الإنسان الحيوان...

ماذا يمكن إضافته لوصف ما حدث؟ أي تعليق يجوز تقديمه والأمر فاضح و فظيع بهذا الشكل. لا مكان للموضوعية و لا حتى لمحاولة تفكيك الرموز. ما حدث بالأمس وهذا الخبر الجهنمي و الجنوني و كل الأوصاف الرهيبة تجوز في مثل هذه الحالة ينزع عنا أي قدرة علي محاولة

إعمال العقل في تناول الأشياء. في ساعات قليلة و مجنونة يتولى شيطان ادمي خطف طفل الاربع سنوات وهو في اتجاهه صحبة أخته إلى الروضة ثم تكتشف جثة الضحية مذبوحة... تليه مباشرة عملية إيقاف المجرم و تلقي اعترافاته .. ردهة من الزمن مجنونة و تصرخ بعجزنا جميعا علي التفاعل والتعليق والتماسك. جريمة بشعة تلخص أوحش ما في طبيعة البشر. إن صح هذا التعبير والوصف. لنتصور هذه اللحظات العبثية بكل المقاييس : وحش يدبر و يخطط لخطف ملاك صغير من أمام روضة أطفال ، يحمله على دراجته النارية إلى مكان غير بعيد، يعبث بالجسم النحيل ، البرئ قبل أن يتولى ( يا الله) .. ذبحه و إزهاق روحه. إذا زلزلت الأرض زلزالها... جريمة ليست كالجرائم. مطلقا. إنها فعلة تخرج عن الزمن والمنطق والكلام.

سوف يقال الكثير والكثير حول ذلك ولمحاولة إيجاد و لو تبرير واحد من شانه أن يقارب المنطق للتعليق علي ما حدث، الاضطراب النفسي، الانتقام أو دوافع أخري من قبيل الطقوس الشيطانية لاكتشاف الكنوز وغيرها مما يمكن لأحد أن يتخيله. كلام مغدور كل ذلك، لا يقدم ولا يؤخر لان الفعلة لا توصف ....

يقبع اليوم المجرم في مكان إيقافه ينتظر قول القانون فيه. وماذا عسى القانون أن يقول؟ الإعدام؟ ثم ماذا؟ في الأثناء سيتحدث و يتكلم....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115