إعمال العقل في تناول الأشياء. في ساعات قليلة و مجنونة يتولى شيطان ادمي خطف طفل الاربع سنوات وهو في اتجاهه صحبة أخته إلى الروضة ثم تكتشف جثة الضحية مذبوحة... تليه مباشرة عملية إيقاف المجرم و تلقي اعترافاته .. ردهة من الزمن مجنونة و تصرخ بعجزنا جميعا علي التفاعل والتعليق والتماسك. جريمة بشعة تلخص أوحش ما في طبيعة البشر. إن صح هذا التعبير والوصف. لنتصور هذه اللحظات العبثية بكل المقاييس : وحش يدبر و يخطط لخطف ملاك صغير من أمام روضة أطفال ، يحمله على دراجته النارية إلى مكان غير بعيد، يعبث بالجسم النحيل ، البرئ قبل أن يتولى ( يا الله) .. ذبحه و إزهاق روحه. إذا زلزلت الأرض زلزالها... جريمة ليست كالجرائم. مطلقا. إنها فعلة تخرج عن الزمن والمنطق والكلام.
سوف يقال الكثير والكثير حول ذلك ولمحاولة إيجاد و لو تبرير واحد من شانه أن يقارب المنطق للتعليق علي ما حدث، الاضطراب النفسي، الانتقام أو دوافع أخري من قبيل الطقوس الشيطانية لاكتشاف الكنوز وغيرها مما يمكن لأحد أن يتخيله. كلام مغدور كل ذلك، لا يقدم ولا يؤخر لان الفعلة لا توصف ....
يقبع اليوم المجرم في مكان إيقافه ينتظر قول القانون فيه. وماذا عسى القانون أن يقول؟ الإعدام؟ ثم ماذا؟ في الأثناء سيتحدث و يتكلم....