ملف «المغرب»: نساء مبدعات في الجهات «أنا مرا.. أنا القمرة.. أنا الثورة وهذا يكفي»

هنّ الوطن، هنّ الثورة، هنّ شعلة الحرية ، هنّ الابتسامة الصادقة والدمعة الاصدق، هنّ الابداع، هن نساء بلادي اللواتي اخترن مدنهنّ ليبدعن،

اخترن البعد لان النجاح في البعد اجمل، نساء بلادي ومبدعاته، هنّ ملح هذه الارض ورائحة ترابها العابق بالحرية والجمال، هن اللواتي قال عنهن أولاد أحمد: «وصفت، وصفت فلم يبق وصف - كتبت، كتبت فلم يبق حرف - أقول إذن باختصار وأمضي - نساء بلادي نساء ونصف»
ولانهنّ نساء ونصف، ولان ابداعهنّ عنوان لعملية خلق متجددة، قدمت لهم «المغرب» الفرصة ليكونوا صوت المرأة ويقيموا المشهد الثقافي في جهاتهم و يقيموا حضور المرأة في الفعل الابداعي داخل جهات البلاد، هنّ المبدعات وهنّ صاحبات الموقف أيضا.

رماح السنوسي «فوتوغراف» - قبلي
أنا إمرأة، مبدعة وقوّتي سر مواصلتي


تعلمت المقاومة من الصحراء وقساوة المناخ في دور «صابرة» ابدعت وتميزت، محدثتنا رماح السنونسي فنانة متعددة المواهب تؤمن ان الفن نضال، فدرست السينما واختصت في الفوتوغرفيا ومارست المسرح ساعية لتحقق ذاتها، عن حضور المرأة في المشهد الثقافي في قبلي تقول رماح السنوسي ان المرأة «تاعبة» في قبلي، تعاني الكثير حتى تفرض ذاتها ومنتوجها الابداعي، وعنها تقول «انا خريجة السينما، ثم اختصصت في الفوتوغرافيا لان الصورة بكل دلالاتها عشقي، وتحصلت على دور صابرة صدفة، في كل الفنون اريد ترك قطعة من روحي فالعمل الابداعي كما نبض القلب له خصوصياته».
وتضيف محدثتنا ان المرأة في قبلي تحديدا دوز تواجه الكثير من المشاكل اولها العقلية الذكورية الرافضة لوجود المرأة الفنانة، فالمرأة وممارستها للفن يمثل «عيبا» عند الكثيرين حدّ السؤال «كيف بامرأة أن تتقمص دور بطولة في مسرحية من انتاج فرقة بلدية دوز»؟، واكدت محدثتنا ان عائلتها كانت سندها لتمارس المسرح و لكن المرأة تواجه الكثير من «الظلم» و «الاقصاء» بسبب عقلية مجتمعية ترى في ممارستها الفن «من المحرمات» ربما، بعضهم يسالني احياني « علاش موش كان عاونت امك في الكوجينة خير، اش لزك على الفن؟» على حد تعبيرها.
رماح تعلمت من اسمها عدم اللّين، تعلمت التمسك بحلمها وحقها في الفن وعن الحلول التي قد تساعد اي امرأة على النجاح تقول «طول النفس» اذا ارادت المرأة النجاح في مجتمعنا هنا يجب أن تتحلى بالكثير من الشجاعة، عليها الايمان والصبر والمثابرة عليها ان تكمل المشوار ولا تتراجع من العقبة الاولى والاهم العمل بمقولة «وذن عروسة» فالمرأة خلقت لتكون مبدعة وستنجح متى آمنت بنفسها.

