تواجد نجل القذافي سيف الإسلام للقبض عليه بطلب من النائب العام في طرابلس، وكشفت وسائل إعلام غربية في وجود ضغط من الكرملين على المشير حفتر قصد قبول صيغة تحالف قوي لا يهزم مع سيف الإسلام، وأضافت في هذا الإطار أنّ فلاديمير بوتين لن ينسى الطريقة التي أزيح بها معمر القذافي من المشهد.
وكان سبر للآراء أجري مؤخّرا في طرابلس حول حظوظ شخصيات معينة في الانتخابات الرئاسية تصدر فيه فتحي باشاغا النتائج وجاء بعده سيف الإسلام ثم جاء ثالثا حفتر. للتذكير فإنّ التوتّر بين القائد العام للجيش خليفة حفتر ورئيس الحكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي بوصفه حاملا لصفة القائد الأعلى للجيش جاء على خلفية استفزاز حفتر لسلطات طرابلس لدى قوله في خطاب بمناسبة إحياء الذكرى الحادية والثمانين لتأسيس الجيش الليبي، بأنه لا سلطة لحكومة الوحدة الوطنية والرئاسي على الجيش وان الجيش لن يخضع الى تلك السلطة...استفزاز ردّ عليه محمد المنفي رئيس الرئاسي عبر بيان شديد اللهجة بمنع تشكيل أي وحدة عسكرية أو تحريك قوة أو منح ترقيات إلا من طرف المجلس الرئاسي مجتمعا ..
ولم يقع تجاوز هذا التوتر إلا بعد زيارة المبعوث الأمريكي الخاص لدى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند الذي التقى مع حفتر ومسؤولين مصريين بحضور رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل...لقاء نورلاند لم يخل مما يمكن وصفه بالمغازلة الأمريكية لحفتر إذ أثنى نورلاند على جهود حفتر في محاربة الإرهاب وتوحيد الجيش.وكان المقابل لهذا الثناء والغزل مرونة من حفتر لتسهيل تمرير قاعدة دستورية واعتماد الميزانية العامة للدولة للعام الجاري.
إشكالية التوافق على قاعدة دستورية
وقد بلغ الحراك الدولي ذروته حيث تعددت زيارات الوفود الدبلوماسية على العواصم المؤثرة مثل القاهرة روما وباريس والجزائر وتونس إضافة إلى عدة لقاءات مع الأطراف الليبية القوية في شرق ليبيا و غربها من اجل التوافق على قاعدة قانونية للانتخابات للتذكير فقد فشل ملتقى الحوار السياسي عند اجتماعه الافتراضي الأربعاء الفارط في التوافق على مقترح من جملة أربعة مقترحات للقاعدة الدستورية رفعتها اللجنة الدستورية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي.
علما بأنّ أحد المقترحات المعروضة تحدث عن انتخاب رئيس للدولة بصفة غير مباشرة أي أن ينتخب البرلمان الرئيس...فيما تحدث مقترح آخر من المقترحات الواردة على ترحيل الاستفتاء إلى ما بعد الانتخابات العامة ومنع من تعلقت بهم أحكام وقضايا من الترشح وهذا يقصي نجل القذافي سيف الإسلام القذافي.
وقد انتهى اجتماع عقده ملتقى الحوار السياسي الليبي دون التوصّل إلى اتفاق نهائي بشأن الأسس الدستورية التي سيتمّ على أساسها تنظيم انتخابات في نهاية العام الجاري.وناقش المشاركون خلال الاجتماع الذي عُقد الأربعاء أربعة مقترحات لم يتم الكشف عن مضمونها، تمهيداً للتوصل إلى التوافق حول «قاعدة دستورية» منظمة للانتخابات التشريعية والرئاسية
المرتقبة في ديسمبر.
وأوضحت بعثة الأمم المتحدة في بيان نشرته أن المشاركين «قدموا العديد من الاقتراحات بشأن المضمون والإجراءات وبشأن خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي».كما تعهدوا بـ«مواصلة المشاورات بما في ذلك مع الأطراف السياسية الفاعلة وغيرها من الأطراف المعنية، بهدف التحضير لاجتماع الملتقى المقبل والحلول التوفيقية الممكنة».ولم يحدد موعد الاجتماع المقبل الذي تعتزم الأمم المتحدة عقده في القريب العاجل لاتخاذ قرارات نهائية بشأن المسائل الخلافية البالغة الأهمية، ما يمكن من إجراء الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر، بحسب البيان.
وأشار منسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ريزدون زينينغا في كلمة في الجلسة الختامية، إلى أن مسؤولية وضع اللمسات الأخيرة على القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات تقع على عاتق أعضاء الملتقى.وأضاف «الأمم المتحدة وشركاء ليبيا الدوليين مستعدون لدعمكم ومساعدتكم، بما في ذلك تقديم مقترحات حول كيفية التوصل إلى حل وسط معقول يعمل على ردم هوة الاختلافات بين جميع الأطراف».
وعقد الاجتماع بعد شهر ونصف الشهر من فشل الجلسة الأخيرة التي عقدت في جنيف بحضور 75 شخصية من الأطياف كافة، في الاتفاق على آلية «دستورية» لإجراء انتخابات يدعم المجتمع الدولي تنظيمها في موعدها.
وبعد انتهاء العمليات العسكرية، تمّ التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار في نهاية أكتوبر. وأعقب ذلك توافق الفرقاء الليبيين في جنيف على خارطة طريق أدت إلى اختيار سلطة سياسية موحدة «مؤقتا» تحضّر للانتخابات.ويتعيّن على أعضاء ملتقى الحوار- في ظل عدم وجود دستور في ليبيا، إذ ألغى الزعيم الراحل معمر القذافي قد ألغى دستور البلاد لدى وصوله إلى السلطة عام 1969 - وضع إطار دستوري لهذه الآلية.