بسطت فوق كفها عبق التاريخ وشذى الحضارة. ليست هذه الأسواق المتباهية بحرفها التقليدية والمثقلة برموزها الثرية مجرد أنهج تجارية بل هي شريان التواصل بين الأجيال والعصور والحبل السري الذي يربط بين إبداع الأجداد وإرث الأحفاد. في حضرة هذه الطرق الضيقة مكانا والعميقة زمانا، جهز حواسك، دقق النظر، أرهف السمع، أطل الشم... حتى لا تفوّت عزف سمفونية النحاسين وجمال لوحة الشواشين وشاعرية ضوء القناديل... لتصرخ كل الحواس ومعها الإحساس في فخر ووجد: كم هي جميلة وعريقة وأصيلة...بلادي !
«نحن أرباب الحرف ليس يعنينا الترف... ولنا كل الشرف أننا نحيي المهن... نحن أهل للبراعة في أساليب الصناعة... ولنا في كل ساعة نهضة في كل فنّ»، هكذا يقدّم أهل الحرفة وأصحاب الصنعة أنفسهم بكل فخر وقد كتب لهم الشاعر أحمد شوقي هذه الأبيات في تحية للكادحين ورسل الهوية وسفراء التاريخ. فما هي سبل تثمين الصناعات التقليدية حتى تبقى حارسة للذاكرة والهوية ومشغلة لليد العاملة ومنتجة للثروة الوطنية ؟
«فخار سجنان» على قائمة اليونسكو للتراث العالمي
في سجنان نساء من طينة خاصة، برعن في تشكيل الطين وترويض النار... فكنّ ربات الخلق لملحمة من طين، ومبدعات بالفطرة لجمال ناطق بوصايا التاريخ وخفايا التراث، وفنانات بالسليقة في نحت الأشكال وتنسيق الألوان... واعترافا لهن بقدرتهن على خلق المعجزة من رحم العدم في بطن من تراب، فقد استحقت المعارف والمهارات المرتبطة بفخار نساء سجنان الإدراج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو بتاريخ 29 نوفمبر 2018.
في سجنان أكثر من 400 حرفية تشتغلن في مجال الفخار اليدوي حسب مصادر السلطات المحلية. ورغم بلوغ مرتبة العالمية، فهذا المكسب لا ينفي وجود عراقيل وتهديدات تتربص بفخار سجنان حسب الخبير في التراث «عماد صولة» ولعل أهمها تلك الناجمة عن التسويق العشوائي للبضاعة والخضوع إلى منطق تجاري يؤدي إلى التخلي عن الكثير من مقومات الحرفة مثل استبدال الخامات الطبيعية في الزينة على غرار النباتات و عصارة أوراق الأشجار بمواد كيميائية تشوّه خصوصية الحرفة وفرادة الهوية.
مؤخرا، احتضنت مدينة الثقافة معرض «فخار سجنان..فخرنا» احتفاء بحدث تسجيل هذه الحرفة اليدوية تراثا عالميا. وهناك، التقينا حرفيات سجنان اللاتي ضربت شهرتهن الأمصار بفضل أنامل من ذهب تحاور الطين بمنتهى الحب والحضارة!
وراء عرائسها المميزة وأوانيها الفخارية، وقفت الخالة «ريم المي» وقد شارفت على سنواتها الـسبعين في عزّة وشموخ وجه خطّت فيه السنون تجاعيد الكفاح والنضال من أجل تحصيل رغيف الخبز بكبرياء... وعلى كفها الذي شاخت فيه الحياة - لكنه استمر في ضخ النبض في عرائس الطين- ارتسمت آثار الطين ومواد التلوين كالحنّاء، كالوشم، كعلامة مسجلة للهوية... تقول صانعة الفخار الآسر للأنظار في إصرار وصبر جميل « منذ أن كان عمري 10 سنوات وأنا أمتهن الطين حرفة وهواية. ولن أهجر قدري وعشقي الأبدي طالما لازالت يداي قادران على عجن الطين ولازال في جسدي رمق حياة. صحيح أن الفخار ينهكنا ويرهقنا أكثر بكثير مما يدر علينا بالمال، ولكن يكفيني شرفا أني كنت وزميلاتي في المهنة سببا في شهرة تونس ورفع علم بلادي عاليا بين الأمم.»
تحت سماء سجنان، تكتب النساء قصة خلود تشهد عليها الشمس ويرويها القمر للأجيال عن جدّات صنعن العجب من رحم العدم، فرفع العالم بأسره القبعة عاليا تحية للكادحات، البسيطات، المبدعات اللاتي تتلمذن في مدرسة الطبيعة.