رضية ذياب ناشطة في المجتمع المدني - تطاوين
على الرجل أن يعي ان المرأة فاعلة وقادرة على الابداع


من رمادة اقصى الجنوب تعلمت ابجديات المقاومة، لا تهدأ كما رمال الصحراء، بين السينما والمسرح والتظاهرات الثقافية توزع كامل وقتها، رضية ذياب من الفاعلات الثقافيات في تطاوين عن المشهد الثقافي بالجهة تقول «بالنسبة للمشهد الثقافي في الجهة هو نشاط موسمي مرتبط بتواريخ محددة باستثناء بعض المحاولات التي تتعرض للكثير من المضايقات والتضييقات التي تجعل نشاطها محدودا في غياب التمويل و الفضاءات .
وعن المرأة ووجودها تضيف اما عن حضور المرأة فهو غير مقنع خاصة في ظل سيطرة العنصر الذكوري على المشهد..
وفيمـــا يتعلــق بالمصاعب التي تواجهها تجيبنا «أول صعوبة هي السياق الاجتماعي الذي يحد من حرية المرأة في ما يتعلق بنشاطها المسرحي او الموسيقي غير أنه هناك محاولات لتجاوز هذه العقلية وتمرد على الافكار السائدة».
وربما ضرورة تحسيس الرجال بضرورة وجود المرأة في الحقل الثقافي كناشطة وفاعلة وتكثيف العمل على الاعمال التي تعكس صورة المجتمع هي خير وسيلة نقد واعادة بناء مع توفير ظروف ملائمة للأجيال الجديدة للتعبير عن رؤيتهم هو الحل الذي تراه رضية مناسبا لتتجاوز المرأة كل المصاعب.

نادية تليش «مسرحية» - مدنين
البيئة «كاسحة» و لكن الحب قادر على تفتيت المصاعب

فنانة متميزة، مسرحية تقدم افضل ما عندها على الركح، لحضورها الركحي سحره وغموضه، جل اعمال مركز الفنون الركحية والدرامية تكون نادية تليش جزء منها وتحصلت اكثر من مرة على جائزة افضل اداء نسائي، من كعب الغزال الى الرايونو سيتي و «اولا تكون» وغيرها من الأعمال نادية تليش استاذة المسرح وابنة مدنين تحدثت عن المصاعب التي تواجهها المرأة الفنانة بالقول «حضور المرأة قليل ومن الصعب ان تفتك مكانتها منذ البداية» وتضيف «بيئتنا كاسحة كذلك العقلية ما يجبرها على الانطواء احيانا»، وأكدت ان وجود المرأة الفنانة مقارنة بالرجل الفنان محتشم، في ظل عقلية ذكورية ترى فنّها «وقاحة» أحيانا.
ولتنجح المرأة عليها ان تتحلى بالوعي والمثابرة والصبر حتى تحقق حضورها في المشهد الثقافي وتفتك مكانتها بينهم، مشيرة ان العائلة هي الداعم الاول لنجاح الفنانة في الجنوب، ثم العمل المتواصل لتثبت للآخر ان «الفنانة ليست بعاهرة» كما ترسم له مخيلته، والكثير من العمل لتقول للآخر انها مبدعة وقادرة على النجاح، والأجمل هو «الحب» فحين يكون للفنانة «حبا صادقا» و «حبيبا» يدعمها ويؤمن بقدرتها على التميز حينها ستتجاوز كل الهنات والعراقيل وتنجح حتما كما تقول نادية تليش.
وتختم محدثتنا تصريحها بالقول «ماثماش حاجة ساهلة» على المرأة ان تثابر وتتمسك بحقها وحلمها رغم قساوة البيئة هنا في مدنين بدأ المشهد يتغير تدريجيا واصبحنا نحن الفنانات جزء منه وعنوان للجمال والجدية والقوة.

