الإفتتاحية
تشيع اليوم تونس رئيسها إلى مثواه الأخير..
تشيعه في صورة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين حماسة : خشوع وحزن وشموخ رأس واعتزاز بالبلاد وبانسيابية عمل المؤسسات فيها ..
بعد أن تأكدت رئاسة راشد الغنوشي لقائمة تونس الأولى لحركة النهضة وبعد محاولات رأب الصدع الأخيرة بارضاءات
غادرنا صباح يوم أمس الباجي قائد السبسي ،أول رئيس جمهورية منتخب مباشرة من الشعب
هل نحن من الّذين يؤمنون بالتداول على المناصب؟ وهل نعمل بالفعل ،على ترسيخ هذا المبدإ في مؤسساتنا وهياكلنا وسائر الفضاءات
كتب الفلاسفة كثيرا منذ أفلاطون وخاصة أرسطو عن أشكال الحكم ومن بينها الاستبداد (le despotisme) والطغيان (la tyrannie)
بم عساها ستحتفظ كتب التاريخ عن هذه الخماسية بكل مؤسساتها وممارساتها السياسية ؟ ما هي المهازل والمآسي الأكثر والأخطر أثرا ؟
من المهمّ أن نتابع تصريحات الفاعلين السياسيين وتدويناتهم على صفحات الفايسبوك في هذا السياق الانتخابي حيث صار التنافس على أشدّه بين الخصوم،
عاشت تونس السياسية خلال يوم أمس على وقع سؤال واحد : هل يختم أم لا يختم ؟ والمعنى واضح هل يختم رئيس الدولة
لاشكّ أنّ استشراء ثقافة المواطنة وارتفاع الأصوات المطالبة بتجسيد المساواة على أرض الواقع قد حفّز فئة من التونسيات على
أربعة أيام تفصلنا عن أسبوع تقديم الترشحات للانتخابات التشريعية القادمة ورغم الغموض الذي مازال يلف العملية من حيث ختم التعديلات