«افروديت» الفكرة الحلم باتت حقيقة لتكون في تونس اول قرية ثقافية متنقلة تعتمد على الخيام والترحال لتقديم تكوين فني لأطفال الداخل وأطفال المناطق المحرومة من الفعل الثقافي في اطار شعار «الثقافة للجميع وفي كل مكان».
«افروديت» المشروع المختلف والفكرة المتمردة والخارجة عن السائد ستفتتح اول اعمالها في قرية حدودية لتقدم لأطفالها باقة من الورشات التكوينية وافروديت هي لبنة اخرى يرسيها المسرحي بلال علوي ليحقق فكرة اللامركزية الثقافية في ربوع ولاية القصرين.
افروديت: اول قرية ثقافية متنقلة
هم ملح الأرض فكرها وساعدها، عشقوا الارض والفن واختاروا ان يكونوا صوت الحياة والحلم في قراهم ومدنهم، ولأنّ الثقافة عنوان للحياة ستنصب الخيام لتكون فضاء للإبداع وتحتضن احلام الاطفال وتلويناتهم الجميلة لتقدمها الى الجمهور، بعد «فينوس» اول فضاء ثقافي خاص في مدينة ماجل بلعباس الحدودية هاهي شقيقتها «افروديت» تحضر بثقل جمالها وهوسها بالحياة وتنزل الى قرية حدودية لتحط فيها وتكون في شكل اول قرية ثقافية متنقلة، قرية ثقافية اساسها التكوين تحمل اسم ربّة الجمال لينشر القائمون عليها تباشير الجمال على مواطنين يفتقرون الى الثقافة، اليهم يتنقلون ليحملوا مشروعا ثقافيا مختلفا يكونون عماده واساس الحلم فيه.
«افروديت» اول قرية ثقافية متنقلة سترى النور في 20اكتوبر 2019، وهو مشروع للمسرحي بلال علوي سينجز اولا في قرية «الصخيرات» من معتمدية ماجل بلعباس من ولاية القصرين و»الصخيرات» تجمع سكني يقع على الحدود التونسية الجزائرية، حذو المدرسة ستنصب الخيام لتعلو راية الثقافة والإبداع و الورشات الفنية لأطفال مع معلمين متعطشين للفنون قبل ان ترتحل الخيام وقافلة الفن تلك الى قرية اخرى تحت شعار «الثقافة للجميع وفي كل مكان» الذي يرفعه المسرحي بلال علوي منذ اول تجربة الفوانيس الطائرة في الحدود الجزائرية.
و«افروديت» هي اول قرية ثقافية متنقلة في تونس، قرية عمادها الخيام ومجموعة من المؤطرين يتجولون في ربوع الجمهورية التونسية خاصة في القرى الحدودية لينجزوا ورشات للصغار وللأطفال وقبل الرحيل يؤسسون لناد ثقافي في اقرب مدرسة في تلك القرية، وعن القرية الثقافية يقول بلال علوي « في المركز توجد مدينة الثقافة وارتأينا ان تكون للهامش قرية للثقافة، يجب ان يكون هناك فضاء يحتضن ابداعات الاطفال وأحلامهم وأفكارهم في القرى الحدودية والبعيدة عن المركز تلك التي لا توجد فيها لا دار ثقافة ولا نادي أطفال ولا دار شباب والانطلاقة ستكون من الصخيرات لنتجول في المرات القادمة في قرى اخرى».