ايمان خماجة «تشكيلية» - قفصة:
في داخل كل امرأة قوة جميلة للتحدي


فنانة تشكيلية، متمردة كما يصفها اقرانها، اختارت اللون لتكتب قفصة كما تراها، عن الثقافة في جهتها تقول ايمان خماجة لم تأت السنين بمعجزة لتحريك المياه الساكنة منذ عقود في الساحة الثقافية في جهة قفصة فالهوة مستمرة بالاتساع بين «منتجي» و«رعاة» الثقافة من جهة و«مستهلكيها» من جهة أخرى..
وتضيف محدثتنا على مستوى «الرعاية» و«الإنتاج» نستطيع بلا شك الحديث عن سلبيات كثيرة، لعل أبرزها توجه ملحوظ في العديد من مؤسسات الثقافية في المدينة لعدم إحتضان مشاريع ثقافية متعددة الملامح...كالموسيقى والمسرح والفن التشكيلي .
اما عن المرأة فتجيب الحديث عن علاقتي كمرأة بالممارسة الإبداعية، هو حديث عن موقع ومكانة وأهمية الإبداع النسوي في سيرورة الإبداع و الخلق... إذ تبدو تجربتي الفنية في جهة قفصة مغامرة مليئة ومحفوفة بكثير من الصعوبات والمخاطر،و لأن هذا المصطلح (مرأة فنانة) أثار، ولا يزال يثير، جدلا واسعا وإشكالا كبيرا في المشهد الثقافي، وهو إشكال مرتبط بمسألة تخصيص هذا الإبداع بأنه نسائي... خاصة وأننا لا نلجأ إلى هذا التخصيص عندما يتعلق الأمر بأعمال إبداعية رجالية، كما أن تصنيف هذا الإبداع تم على أساس جنسي (امرأة مقابل رجل)، وبالتالي، فهذا التصنيف الجنسي لا ينسجم وطبيعة الفن نفسه.
لأن الإنتاج الفني يعطي نفسه ويملك الحكم عليه في ما يقدمه دون اعتبار للريشة سواء كان رجاليا أو نسائيا...كما أنني قمت مؤخرا بمعرضين للوحاتي ولم يول لي أي إنتباه من قبل الساحة الثقافية في الجهة من مثقفين وصحفين إلى غير ذلك، وبالتالي فإنني أقولها كإمرأة فنانة في داخل كل امرأة قوة جميلة للتحدي وتذليل العقبات تلك القوة التي تدفع المرأة المثقفة والمبدعة بأي مجال تصبو للمثالية في دورها الفطري والاجتماعي تلك التي تنبت على ارض هذا الوطن وتثمر وتغرس بذورها فيه من خلال ما يقدمه الوطن لها من مؤسسات متخصصة كالجمعيات للفنون التشكيلية ومراسم للشباب ودور عرض خاصة التي تساعد في ايجاد جو من التطوير و إنفتاح الآخر على هذه الفنون الدفينة.

ايمان مماش: «مسرحية» قفصة
النظرة الدونية مشكل والتوعية هي الحل


فنانة مجتهدة، لها بصمتها الخاصة، من الجيل الصاعد في الحركة المسرحية بقفصة، بخطى لفرض نفسها وطريقتها في الاعمال التي شاركت بها، ايمان مماش تقول ان المشهد الثقافي في قفصة يشهد تحسنا وحركية في السنوات الاخيرة، تقريبا هناك 6مهرجانات مسرحية دون اعتبار التظاهرات الاخرى.
ولكن المشهد الثقافي بالجهة يشكو نقصا من حيث النوع و الكيف فهو يقتصر على جانب فقط دون اخر (مسرحي او فني ) و أيضا هي أعمال موسمية لا توجد برمجة ثقافية حقيقية على إمتداد السنة فالثقافة لا تتجزأ وهي جامعة لكل الإبداعات ( مسرح..تعبير جسماني..غناء..الفن السابع..) و بالتالي المشهد الثقافي يحتاج إلى إعادة هيكلة وتصور جذري من حيث الدعم و البرمجة..

وعن المرأة وتأثيرها تقول محدثتنا «حضور المرأة مقنع وهي الحاملة لمشعل التغيير والتحدي في نحت كينونتها والساحة الفنية تشهد بذلك».
وتضيف أن الإشكال يمكن ان يواجه كل فنان إمرأة أو رجل هو التأمين على الحياة ( التقاعد والحيطة الإجتماعية) ما تواجهه المرأة في الجهة مع الأسف هو النظرة الدونية أو السيئة لأهل الفن و الإبداع بصفة عامة و يمكن تجاوز الإشكال بحملات توعوية تبين الفن كرسالة و المرأة هي حاملة هذا اللواء ( التحرر) فالمرأة هي الأم .الأخت الزوجة..الحبيبة..الإبنة و كما قال الشاعر حافظ إبراهيم الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.