في ابتسامة وديعة تحمل الحرفية «علجية العياري» عروس الطين كالطفل الوليد في حنو وحب... كيف لا؟ وقد كانت هي ربّة خلقها من تراب وماء وهواء ونار. هذا العشق اللامشروط لإبداعهن اليدوي الذي توارثنه كالوصايا وحزمة الذكريات من الجدّات إلى الحفيدات.... لا يخفي مرارة «علجية» ورفيقاتها في خط ملحة الطين من السمسرة بعرقهن والمتاجرة بحقوقهن ما بين جمعيات تبيع لهن الوهم ومعارض تمتص رحيق إبداعهن وتجار يستغلون بجشع ثمرة تعبهن... ويأتي المطلب والرجاء واحدا وليس متعددا على لسان نساء سجنان :»لا نطلب أكثر من تكثيف معارض فخارنا ودعم مسالك الترويج لبضاعتنا حتى نبيع فنعيش في أمن وسلام. فنبقى حارسات الطين والذاكرة».
الجرد الوطني للتراث اللامادي يُثمّن الصناعات التقليدية
من المحلية إلى الشهرة العالمية، شقّ فخار سجنان أو المهارات المرتبطة بإبداع عرائس الطين الخطى بثبات على طريق الاعتراف الدولي. وإن يعتبر عنصر فخار سجنان أوّل ملف تتقدّم به تونس منذ الإعلان على اتفاقية اليونسكو لصون التراث غير المادي لسنة 2003 ، فقد أعادت مهارات نساء سجنان تونس إلى قائمة التراث العالمي بوجهيه المادي وغير المادي بعد 20 سنة من الغياب!
اعتمادا على تعريف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة»اليونسكو» ، يقصد بالتراث الثقافي اللامادي كل «الممارسات والتصوّرات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافيّة ...وهذا التراث الثقافي غير المادّي المتوارث جيل عن جيل، تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرّة بما يتّفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها....».
وقد تم تكوين لجنة التراث الثقافي غير المادي بتاريخ 9 ديسمبر 2013، والتي تضم ممثّلين عن الهياكل المعنية بوزارة الشؤون الثقافية ومؤسساتها المرجعية وثلّة من الخبراء في مجال التراث الثقافي غير المادي وممثّلين عن الديوان الوطني للصناعات التقليدية وعن المجتمع المدني. وباعتبار أنّ الجرد هو أحد أهم آليّات المحافظة على التراث الحيّ كما أنه يمثّل المرحلة الأساسية التي ستخوّل للوزارة المضي قدما في عملية تسجيل مكونات هذا التّراث ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو فقد توّلى المعهد الوطني للتراث الإعلان عن قائمة الجرد الوطني للتراث الثقافي اللامادي والتي ضمت 32 عنصرا من عناصر التراث الحيّ بما في ذلك المهارات المرتبطة بالحرف التقليديّة على غرار الخزف الريفي بمنطقة البرامة بسليانة، وصناعة الفخار المخروط بالمكنين ونجارة الجبّوز بصفاقس ودباغة الجلد بالمكنين ومشطية جبنيانة والطرف القرقني و سيفساء الجم وصناعة السرج بصفاقس وحرفة السمار بالمطوية و حرفة الصدارة بالكاف وحرفة النسيج التقليدي بجهة المنستير وصناعة الغربال بصفاقس وصناعة الشاشية في تونس ومرقوم وذرف وأقفاص سيدي بوسعيد والبندير بصفاقس والتطريز اليدوي بالمنستير...
كل هذه المعارف والمهارات المرتبطة بالصناعات التقليدية تحمل مقوّمات التسجيل في قائمة التراث العالمي بما تحمله من التفرد والخصوصية والتميز... فهل ستحث كل الأطراف المعنية خطاها من أجل اللحاق بقائمة التراث العالمي قبل فوات الأوان؟
تشجيعات وحوافز لإنعاش الصناعات التقليدية
ليست الصناعات التقليدية مجرد بضاعة قد تزدهر وقد يصيبها الكساد، بل هي وصية الأجداد وإرث الأحفاد وهوية شعب ووطن... ولهذا فإن في بقائها استمرار للذاكرة ووفاء للتاريخ وفي اندثارها خسارة لا تعوّض ووصمة عار على جبين كل من يفرّط في هذا الكنز الثمين. وفي هذا السياق تسعى الدولة التونسية إلى الحفاظ على الحرف اليدوية المتفردة والمهن المتوارثة عبر الأجيال وإدماجها في منوال التنمية ومسار الاقتصاد الوطني عبر سنّ باقة من التشجيعات وجملة من الحوافز تساند مجهود الحرفيين وتدعم أرباب الصنعة حتى يتشبثوا بالموروث الحضاري ويتمسكوا بالتراث اللامادي ولا يهجروا السوق والمهنة. ومن بين هذه الامتيازات المشجعة على الاستثمار في الصناعات التقليدية على مستوى الاستخلاص الجبائي ودفع معاليم الديوانة الحوافز التالية: إعفاء المعدّات المستوردة من المعاليم الديوانية والأداء على القيمة المضافة وكذلك إعفاء المعدّات المصنوعة محليا من الأداء على القيمة المضافة. إلى جانب ضبط نسبة الضريبة على المرابيح للمؤسسات الخاضعة للأداء بـ 10 % ... كما يتمتع الحرفيون بحق الانخراط في منظومة الضمان الاجتماعي بمساهمة شهرية في حدود 10 دنانير بالإضافة إلى التمتع بمنحة %25 من تكاليف نقل البضائع وتمويل نسبة من تكلفة المحامل الإشهارية ...
