خاص: رئيس الحكومة الأسبق المهدي جمعة لـ«المغرب» «قررت الدخول إلى الحياة السياسية بمحتوى واقعي وطريقة مختلفة عمّا هو موجود»

• ممارسة السياسة لا تكون عبر بيع الأوهام والوعود بل ببرامج واقعية
بعد غياب لقرابة السنتين، اختار المهدي جمعة رئيس الحكومة الأسبق العودة إلى النشاط عبر «تونس البدائل» ورغم حصوله على الترخيص القانوني منذ أشهر، مازال يطبخ على نار هادئة بعيدا عن أعين الجميع وعن التصريحات الإعلامية، المشروع هو عبارة عن

جمعية وبالأحرى عن مركز تفكير وسيحافظ على ذات الصبغة لكنه سيكون الخطوة الأولى وغير المباشرة لجمعة نحو الحياة السياسية بلباس مختلف، ورغم تأكيدات رئيس الحكومة الأسبق على أنه لن يؤسس حزبا جديدا، إلا أنه قرر في الأخير الدخول إلى الحياة السياسية ولكن بمحتوى واقعي ميداني ورؤية مختلفة عما موجود بعيدا عن الوعود والأوهام وتحت قاعدة « الأفعال تسبق الأقوال».

أكد رئيس الحكومة الأسبق المهدي جمعة لـ»المغرب» أن مشروع «تونس البدائل» قدّ تمّ انجازه عبر مراحل، الحصول على الإطار القانوني للمشروع كي تكون هناك شفافية كاملة ثمّ مرحلة الانتدابات، وهو يضمّ إضافة إلى عدد كبير من فريقه الوزاري عديد الشخصيات، وحاليا دخل المشروع مرحلة الهيكلة، مشيرا إلى أنه يرفض الخروج إلى الإعلام دون وجود محتوى، فمشروع «تونس البدائل» سيكون مشروعا مختلفا عن الموجود من حيث الهيكلة والبرامج، وهذا يتطلب بعض الوقت وبالتالي فإنه سيتم إعطاء المشروع الوقت الضروري لذلك، ومن المنتظر أن يخرج للرأي العام في الفترات القليلة القادمة.

«الأفعال تسبق الكلام»
المهدي جمعة أوضح أيضا أن الجمعية بصدد الاشتغال، وهناك دراسات على جميع المستويات، الأمني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والعلاقات الخارجية، وهناك فرق مختصة لذلك وخاصة في المجال الاقتصادي بالنظر إلى صعوبة وتردي الوضع الاقتصادي في البلاد، مشددا على أن حكومته من أكثر الحكومات التي أتت بالإصلاحات والتصورات الاقتصادية، والجمعية حاليا بصدد مواكبة التطورات حتى في المجال المالي، وفريق «تونس البدائل» يعمل بقاعدة «الأفعال تسبق الكلام» ذلك أن الموجود حاليا في الساحة بين تقديم الوعود والكلام الفضفاض والأرقام الخاطئة وكل طرف يسحب البساط إليه، تسعى المؤسسة إلى أن تكون على خط وتوجه واحد بعيدا عن الوعود والأقوال، وكل هذه المسائل سيتم توضيحها للرأي العام وفي الوقت المناسب.
رئيس الحكومة الأسبق أفاد أن المشروع يضمّ مجموعة من الأقطاب وهي تشتغل انطلاقا من الرؤية العامة للبلاد ثمّ الرؤية القطاعية، وفي كل رؤية هناك توجهات تشتغل عليها هذه الأقطاب انطلاقا من الواقع والعمل الميداني، مشيرا إلى أن مراكز التفكير والبحث موجودة في كل مكان لكن فريق مشروعه يسعى إلى الخروج بسياسات عامة في علاقة بالواقع ذات بعد استراتيجي وتطبيقي ومؤسساتي وميداني وواقعي، فالبلاد تفتقر لمثل هذه السياسات ومن هذا المنطلق يبرز دور مؤسسة «تونس البدائل» التي هي بصدد التكوين عبر مراحل بعيدا عن الهرولة والتسرع مثلما هو موجود حاليا والمتتبع للوضع الحالي يلاحظ إلى أين وصلت البلاد خلال سنة ونصف في ظلّ التراجع المطرد لكل المؤشرات، فالمشروع سيكون بمثابة المركز للسياسات العامة، متعدد الاختصاصات ومنفتح على كل الطاقات التونسية للعمل على برامج ومبادرات إصلاحية واضحة وواقعية.

