لنا في قطاع الصحة اصدق دليل على ذلك. ما حدث مؤخرا و تحديدا بمناسبة ما يصفه البعض «بفضيحتي» اللوالب القلبية و البنج الفاسد يؤكد الفكرة القائلة بذلك. في ظرف زمني وجيز وجدنا أنفسنا نواجه قضيتين من الحجم الكبير و التي من شانها أن تؤثر بشكل مثير على الواقع الصحي في بلادنا تزامن بل تلاحق أزمة اللوالب القلبية المنتهية الصلوحية و ملف البنج الفاسد يطرح ألف تساؤل بخصوص ما حدث و خلفيات هذه المواضيع و من يقف وراءها و ما هي الأسباب العميقة لها و إن صح التعبير من يقف وراءها و «يجني «ثمارها.
تونس ،مثلما وقع التعبير عنه في العديد من المنابر الإعلامية و الحقوقية، استفاقت في الآونة الأخيرة على وقع فضيحتين من العيار الثقيل. كشفت الأبحاث المتواترة في هذا الصدد انه بعد بلوغ العلم بتسجيل استعمال لوالب قلبية تجاوزت مدة صلوحيتها نزل خبر استعمال «البنج الفاسد» نزول الصاعقة و ساهم بشكل مدوي لإبراز مظاهر أزمة خانقة يعاني منها القطاع الصحي في بلادنا منذ مدة و لم يكن ما تم كشفه خلال هذه الصائفة إلا احدى علامتها .
الجميع في انتظار نتائج الأبحاث القضائية المفتوحة في هذا الإطار و التي تولت النيابة العمومية الإذن بها حتى يتسنى الوقوف على طبيعة ما حدث و التكييف القانوني له و المخالفات المرتكبة –إن وجدت- و ما هي الإجراءات التي سوف يقع اتخاذها.
في الأثناء يتواتر الحديث عن كل ذلك في العديد من المجالات مما يبرز علامات واضحة و جلية لازمة خانقة تهز القطاع الصحي ، أزمة قطاعية و هيكلية، أزمة تتعلق بالأساس بالمنظومة الصحية بمجملها وبالمناهج التطبيقية المعتمدة داخلها. المؤشرات عديدة منذ سنوات التي تفيد أن المنظومة الصحية لدينا بلغت (بل تجاوزات) حدودها و طاقتها مما يستوجب القيام دون تأخير أو تردد بعملية مراجعة شاملة لها . هذه...