في كل ربوع تونس الغنية بالآثار والتراث، تتميز كل منطقة بحرفة تقليدية تميزها عن غيرها من الجهات وتجلب لها الشهرة الوطنية والعالمية وفي هذا الإطار فإنها تتمتع بامتيازات التنمية الجهوية عن طريق عديد التشجيعات والامتيازات والتمويلات التي تتمتع بها المؤسسات الحرفية المنتصبة بمناطق تشجيع التنمية الجهوية...
وبعد أن تم الإعلان عن وضع خطة وطنية لتنمية الصناعات التقليدية 2018 - 2022، ما هي أبرز ملامح هذه الخطة وأهم أهدافها و رهاناتها؟
50 مليون دينار لتنمية الصناعات التقليدية
لئن كانت الصناعات التقليدية شريانا نابضا بالأصالة والعراقة ولسانا ناطقا بثراء العادات والتقاليد... فهي في وجهها الآخر تحتل مكانة القطاع الحيوي الذي يهب عائلات كثيرة مورد الرزق ويشغل اليد العاملة لليد العاملة و يمثل مصدرا لموارد الدولة من العملة الصعبة... وأمام التهديد الذي يتربص بالمهن التقليدية والحرف اليدوية بالاندثار و التلاشي في عصر الآلة والعولمة، كان لا بد من وصفة علاج وترياق انتعاشة تعزز دور هذا القطاع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد وفي المحافظة على التراث في اطار منظومة اقتصادية عصرية ومتفتحة... فكانت الخطة الوطنية لتنمية الصناعات التقليدية 2018-2022 والتي تتعهد بوضع قائمة بـ 25 مشروع بقيمة مالية تقدٌّر بـ 50 مليون دينار وتمّ إدراجها ضمن 5 محاور أساسية وهي: تطوير الإطار المؤسساتي للهياكل المتدخلة في القطاع والنهوض بالجودة وتنمية المهارات الحرفية وتنمية الاستثمار وتطوير المؤسسات الحرفية و النهوض بالتسويق والترويج وتطوير المعلومة والخطة الاتصالية...
وتتلخص أهم المكاسب المرجوة من الخطة الوطنية لتنمية الصناعات التقليدية 2018-2022 في مجموعة من الانتظارات والأهداف لعل أهمها:إحداث 100ألف موطن شغل في أفق 2022،و زيادة نسبة المستثمرين من خريجي التعليم العالي من 10 % إلى 25 % وتأهيل 200 مؤسسة حرفية ورفع قدرات 3000 حرفي في إطار تشجيع التجمعات الحرفية، و الترفيع في قيمة الاستثمار في القطاع من 18مليون دينار إلى 30 مليون دينار، و رفع نسبة مساهمـة القطاع في الناتج الداخلي الخام إلى 6 %، وتطوير نسبة الصادرات من 1.8 % إلى 3 %.
في نهاية المطاف، يمكن القول بأن الصناعات التقليدية التونسية متجذرة في تاريخها ومتشبّعة بهويتها التي لا تشبه أحدا غيرها !ولكنها تواجه تحديات صمود في وجه جمود السوق وتجابه تهديدات الاندثار وخطر التقليد وتشويه الأصل ... وقد يكون في التقاطع والتعاون ما بين وزارة السياحة وديوان الصناعات التقليدية وزارة الشؤون الثقافية خير الحرف والمهن المتوارثة عبر القرون من أجل النهوض بالقطاع إنتاجا وجودة، تكوينا وتأطيرا، تسويقا وتوزيعا... حتى تبقى الصناعات التقليدية حبل الوصل الذي يربط الأجداد بالأحفاد وقاطرة تنمية وجسر اقتصاد وعنوان حضارة أنتجتها حبّات الدمع والعرق وأبدعتها أنامل من تعب وذهب.