«المهدي جمعة داخل للسياسة.. وعدت مع عائلتي من أجل ذلك»
وعن مستقبله السياسي والنية لتكوين حزب سياسي، قال المهدي جمعة إن دخوله للحياة السياسية تعدى مرحلة النية إلى القرار، قائلا «قررت الدخول إلى الحياة السياسية وعدت أنا وعائلتي إلى تونس من أجل ذلك وسيتم الإعلان عن كيفية دخوله هذا المجال في الوقت المناسب «، مؤكدا أنه طالما يلاحظ أن البلاد تسير في طريق خاطئ فلا حلّ أمامه إلا الدخول في المجال السياسي أي أن اتخاذه لهذا القرار كان فقط من أجل البلاد. وفيما يتعلق بعلاقة دخوله الحياة السياسية بمشروع «تونس البدائل»، بين جمعة أن «تونس البدائل» سيحافظ على صبغته الحالية، في شكل جمعية، ستعمل على إعداد تصورات ورؤى واستثماره في هذا المشروع يعدّ طريقة مختلفة للدخول إلى السياسة، فهو يرفض الدخول في هذا المجال بالوعود والأقوال والأوهام وأن هذا المشروع سيمكنه من بناء المحتوى على عكس ما هو سائد، فهو في ذات الوقت يخدم شخصه وكذلك البلاد، ومن أجل ذلك فإن بناءه يستدعي بعض الوقت، فالهدف هو الوصول إلى بناء مشروع واقعي ميداني jنبثق منه مجموعة من الرؤى والسياسات العامة، فالشخص الذي يريد ممارسة السياسة بيدين فارغتين وعبر يبع الأوهام والخطابات الرنانة والسبّ والشتم، فالسياسة ليست مجاله حسب قوله لأن من فمن يريد دخول هذا المجال يجب أن يكون عبر محتوى ورؤية واضحة للمستقبل وبرامج واقعية تنطلق من الميدان ولو أنها لا تخدمه انتخابيا لكنها على الأقلّ ستخدم البلاد، فالبناء يجب أن يكون على قاعدة صحيحة بعيدا عن الأوهام، وهذه المقاربة هي التي تمّ اعتمادها مع مشروع «تونس البدائل»، فالمهدي جمعة داخل للسياسة، وراجع إليها وستكون له رؤية ومشروع للبلاد بطريقة مختلفة عما هو موجود، طريقة نزيهة مع البلاد وبعيدة عن جلب الانتباه والهدف هو البناء فقط، وسيتم توضيح هذه الطريقة عبر مراحل.

3 حكومات في ظرف سنة ونصف
وعن وضعية البلاد، أكد جمعة أن الحكومة الحالية هي الثالثة في ظرف سنة ونصف، وهذا ليس في صالح البلاد، ولكن المطلوب في الوقت الحاضر هو الصدق وضمان ثقة التونسيين، فالصدق والثقة هما السبيل الوحيد لنجاح الحكومة، مشيرا إلى أنه لا مجال لتواصل ذات المنظومة أي تغيير الحكومات، مهما كانت الأعذار والتفسيرات، فحاليا لا بدّ من النجاح والوصول بالبلاد إلى برّ الأمان، فكل التونسيين ينتظرون ذلك.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115