عواطف عبيدي «مسرحية» الرقاب سيدي بوزيد
حضور المرأة يكاد ينعدم ولكن سانجح


من الرقاب في سيدي بوزيد تعلمت ابجديات المسرح و الخطوات الاولى للتعبير، فنانة لضحكتها وقعها على المتفرج، ابدعت في اخر ادوارها في مسرحية «اولا تكون» في دور «دليلة» حد ان بات الكل يناديها باسم الشخصية.
عن المشهد الثقافي بجهتها «الرقاب» تقول عواطف عبيدي حسب الجهة التي انتمي اليها واعتز بها حضور المرأة في المشهد الثقافي يكاد يغيب تماما و لعدة أسباب اولها اننا في الجهات الداخلية مازلنا نرى المرأة في الصورة التقليدية «المنزل» ومازلنا نراها في الوظائف التقليدية، استاذة او معلمة او تعمل في البلدية ولم نتعود بعد بصورة المرأة «الفنانة».
ولذلك فان المرأة يمكن ان تحقق حضورها في المشهد الثقافي بعيدا عن جهتها وتحاول قدر الامكان انها ترسخ صورة جميلة للمرأة حينها ستفتك الاعتراف بحضورها وفاعليتها وقدرتها على الابداع.
وتضيف محدثتنا « حسب رأيي المتواضع نقول اليوم انّ المرأة اكتسحت كل المجالات وخاصة الثقافية منها ولكن مع الكثير من المصاعب والعراقيل التي سبق وان اشرت اليها .
والمرأة تواجه العديد من المشاكل في المجال الثقافي خاصة في النطاق الضيق بمعنى العائلة وبالنطاق الموسع المجتمع وخاصة في جهاتنا الداخلية التي انتمي لها، المرأة تجد صعوبة في التعامل مع العائلة وخاصة اذا كانت ممثلة مسرحية (عن تجربة شخصية) شخصيا مازلت أواجه مصاعب مع عائلتي لعدم تقبلهم لعملي كفنانة مسرحية ، ولكن كل هذه المصاعب تتحد لاكون اقوى ولأتمسّك بحقي في النجاح اولا واقناعهم انني مبدعة ثانيا.

انصاف بن حفصية «مسرحية» - صفاقس
«غدوة اصعب على الابداع، وليس على المبدعة»


تؤكد مديرة مركز الفنون الركحية والدرامية والممثلة المسرحية انصاف بن حفصية ان حضور المرأة في مجال الإبداع والثقافة وتسيير التظاهرات الثقافية مهم جدا في جهة صفاقس ويكاد يطغى حضور المرأة بشكل ملفت للنظر حتى أصبحت تعشق حضورها الثقافي الذي تمارسه بمتعة ولا تكاد تفرق بين نشاط المرأة في المجتمع المدني أو في الجمعيات أو في المجال العلمي أو التربوي ونشاطها الثقافي إذ وجدت نفسها منصهرة في الإبداع والثقافة بل أصبح إبداعها وسيلة تدفع بها مجالاتها المتنوعة.

وعن المرأة تقول محدثتنا المرأة المبدعة (في المسرح) بقدر متعة الابداع وبقدر شغف المرأة في المسرح بخطاها على الركح تتالم عندما تفارق أبناءها وبيتها في كل وقت يناديها فيه امتهانها للمسرح، فهي تعيش اقل استقرار، أو تجهد في سبيل الحصول عليه ،.والعائلة في عديد الحالات تكون من المساندين للمبدعة والا فلا استقرار وهذه ضريبة التعلق وحب مهنة المسرح والشيء الذي يجعل من ممتهنه سيدة احترمها من موقعي مثلها مثل سائر النساء المجتهدات.

