واقعة الاعتداء على شوقي الطبيب..

هي بمثابة رسالة مضمونة الوصول مفادها استفحال وباء الفساد في ربوعنا. لا نحتاج ان نؤكد على ذلك من جديد طالما أصبح هذا الداء يعايشنا و يمتزج في حياتنا لدرجة انه و تلك هي المعضلة بالكاد نقدر على فصلها عنا. بداية الاسبوع طالت أيادي الفساد الأستاذ شوقي الطبيب بصفته رئيس

الهيئة الوطنية لمقاومة الفساد. وقع النيل من حرمة مسكنه إضافة إلى تهشيم سيارته. أية رسالة افضح من ذلك ؟
رمزية الواقعة من حيث الشخص المستهدف و الطريقة التي تم بها الاعتداء واضحة و جلية و لا تستحق حتى الاستفاضة في الاستدلالات وفي البحث عن المزيد من القرائن الدالة على الجهة المدبرة لمثل هذا الاعتداء. الرمزية تكمن في ان شوقي الطبيب بصفته هو المستهدف. الرجل عبر في العديد من المناسبات و منذ توليه لمنصبه عن العديد من الأشياء التي من شانها أن تشي بشكل جلي بجديته وعزمه على المضي قدما في اتجاه محاولة الكشف على العديد من الملفات المتعلقة بالفساد. من المؤكد أن ما حدث له في الآونة الأخيرة يمثل رجع صدي ملموسا لما صرح به و أعلن عنه. الاعتداء الذي استهدفه يشكل رسالة مشفرة علي حساسية الموضوع وخصوصية مضامينه. هو أيضا دليل علي أن هنالك ملفات فتحتها الهيئة تتضمن أسرار خطرة إضافة إلى أن هنالك أشخاصا معنيين حتما بها . مضمون الرسالة هو كل ذلك.. لكن من الواضح و الجلي أن القيام بأفعال من هذا القبيل دليل أيضا على نوع من الخوف و تعبير عن الارتباك من لدن من يرون أنفسهم مهددين بما تملكه الهيئة ومن خلالها رئيسها.

استهداف شوقي الطبيب يقيم الدليل على ان هنالك خفايا عديدة لو كتب لها أن تري النور سوف تكون فاضحة من جهة المفسدين و منصفة من جهة ضحايا هذه الآفة الفتاكة. هذا الاعتداء يفرض علينا تحديا من نوع خاص متمثلا في ضرورة مواصلة البحث عن الحقيقة و آخر متعلقا بواجب حماية من يمثلنا بشكل مباشر في القيام بذلك.

علينا جميعا هذا الواجب حتى نفسح المجال لترى الحقائق النور و نحمي من يتحمل عبء الطريق للوصول إلى ذلك من الأخطار التي تتهدده و التي كان ما وقع للأستاذ شوقي الطبيب بالأمس احد مظاهرها.. المؤسفة حقا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115