السجاد الأحمر سرق الأضواء من الأفلام: مهرجان الجونة السينمائي.. هل ينتصر حقا إلى السينما ؟

من المعتاد أن يكون مرور النجمات والنجوم على السجاد الأحمر في حفلات افتتاح المهرجانات السينمائية محور اهتمام عدسات الكاميرات ويثير فضول عدد من الجمهور،

لكن دون أن يسحب هذا السجاد الأحمر البساط من تحت أقدام الفن السابع. إلا أن مهرجان الجونة السينمائي حاد عن هذه القاعدة وغلب عليه هوس السجاد الأحمر على حساب متابعة الأفلام ومناقشة قضايا السينما... وهو ما يؤكد أن قوة المال لا تصنع لوحدها مهرجانا ناجحا ومؤثرا.
سنة 2017، تم تأسيس مهرجان الجونة السينمائي بمصر على يد رجل الأعمال نجيب ساويرس. وقد تحدّى المهرجان تهديدات الكورونا معلنا عن تنظيم دورته الرابعة مع احترام الإجراءات الصحية تحت شعار «الإنسان والحلم» في الفترة الممتدة من 23 أكتوبر الجاري إلى غاية اليوم السبت 31 أكتوبر 2020.

بهرج السجاد الأحمر يطفئ شاشة الأفلام
في جلّ مهرجانات العالم أصبح السجاد الأحمر برتوكولا أساسيا في حفلات الافتتاح والاختتام لكن دون أن يفرغ هذه المناسبات الثقافية من محتواها و يجرّدها من مغزاها... أما في مهرجان الجونة السينمائي فقد حدث العكس، فلم يرفع السجاد الأحمر طيلة أيام المهرجان. وفي كل يوم ترفل الفنانات على وجه الخصوص في أزياء جديدة، مستعرضات إطلالتهن المختلفة وفساتينهن الثمينة... حتى هزمت صور الفساتين أخبار الأفلام ، وطغت كواليس السجاد الأحمر على محتوى برمجة المهرجان! 

بالرغم من أن القائمين على مهرجان الجونة السينمائي اجتهدوا في أن تكون العروض الأولى لأفلام جديدة وشهيرة موجودة على شاشة المهرجان في دورته الرابعة بعد أن أحدثت الصدى الكبير في مهرجانات مرموقة على غرار مهرجان برلين ومهرجان كان... فإن هذا الإنجاز ذهب سدى في ظل سيطرة استعراض السجاد الأحمر على متابعة الأفلام .
وإن كان بهرج السجاد الأحمر المبالغ فيه من هنات دورته الرابعة، فمن سقطات مهرجان الجونة تكريم الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو في حفل افتتاحه بعد أن أثارت دعوته للمهرجان الجدل بسبب مواقفه الداعمة لإسرائيل بالرغم من رفض مئات السينمائيين والمثقفين وشخصيات المجتمع المدني في بيان لهم لهذا التكريم وتنديدهم بكافة أشكال التطبيع أو المساندة لكل من يدعم العدو الصهيوني.

يبدو أن مهرجان الجونة السينمائي سقط في فخ الأضواء وأسر السجاد الأحمر على حساب مبدإ تأسيسه وغاية انبعاثه وهي إعلاء راية السينما ونشر قيم الفن السابع... فهل يراجع القائمون عليه حساباتهم ويعيدون ترتيب أوراقهم قبل فوات الأوان؟

تونس تفتتح المهرجان سينمائيا وتختتمه موسيقيا
لم يحظ حدث افتتاح فلم «الرجل الذي باع ظهره» لمهرجان الجونة السينمائي بكثير من الاهتمام بالرغم من أن هذا الفلم قدم إلى مصر بعد نجاحات وتتويجات في مهرجانات عالمية. في فلم «الرجل الذي باع ظهره» اختارت المخرجة التونسية كوثر بن هنية تسليط الضوء على القضية السورية عبر السرد السينمائي لحكاية لاجئ سوري في بيروت يدعى «سام علي» يعيش في بؤس وشقاء مما جعله يرتاد المعارض الفنية ليقتات على غنيمة حلويات ومشروبات التدشين والاستقبال... إلى أن ابتسم له الحظ صدفة فالتقى بفنان أمريكي انتشله من الهامش ليدخله إلى عالم الشهرة والأضواء بعد أن ساعده في السفر إلى أوروبا. وكان قيام بطل الفلم بنقش تأشيرة «شينغن» على ظهره بعد هربه من وطنه سوريا سببا في جعله مطلوبا في المعارض والفضاءات الثقافية لعرض ظهره كلوحة يشاهدها الناس! فهل سينسي «الرجل الذي باع ظهره» حبيبته وهو الذي كان حلمه الحصول على تأشيرة «شينغن» أملا في اللحاق بها إلى باريس ؟
وإن كان افتتاح مهرجان الجونة السينمائي بتوقيع المخرجة التونسية كوثر بن هنية ، فإن اختتام المهرجان كذلك سيكون بإمضاء الفنانة التونسية آمال المثلولي لتشدو بأغني ألبومها الجديد»يوميات تونس» والذي يضم 18 أغنية. وقد حققت أمال المثلولي شهرة واسعة بعد الثورة التونسية بفضل أغنيتها «كلمتي حرة» وقد أدتها في احتفالية جائزة نوبل للسلام التي فازت بها تونس سنة 2015.

جوائز للسينما التونسية في «منصة الجونة»
على هامش دورتها الرابعة، أعلنت منصة الجونة السينمائية عن جوائزها وهي التي تهدف إلى «خلق مساحة إبداعية للأفراد والأسواق السينمائية ودعم السينمائيين العرب لتطوير مشاريعهم في مرحلة التطوير واستكمال أفلامهم في مرحلة ما بعد الإنتاج».
وقد كان للسينما التونسية نصيب من جوائز منصة الجونة، إذ فاز فلم «ستريمز» للمخرج مهدي هميلي بجائزة قدرها 10 آلاف دولار أمريكي، كما حصد الفلم التونسي «قربان» للمخرج نجيب بلحاج على جائزة قيمتها أيضا  10 آلاف دولار أمريكي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115