«افروديت» القرية الثقافية المتنقلة، «افروديت» حمل اسم ربة الجمال لأنه سينقل تعاليم جمال الفنون الى اطفال القرى المهمّشة ثقافيا، «افروديت» ليس مجرد مشروع بل فكرة تتوق الى الحرية والى الحق في الثقافة للجميع، «افروديت» حلم اختمر في ذهن صاحبه لمدة اعوام وهاهو يرى النور أخيرا افروديت اول قرية ثقافية خاصة هو مواصلة لمجموعة من المشاريع الثقافية الموجهة لسكان المناطق الداخلية من الفوانيس الطائرة الى فينوس اول فضاء ثقافي خاص في ماجل بلعباس، فالثلاجة المكتبة الموضوعة امام المدارس ثمّ المسرح المتجول والكميون الثقافي والتيندا –آر» وجميعها مشاريع وافكار تدافع عن الحق في الثقافة وتجسد مفهوم اللامركزية الثقافية.
للقصرين مبدعوها وهم حراس الفن فيها
ولدوا هناك، من قسوة الجبل تعلموا الشموخ والصمود، عشقوا الفنون واختاروا ان يكونوا عنوانء البهاء في مدنهم وقراهم البعيدة عن المركز، فنانو جهة القصرين ومبدعوها وحراس معبد الابداع فيها سيكونون القبس الاول لمشروع افروديت فهم من سيشرف على تكوين الاطفال في مشروع القرية الثقافية المتنقلة، فافروديت كما صرح العلوي اساسها التكوين في مجموعة من الفنون وهي المسرح والموسيقى والسينما والتصوير والفن التشكيلي، ورشات يشرف عليها ثلة من فناني القصرين، فالفكرة الاولى تقوم على تخييم المدربين لايام في قرية ما والاشراف على ورشات موجهة للاطفال والمعلمين وقبل انتهاء فترة التخييم يقدم الاطفال ابداعاتهم الى الحضور وقبل المغادرة يتم تركيز ناد «حتى نترك اثرنا الفني في تلك القرية».
في افتتاح مشروع «افروديت» ستنصب الخيام في قرية الصخيرات التي تبعد قرابة20كلم عن مدينة ماجل بلعباس ، لأطفال الصخيرات يكون اللقاء مع مجموعة من الورشات وهي ورشة الكوريغرافيا ويشرف عليها المبدع وليد الخضراوي المعروف بتمسكه بمدينته وهو مسرحي وكوريغراف وصاحب اول فضاء ثقافي خاص في جهة القصرين، وورشة الفنون التشكيلية ويقدمها الفنان التشكيلي عبد الستار العبيدي، وورشة الموسيقى ويشرف على تاطيرها عاشق العود الفنان المبدع محرز العبيدي الذي تعرف جبال القصرين واريافها نوتاته وابداعاته وورشة التصوير الفوتوغرافي يؤمنها المصور الصحفي عبد الستار بوبكري وورشة «الماريونات» سيقدمها المسرحي الحالم فارس العفيف في اطار شراكة بين افروديت والمركز الوطني لفن العرائس.
بالاضافة الى الورشات والتكوين وهي اساس القرية سيكون لاطفال وجمهور القرية الثقافية مجموعة من العروض على غرار عرض «خرافة» لنسرين الدالي و«بانتالوني يتجول» لفارس العفيف وهو عرض في «الكوميديا دي لارتي» تجول في ربوع الجمهورية ومثل تونس في اكثر من تظاهرة في العالم وعرض موسيقي بعنوان «امل لمجموعة من عشاق الموسيقى من ابناء ولاية القصرين يؤطرهم الفنان عازف العود خيري قراوي ومعرضين اول بعنوان «القصرين» ذاكرة وتراث يقدم لمعالم القصرين ومميزاتها معرض لمجموعة من المصورين الشباب في القصرين، والمعرض الثاني بخصوص التراث المادي بجهة القصرين للتعريف بالمخزون التراثي والحضاري لتلك الربوع.
افروديت القرية الثقافية المتنقلة سترى النور قريبا وتخرج من الورق الى الواقع لتعايش ابداعات الاطفال المتعطشين للفنون وتكتب في تاريخ المشهد الثقافي ان هناك فنانين حالمين لازالوا يستميتون في الدفاع عن حق كل تونسي في الثقافة.