وفي سؤالها عن «القادم» وكيف ترى المشهد الابداعي تجيب «غدوة ..اصعب ..موش المبدعة ولكن على الابداع»، مضيفة اسفة اذا قلت اني ألمح الجدية تتلاشى ، هناك استسهال لامتهان الابداع وممارسته ، كان من الصعب جدا إثبات الذات في اي ميدان ابداعي، الفيصل هو الجدية والتفاني والانضباط ، ولكننا اصبحنا نسمع ونرى نجوما صاعدة ولا نذكر لها لا جهدا ولا حتى اعمال، وتختم تصريحها بالقول « في الغد قد يُظلمُ الابداع، ويتعرض من تعبوا في البناء والتأسيس الى الظلم ايضا».
وتكمن الحلول في العودة وبجدية للنقد البناء.. حسن تاطير النوادي المكونة ..الاعتماد على أهل الاختصاص في التكوين والرسكلة.

زينة مساهلي «مسرحية» - سبيطلة القصرين»
«نا مرا، نا علم تونس يرفرف بالعزة»


كما منيرفا تتحدث زينة مساهلي عن المشهد الثقافي وتقول المشهد الثقافي في القصرين وبالتحديد منطقة سبيطلة يعتبر محتشما نوعا ما نظرا لتأثره بالمركزية الثقافية حيث خير بعض الفنانين الإنتقال للمدن الكبرى لتنمية مواهبهم خاصة وأنهم افتقدوا الدعم المادي واللوجستي وبالتالي تعرض المشهد الثقافي الى نوع من التهميش في جميع الميادين على خلاف فرقة الفنون الشعبية بالقصرين التي عرفت ازدهارا كبيرا منذ العهد البورقيبي الى حد الآن... وهذا بدوره خلق عزوفا لدى الشباب عن ولوج ميادين الفن و بما في ذلك المرأة فكانت مغيبة في معظم المحافل الفنية وهذا يعكس بالطبع رضوخها لقيم المجتمع الرجالي في تلك الفترة حيث اعتبر وجود المرأة في ميدان الفن من شأنه أن يمس بقيم وتقاليد العائلات

المحافظة..وبالرغم من تكتل الحواجز ألا أنها قامت بإثبات وجودها من خلال رسومها الجميلة على المنسوجات التقليدية والخزف والحلفاء فأضفت عليها نوعا من السحر والجمال هذا إضافة الى مشاركتها الفعالة في الشعر الشعبي والغناء والرقص الفلكلوري.
كل هذه العراقيل والحرمان قد خلق في نفسي تحديات كبرى خاصة وأني أخذت على عاتقي ملامسة عالم المرأة ومداعبة وجعها والبوح بأسرارها والخروج بعالمها المبهم إلى خيوط الضوء ويمكن القول بأن جل أعمالي المسرحية جالت في عالم المرأة وكشفت مفارقات واضحة فبالرغم من تهميش وجودها وإنسانيتها إلا أنها كانت رمزا للفعل والنضال وأكدت في

جميع المناسبات شجاعتها واقدامها.. « نحكيلوا على النساء اللي ساهمت في طرد الإستعمار الغاشم من البلاد ..نحكيلو على النساء اللي ساهمت في الثورة وعرت صدرها وصدر أولادها للموت والكرطوش .. نحكيلو على حواء والتفاحة الي تعمرت بيها الأرض المزينة بالقمرة والشمس والنجوم (مشهد من مسرحية « مرافي صف الرجال ».
لم أتناس مجد المراة وعظمتها خاصة في حادثة الألغام في جبال سمامة البطلا ت «خيرة مالية شريفة حراير أولاد هلال .. .» منطق التاريخ لايقبل العودة الى الوراء « هكذا اردت التصريح والدفاع عن حقوق المرأة خاصة عند اقتحام التيارات الظلامية الغريبة والتي تهدد بافتكاك حرية المرأة والعودة بها الى عوالم التخلف والجهل « نا علم تونس يرفرف بالعزة نهار الحزة ..نا ندافع على بلادي وولادي وهذا لاهو كفر ولاهو جهل ولاهو عار».
ثم يمكن القول بأن حضور المرأة في المشهد الثقافي في مناطقنا عرف حضورا مكثفا في الآونة الأخيرة وهذا يعود بالطبع إلى تطور الوعي بقيمتها وقدرتها على دخول الميدان الثقافي بكل جدارة خاصة عند وجود الفضاءات الخاصة التي قضت على المركزية الثقافية والتي كان لها الفضل في دعم المرأة ودفعها نحو النجاح والتميز فعمل أصحابه على استقطاب المرأة في ميادين الموسيقى والغناء والرقص والمسرح .. وبهذه المناسبة أستغل الفرصة لأتقدم بالشكر لزوجي الفنان المسرحي مقداد الصالحي الذي آمن بقدراتي علمني أولى أبجديات المسرح.

