " ليالي إيزيس كوبيا... 300 ليلة وليلة في جحيم العصفورية".
في صرامة المنهج ودقة المنهجية، تحدث الأكاديمي والمخرج طلال درجاني عن تقنيات الاقتباس للمسرح من الرواية معتبرا أنّ الأمر أشد صعوبة من الاقتباس للسينما وللتلفزيون باعتبار محدودية الزمان والمكان. وقال الدكتور طلال درجاني في مداخلته ما يلي " في الرواية شرايين عديدة، يجب أن يتم اختيار الشريان الذي يجيب عن سبب اختيار المخرج للموضوع فيقوم المخرج بمعالجته دراميّا وفنيا. ومن الشرايين المختارة يتكوّن العرض المسرحي الذي يكون بمنأى عن التزوير وعن الحلول المصطنعة الناتجة عن عدم القدرة على اكتشاف بذور النص والحلول الأصيلة لتخصيبها فكريا وجماليّا وتطوير فكرة الرواية الى فكرة جديدة وفلسفة خاصّة بالمخرج الذي يكتشفها فيكون بذلك الإنسان فنّانا مبدعا وحيّا".
وفي نهاية المطاف أكد طلال درجاني أنّ "مسرحة الرواية امتحان صعب وشيّق في كتابة وتنفيذ عالم ليس له حدود ليصبح من واجب المسرحي أن يضع له ضوابط فنيّة، وهنا تكمن متعة الخلق والإبداع".

"ماريّا كريستي باخوس" في دور ميّ زيادة
بكثير من الحب والشغف، تحدث الروائي الجزائري الشهير واسيني الأعرج عن بداية علاقته القريبة والعميقة بمي زيادة انطلاقا من اصطدامه أثناء تدريسه بجامعة السوربون بباريس على جملة لها تقول فيها:" أتمنى أن يأتي بعد موتي من ينصفني". قال واسيني الأعرج أن هذه القولة اعتبرها وكأنها رسالة مباشرة له ولكل من قرأ لمي زيادة حتى ينصفها ولو بعد موتها. فانطلقت رحلة البحث والاستقصاء في حياة هذه الأديبة انطلاقا من الناصرة مرورا ببيروت وصولا إلى بقايا مستشفى العصفورية للأمراض العقلية.
بعد بحث طويل توّصل واسيني الأعرج إلى أن الحب كان سبب كآبة مي زيادة ومحنة حياتها بسبب تعلقها بابن عمها "جوزيف" الذي سافر إلى وهجرها ثم عاد ليستولي على كل ملكها في مصر... وقد نفى أن تكون قد جمعتها قصة حب مع الأديب جبران خليل جبران والذي كانت الرسائل بينهما لا تتعدى حدود الصداقة حسب قوله.
بعد أن قضى طلال درجاني سنتين في الإعداد الدرامي للنص الروائي، انطلقت تمارين مسرحيّة "ميّ زيادة، ليالي العصفوريّة" من إعداد وإخراج وسينوغرافيا طلال درجاني عن رواية "ليالي إيزيس كوبيا.. 300 ليلة وليلة في جحيم العصفورية" للروائي الشهير واسيني الأعرج.
أما دور البطولة فقد تم إسناده إلى الدكتورة "ماريّا كريستي باخوس" والتي ستلعب دور ميّ زيادة على ركح الخشبة في سرد لسيرة امرأة ظلمها الأقربون إليها واتهموها بالجنون لينصفها أشقاء القلم والأدب والمسرح.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115