ويتوقف الفيلم عند مجموعة موسيقية نسائية، تؤدي خاصة أغان تقليدية، تنفرد بها المنطقة عن غيرها. وهو فن قائم بذاته، قررت المخرجة تسليط الضوء عليه سينمائيا، بحكم ما سجلته من حيف فني ممارس بحق هؤلاء النساء..
فهن لا يعتبرن في عرف الناس موسيقيات، رغم أنهن يمارسن هذه المهنة منذ عقود، شخصية فاطمة كمثال. وأرادت بن سلامة بهذا العمل تكريمهن أيضا.
وتصارع فاطمة وأفراد مجموعتها الزمن من أجل ضمان قوت يومهن عبر هذا العمل الموسيقي، الذي لا غنى عنه في الأعراس المحلية بمنطقة مهدية بجنوب العاصمة تونس. فإضافة إلى الموسيقى، يمارس هؤلاء النسوة في فصل الشتاء أعمالا فلاحية.
. وعن فيلمها تقول المخرجة في تصريحها "لقرنسا 24" "كان هدفي كما في الفيلم الأول منحهن صوتا وموقعا لكي تسمع موسيقاهن. والماشطات -لا أدري إن كنت تعلم ذلك- حضورهن ضروري في الأعراس بمنطقة المهدية، ولا يمكن إحياء حفل زفاف بدون وجودهن. صحيح، في المناطق التونسية الأخرى، يمكن أن يكون الأمر مختلفا، هناك موسيقى وتقاليد أخرى. لكن في المهدية هذا تقليد معمول به ولا يمكن تنظيم عرس من الأعراس التقليدية بغياب هذه الفرق الموسيقية من الماشطات. هؤلاء يشتغلن في فصل الشتاء بالحقول وفي الصيف ينشطون الأعراس. يستخدمن في موسيقاهن الدربوكة والبندير. لكن الناس يرون أنهن لسن موسيقيات، علما أن الكل يعرف أنهن يعزفن ويغنين.