نسيبة بن يوسف «مسرحية» - الكاف
التوفيق بين المهني والعائلي جد صعب


في تصريح لـ«المغرب» أشارت الممثلة المسرحية ابنة الكاف نسيبة بن يوسف ان المشهد الثقافي في جهة الكاف في تطور ويشهد حركية رغم قلة الدعم المادي والتغطية الاعلامية .
وأضافت محدثتنا ان حضور المراة مقنع لانها تحضر كممثلة و موظبة ملابس وتساهم في العملية الابداعية .
ومن المصاعب التي تعانيها المرأة الفنانة هو التوفيق بين العمل والعائلة لان العملية الابداعية تاخذ النصيب الاكثر من وقت المراة وجهدها البدني والفكري.

ثريا بوغانمي «كوريغراف» - الكاف
الثقافة في الكاف تشع حين يزورنا الوزير


«توحشت» عمل مسرحي راقص عن المرأة وحريتها وقوتها وقدرتها على الصمود في «توحشت» تتحرر ثريا بوغانمي من كل المكبلات لتعلن ان المرأة حرية، محدثتنا اكّدت ان المشهد الثقافي في جهة الكاف يشع و يبرز فقط عندما يكون هناك زيارة للوزير حينها يكثر البهرج والحديث على أهمية الجهات و دعمها و تطويرها في الحقيقة هو مجرد كلام لان كلمات «التركيز على الجهات، ودعمها» هي فقط شعارات لان الأولوية مازالت مرتكزة في العاصمة سواء في ما يخص الدعم أو العروض أو إصلاح و تهيئته الفضاء.
ولكن تبقى الجهة ثرية بفنانيها و بمعهدها، المعهد العالي للموسيقى و المسرح الذي يقاوم أبناؤه ويحاولون تطوير انفسهم وأعمالهم والمساهمة الصادقة في اثراء المشهد الثقافي.
وفيما يخص حضور المرأة للأسف و نحن نستقبل العام 2018 ومازالت المرأة التي تمارس الفن تنعت و كأنها تفتقد لصفة الاخلاق، هنا في الجهات تضطر الفنانة لترك جهتها والنزول الى العاصمة حتى تبدع وهو نوع من «الهروب» من عقلية المجتمع ففي الجهات يصعب تقبّل فكرة المرأة الفنانة عكس العاصمة، ورغم صعوبة حضورها في المشهد الابداعي إلاّ

انها تعمل بجد لتحقق اهدافها وتنحت مسيرتها المرهقة ليكون لها حضور نشيط ومميز.
وترى ثريا بوغانمي ان الحل يكمن في تحسين المشهد الثقافي فعلا لا حصره في الشعارات، من خلال دعم الفنان ليبدع في جهته ويصبح فاعلا ثقافيا حقيقيا، بالإضافة الى تحسين مراكز الفنون الركحية والدرامية و العمل على خلق مشاريع مستمرة، مثل تكوين الفرق كما كانت الفرقة القارة بالكاف مع التركيز على خلق جيل جديد يؤمن ان الثقافة فعل مقاومة، على السلطة ان تؤمن ان الفعل في الجهات واجب وليس مجرد شعارات، شخصيا الوحيدة التي قدمت ملف دعم الى ادارة الرقص طبعا جوبه بالرفض بينما تقبل ملفات ابناء العاصمة، الثقافة في الجهات عنوان لفعل خلق متجدد ، في اخر زيارة الى مدنين شاهدت مدى اهتمام الاطفال ومدى حرصهم على مواكبة العروض، الحل هو دعم الفعل الثقافي حقيقة وليس الاكتفاء بالصور والشعارات.

