فقد استهدفت صواريخ قاعدة عين الأسد يوم أمس والتي تضم قوات أمريكية في الأنبار بغرب العراق.
وأكد البابا فرنسيس إنه ذاهب إلى العراق، الذي لم يتمكن البابا الراحل يوحنا بولس من التوجه إليه عام 2000، لأنه «لا يمكن خذلان الناس مرة ثانية». ودعا البابا فرنسيس، إلى الصلاة والدعاء حتى تتم الزيارة «بأفضل طريقة ممكنة وتحقق الثمار المرجوة». ومن المقرر ان تضم جولة البابا مدينة الموصل المعقل السابق لتنظيم داعش الارهابي .
وتحمل هذه الزيارة رمزية كبيرة بالنظر الى الثقل الذي يمثله هذا البلد المتنوع ومتعدد الطوائف والأديان والاثنيات، ولكن بدل أن يكون نموذجا لحوار الحضارات والأديان، غرق في أتون الصراعات الخارجية والإقليمية .
وتأتي زيارة البابا في وقت يتخبط فيه العراق في جملة من الصعوبات الأمنية والأزمات السياسية والمعيشية الحادة تزايدت في الآونة الأخيرة التي فاضافة الى استهداف قاعدة عين الأسد، عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور رتل شاحنات تحمل معدات لوجستية لقوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في محافظة الديوانية.
أية دلالات
وقال الباحث والمحلل السياسي العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب» بأن زيارة البابا المقررة منذ أكثر من عام تأتي في سياق حوار الأديان والتقارب بينها لما يمثله البابا من رمزية دينية للديانة المسيحية وما يمثله السيد علي السيستاني من رمزية دينية لدى الشيعة المعتدلين» . وأضاف بالقول: «اعتقد أن للزيارة أهداف أخرى لدى البابا من بينها ما عبّر عنه سابقا من رغبته في زيارة مدينة اور التاريخية لما لها من بعد ديني مرتبط بالنبي ابراهيم (ع) ونشأته وبدايات دعوته التوحيدية.
وعن الرسائل التي تحملها ضربة عين الأسد اكد الباحث والمحلل السياسي العراقي انها جاءت كرد على القصف الأمريكي ليلة 25 فيفري لموقع تابع لجماعات مسلحة موالية لإيران والتي كانت بدورها ردا على استهداف مركبات شحن يستخدمها الجيش الأمريكي لتمويل قطعاته المتواجدة بالمؤن في قاعدة عين الأسد وغيرها
وتابع بالقول:«اذن هي ضربات متبادلة بين أمريكا وإيران على الأرض العراقية وهذه الأعمال لن تتوقف في القريب العاجل مالم يحدث احد أمرين:
الأول حسم موضوع الملف النووي الإيراني وإنهاء حالة الصراع الساخن مع إيران بطريقة دبلوماسية سيكون موضوع تأمين سلامة القوات الأمريكية في العراق أحد مفرداتها
والثاني: مواجهة مباشرة بين القوات الأمنية العراقية ومعها قوات التحالف مع الفصائل المسلحة لحصر السلاح بيد الدولة وإنهاء حالة تحدي الدولة التي تمارسها هذه الفصائل». وقال الخصاف انه لا يمكن ترجيح أحد الإحتمالين حاليا، فليس بوسع الإدارة الأمريكية العودة غير المشروطة للاتفاق النووي مع إيران بصيغته السابقة والتخلي عما كسبته إدارة ترامب».
ويرى محدثنا بان إدارة بايدن قد تبدو أكثر مرونة بشأن امكانية العودة للاتفاق النووي مع إيران من الإدارة السابقة لكن هذه العودة مشروطة بقبول إيران المساهمة الفاعلة في تحقيق مستوى مقبول من الاستقرار الأمني في المنطقة بما فيها العراق.
أهم التحديات
اما عن أبرز التحديات التي تواجه الحكومة والدولة العراقية فيقول الخصاف بأنه تحدي وجود فصائل مسلحة خارج إطار الدولة في الوقت الذي تنشغل فيه القوات الأمنية بمحاربة داعش الإرهابي . وأضاف: «ان وجود هذه الفصائل يجعل من الصعب على اية حكومة عراقية تحقيق استقرار أمني واجتماعي وحتى صعوبة تحقيق استقرار اقتصادي لما لهذه الفصائل من اذرع سياسية واقتصادية تؤثر على أية إجراءات وقرارات يمكن أن تتخذها الحكومة بما يتعارض مع ارادة هذه الفصائل المسلحة ومن يقف خلفها».
وتوجه واشنطن أصابع الاتهام لفصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران بالوقوف وراء هذه الهجمات على القواعد التي ينتشر فيها الجنود الأمريكيون في العراق. فهذا الهجوم ليس الأول من نوعه بل سبقه 28 هجوما خلال الشهرين الماضيين. والمعلوم ان بلاد الرافدين تضم نحو 3000 جندي من قوات التحالف الدولي من بينهم 2500 جندي أمريكي بتعلة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي في البلاد. وقد رفعت عديد القوى والأحزاب السياسية العراقية صوتها مطالبة برحيل القوات الأمريكية وقد استجاب البرلمان لذلك في قرار صدر يوم 5 جانفي من العام الماضي .