عياض بن عاشور«تونس ثورة في بلاد الإسلام» الذي ترجمه الأستاذ فتحي بن الحاج يحي كثمرة لمجهودات معهد تونس للترجمة في ترجمة الكتب المواكبة لراهن الواقع التونسي وفي اطار برنامجه للانفتاح على شراكات علمية ثقافية مع المؤسسات المعرفية الكبرى ويضمّن اشعاع المركز دوليا.
وقّعت مؤخرا ادارة هذه المؤسسة المعرفية العلمية التونسية اتفاقية مع مؤسسةUNIVERSALIS وذلك بهدف ترجمة ونشر معجمي «الأفكار» و»المفاهيم» ونشرهما وتبطن هذه الاتفاقية اعترافا دوليا بأهميّته المؤسسة التونسية علميا ومن شأنها تعزيز الرصيد المعجمي للمعهد لتعتبر هذه الاتفاقية بالنظر إلى القيمة العلمية والثقافية لهذه الموسوعة مشروعا هامّا يضاف إلى رصيد المعهد حيث أفادنا مدير معهد تونس للترجمة الروائي توفيق العلوي أنه «يأتي تأسيسا لمشروع علميّ ثقافي جديد في إطار السعي لإشعاع معهد تونس للترجمة دوليا»
ويحتوي المعجمان على ثمانية آلاف صفحة بألف وأربعة وخمسين مدخلا منها 701 مدخلا لمعجم المفاهيم و353 مدخلا لمعجم الأفكار، وتقدم هذه المعاجم عديد المجلات الثقافية التي تهتم بالتربية والتعليم والبحث العلمي في مختلف الاختصاصات من فنون وآداب وعلوم إنسانية وعلوم صحيحة وغيرها لينطلق العمل بهذه الاتفاقية على المستوى العربي والدولي مع الحفاظ على حقوق المعهد المادّيّة والمعنويّة على مدى ثلاث سنوات على أقصى تقدير
ويشار إلى أن المعهد له الحق في نشر المعجمين بالاشتراك مع دار نشر تونسية كما يشار الى ان المعهد سيقوم بتعيين مترجمين حسب استشارة في الغرض يتم نشرها في الصحف والمواقع الإلكترونية ترشح مترجمين وذلك لتعريب معجمي «الأفكار» و»المفاهيم» موضوع الاتفاقية مع مؤسسةUNIVERSALIS و الى جانب هذا فان المعهد هو حاليا بصدد تعريب مختصر من دائرة المعارف الاسلامية ليكون جاهزا للنشر في فيفري من السنة القادمة.
ويذكر أيضا ان معهد تونس للترجمة وانفتاحا منه على التظاهرات الثقافية الوطنية من المنتظر ان يكون شريكا مهمّا وفاعلا في فعاليات الدورة التاسعة لـ«ملتقى أدباء الوطن القبلي»التي تنظّمها دار الثقافة قربة التي تشرف على ادارتها الاستاذة زهرة سليمان وبدعم واشراف من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية نابل من 14 الى 16 ديسمبر الجاري والتي سيكون محورها «الترجمة و أفاق النص الأدبي «وقد جاء في الورقة العلمية لهذا الملتقى ان حركة الترجمة عرفت في العصر الحديث والمعاصر ازدهارا كبيرا في مختلف الحقول المعرفية والمجلات الادبية والعلمية وكذلك في مختلف الوسائل المعلومات والاتصال وذلك بفعل حاجة القراء بصفة متزايدة الي الحوار و التواصل وتبادل المعارف والخبرات والى فهم الأخر في عاداته وتقاليده وطريقة تفكيره وهذه الحاجة الملحة التي تضبط العلاقة بين الأنا والأخر هي التي تضفي على عملية الترجمة في أبعادها المختلفة طابعا تواصليا وهذا الفعل التواصلي للمترجم يعود إلى طبيعة المادة الخاضعة للترجمة والمتعلق بكفاءة المترجم وبمؤهلاته العلمية والثقافية واللغوية وبالتالي فهو مرتبط بالأساس بطبيعة المادة الخاضعة للترجمة وينبغي التمييز بين نوعين من الترجمة وهما الترجمة العلمية و الترجمة الادبية وانطلاقا من هذا المعطى فان الملتقى سيركّز بالأساس على الترجمة الادبية بتعقيداتها الناتجة على ارتباط النص الاصلي بالمتخيل الشعري وبالمكونات الثقافية التي ينتمي اليها النص الاصلي حيث تظهر كل الترجمات الادبية بعض الاشكالات الفنية والصعوبات الثقافية التي تستوجب ايجاد حل مناسب لها وبالتالي لابد للمترجم الادبي ان يكون على دراية بتقنيات ومناهج النص الادبي الذي يترجمه بمصطلحاته في اللغتين المنقول منها والمنقول اليها وبهذا المعنى يتم ادراك ماهية وأهمية الترجمة كحركة نوعية ذات بعد اكاديمي وفني في سبيل ارساء ثقافة الحوار والتواصل بين مختلف الحضارات لكن من جهة اخرى فان الملاحظ التراجع الفادح على المستوى الاكاديمي ويعود ذلك لضعف الاسس و الميكانيزمات المخولة للحصول على نص مترجم يفتقر للموضوعية من هذا المنظور سيتم خلال أشغال الملتقى طرح اشكال جوهري يتعلّق بمدى التسليم أن حركة الترجمة تعكس مصداقية النص الادبي على مستوى الشكل و المضمون.