مركز تقديم تاريخ و معالم مدينة تونس يحيي اليوم العالمي لإلغاء الرّق: «ما مدى تحرّر تونس من الميز العنصري بين القانوني والواقعي؟

«الناس يولدون أحرارا، ولكنهم يُستعبَدون أينما ذهبوا»... ولئن ولى عهد العبودية في أشكاله القديمة فإن أحرار العالم يناضلون من أجل القضاء

على أشكال الرّق المعاصرة على غرار الاتجار بالأشخاص والاستغلال الجنسي والتجنيد القسري للأطفال ... في هذا السياق يتنزل الاحتفاء باليوم العالمي لإلغاء الرق الموافق ليوم 2 ديسمبر من كل عام حيث صدرت اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الاتجار بالأشخاص وعدم استغلال الغير في البغاء في 2 ديسمبر 1949.
تحت إشراف وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية ينظم، اليوم، مركز تقديم تاريخ ومعالم مدينة تونس بالاشتراك مع كلية 9 أفريل والمعهد العالي لمهن التراث حلقة علمية بمناسبة اليوم العالمي لإلغاء الرّق.
وثائق تاريخية ومداخلات علمية
في سير العظماء وكتب الخالدين ، حفظ التاريخ اسم «أحمد باشا باي» الذي اتخذ قرارا جريئا وتاريخيا سنة 1846 بإلغاء الرّق في تونس مستبقا ظهور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وفي إحياء اليوم العالمي لإلغاء الرّق يحتضن، اليوم، مركز تقديم تاريخ ومعالم مدينة تونس حلقة حوار ونقاش يؤثثها طلبة المعهد العالي لمهن التراث وكلية 9 أفريل بإشراف أساتذة جامعيين على غرار مراد يعقوب وعفاف الهلالي حول أشكال العبودية ومظاهرها...
عن مضمون هذا اللقاء العلمي وفقراته، أفادت محافظة مركز تقديم تاريخ ومعالم مدينة تونس ثريا العامري في تصريح لـ«المغرب» بأنه سيتم تنزيل إلغاء الرّق في إطاره التاريخي وسياقه العالمي في جولة على عواصم العالم قصد التعريج على أهم أشكال العبودية التي نصت اليونسكو على مناهضتها... إلى جانب عرض وثائق تاريخية مهمة تؤرخ لمسار تحرير العبيد عبر مراحل التاريخ.
تونس رائدة في إلغاء الرّق ولكن ... !
لن تكتفي هذه الحلقة العلمية باستعراض محطات مفصلية في تاريخ البشرية وتعريف الطلبة بمختلف مظاهر العبودية عبر فترات التاريخ بل ستكون منطلقا لطرح التساؤل وحافزا للتدقيق والبحث... فبالرغم من مرور 174 سنة بالتمام والكمال على ريادة تونس في إلغاء الرّق ورغم إشادة اليونسكو والعالم بهذا القرار الإنساني السابق لعصره وأوانه وتسجيله رسميا في «ذاكرة العالم»، لازالت المدينة العتيقة بتونس العاصمة على سبيل المثال تحمل تسميات «عنصرية» على قرار «زنقة العبيد» و«نهج الزنجي» و»نهج الوصفان»... وقد أفادت ثريا العامري أن العبرة من حلقة النقاش التي يحتضنها مركز تقديم تاريخ ومعالم مدينة تونس هي حث الطلبة والباحثين على طرح السؤال التالي:» ما مدى تحرّر تونس من العبودية ومن الميز العنصري ما بين القانوني والواقعي؟ وما جدوى اعتماد مثل هذه اللافتات التي تحيل إلى مضامين «عنصرية» وتونس كانت السبّاقة في منع الاتجار بالبشر منذ عشرات العقود ومئات السنوات ؟
في العصر الحديث لم يعد الرق مقتضيا وجود سوق للنخاسة بل توثق التقارير الدولية استمرار وجود الأشكال القديمة من الرق المجسدة في المعتقدات والأعراف التقليدية وتسجيل حالات ميز عنصري ضد الأقليات والتشغيل القسري للعمال المهاجرين وللأطفال... كما يتخذ الاتجار بالبشر مظاهر كثيرة في عصرنا الحالي. فبالرغم من القوانين والاتفاقيات لم ينته استغلال الإنسان لأخيه الإنسان... و«عندما نلغى الجوع سنلغي في نفس الوقت عبودية الإنسان للإنسان».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115