مدير عام المعهد الوطني للتراث فوزي محفوظ
النهوض بالصناعات التقليدية مسؤولية جماعية
على إثر تسجيل عنصر المهارات والمعارف المرتبطة بفخار سجنان في سجل التراث العالمي هل من مستقبل أفضل لحرفيات هذه المهنة؟ وإلى أي مدى سيساهم تسجيل باقة من عناصر الصناعات التقليدية في قائمة الجرد الوطني للتراث الثقافي اللامادي في رسم وجه أجمل لهذه الحرف والإبداعات؟
طرحنا كل هذه الأسئلة على المدير العام للمعهد الوطني للتراث فوزي محفوظ، فكانت إجابته كالآتي:» هذا المكسب ليس وليد اليوم بل يعود تاريخ الاشتغال على الملف إلى سنة 1957 ولنا مجموعات متحفية لقطع من فخار سجنان محفوظة في متحف باردو، كما نمتلك دراسات معمقة وأبحاث متعددة في الغرض... وقد أعدّ ملف الترشح إلى قائمة اليونسكو خبراء من المعهد الوطني للتراث و ديوان الصناعات التقليدية والمجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع المدني بجهة سجنان بإشراف وزارة الشؤون الثقافية ومتابعة من المندوبية الدائمة لتونس لدى اليونسكو. وقد كان التوفيق حليفنا رغم المنافسة الشرسة لعدد من الدول العربية التي بذلت الملايين واستعانت بخبراء أجانب في إعداد ملفات الترشح إلى قائمة التراث العالمي. لقد نجحنا بخبرات تونسية وبإمكانات مالية متواضعة في إخراج مهارات فخار سجنان من المحلية إلى العالمية وتثمين الهوية المحلية وترسيخ الهوية الوطنية. وطبعا ليس هذا الإنجاز سوى طريق نحو مستقبل أفضل لحرفة الفخار ونساء سجنان. ولكن هنا ليس المعهد الوطني للتراث هو المتدخل الوحيد في المسألة بل هي مسؤولية مشتركة بين السلطات المحلية بسجنان ووزارة السياحة وديوان الصناعات التقليدية وغيرها من الأطراف من أجل تظافر الجهود وحسن استثمار هذا المكسب والترويج للحرفة واستنباط أساليب جديدة لتطوير المهنة مع المحافظة على خصوصيتها وفرادتها... أما بخصوص الصناعات التقليدية التي تم تسجيلها في الجرد الوطني للتراث اللامادي فنحن نسعى بذلك إلى الحفاظ عليها من خطر الاندثار من جهة، وتهيئة ملفات ترشيحها إلى قائمة التراث العالمي وذلك في سياق التعاون مع وزارة السياحة وديوان الصناعات التقليدية دون أن ننسى دور المجتمع المدني في صون هويته وتراثه وآثاره...»
رئيس الجامعة التونسية للصناعات التقليدية صالح عمامو
إحداث هيكل للتسويق والتكوين ضرورة قصوى
لا يكتفي رئيس الجامعة التونسية للصناعات التقليدية صالح عمامو بتشخيص واقع الصناعات التقليدية في تونس بل يقدم حزمة من الحلول وجملة من المقترحات تترجم عن مطالب أهل المهنة وهواجسهم وآمالهم... وفي تصريحه لـ«المغرب» أفاد بما يلي :» لم يعد يخفى على أحد أن قطاع الصناعات التقليدية يمر بصعوبات عديدة خاصة على مستوى الترويج والتسويق ونقص المواد الأولية الجيدة ، وضعف التكوين المهني... وأمام كل هذه الإشكاليات ليس لنا إلا أن نرثي هذا القطاع الذي ضرب في مقتل ! ولكننا لم نقف موقف المتفرج أمام احتضار المهنة، بل بذلنا كل الجهد من أجل إنقاذ الصناعات التقليدية من خطر يتهدد استمرارها على غرار التراجع الرهيب لإنتاج الزربية الذي كان يمثل العمود الفقـري للصناعـات التقليديـة بحــوالي 70 % والوضع الكارثي نفسه ينسحب على النسيج والنحاس والشاشية... وكان من بين مقترحاتنا إحداث هيكل يُعنى بالتزويد بالمواد الأولية والتسويق والتكوين... فتم تبني مطالبنا في مجلس وزاري مضيق بتاريخ 15 فيفري 2016. ولكن تأخر التنفيذ ! فاشتغلنا مع سلطة الاشراف والديوان الوطني للصناعات التقليدية على مشروع قانون يمنح الديوان صلاحيات التزود بالمواد الأولوية والتسويق والتأطير والتدريب نظرا لامتلاكه أرشيفا ضخما عن القطاع وامتداده في القرب الجغرافي عن طريق 24 مندوبية موزعة في كل الولايات واحتضانه لأفضل التقنيين والخبراء والمختصين.... ولكن بقي الملف على طاولة الحكومة في وضع انتظار!».