رانية المشرقي: «فنانة تشكيلية» - جندوبة
حضور المرأة يكاد يكون منعدما


المشهد الثقافي في جهتي( طبرقة عين دراهم) فقير جدا جدا لدرجة أننا لا نستطيع تقييمه، و تقتصر الثقافة هنا على بعض المهرجانات الصيفية الي لا علاقة لها بالثقافة، وحضور المرأة منعدم تماما، لست مسرحية ولا موسيقية ولكنني فنانة تشكيلية ولي فضاء تنشيط في طبرقة احاول من خلاله تحسيس الاطفال خاصة بالثقافة والابداع وكذلك رفع الغطاء عن الموروث الثقافي المادي واللامادي للجهة بأساليب وطرق مختلفة من أهمها السياحة البيئية والثقافية.
وتضيف رانية المشرقي ان المرأة في المناطق الداخلية ينقصها الفضاءات المختصة في النشاط الثقافي، دون نسيان الدعم المادي و المعنوي، وربما الحل هو تشجيع المرأة ببعث مشاريع خاصة في مجال الثقافة حينها يمكنها ان تنجح وتتميز.

هدى الرزقي «مسرحية» - قعفور (سليانة)
الفعل الثقافي في سليانة يقتصر
على الهواة


يعتبر المشهد الثقافي في ولاية سليانة ككل نشاط بسيط وموسمي وغير متجدد حيث أن أغلب المهرجانات هي مهرجانات صيفية وان وجدت مهرجانات أخرى تتميز بتقديم العروض المسرحية للأطفال وبعض الورشات وحسب رأيي غياب الأهم وهو كيفية تأطير الأطفال والناشئة ليصبح الفعل الثقافي موسيميا.
كما أن الفعل الثقافي في سليانة يقتصر على الهواة رغم تواجد عدد مهم من أساتذة المسرح والموسيقى، لذا يقتصر إنتاج الأعمال في إطارات جمعيات وليس بصفة مسترسلة لأن أغلبهم ينشطون في التنشيط لا إنتاج الأعمال غير أنه من سنة 2016 تأسست اول شركة إنتاج فني وفضاء ثقافي خاص بمعتمدية قعفور لتصبح سليانة نصيب كجهة في إنتاج أعمال مسرحية محترفة وتأسيس مهرجانات وطنية بقعفور بمبادرة خاصة وتأطير الأطفال والشباب وتشريكهم في التظاهرات الثقافية والمهرجانات الفنية.
ومثال ذلك إنتاج عملين مسرحيين واحد للأطفال بعنوان صدفة والآخر للكهول بعنوان الذباب تحت الضغط عملين من إخراج هدى الرزقـــي وتأسيس ثلـــــاث مهرجانات وطنية الاول للمسرح والثاني للسنما والثالث للموسيقى والرقص ويعتبر هذا الأخير من أهم وانجح المهرجانات وستكــون هـــذه المهرجانات سنوية بقعفور هذا خصوصا في غياب دار الثقافة

والفضاءات العمومية للترفيه فولاية سليانة ككل تعتبر حظوظها قليلة في هذا المجال خصوصا.
أما عن حضور المرأة في المشهد الثقافي بسليانة فتقول هدى الرزقي «تختلف الآراء في هذا المجال خصوصا في المناطق الداخلية بالنسبة للمرأة أنا شخصيا لم أجد الرفض التام لكن وجدت عدة تساؤلات عن مدى نجاح هذا المشروع الذي اعتبره البعض أنه مشروع فاشل لن يساهم في تغيير شئ». وتضيف من جهة أخرى كثيرون عبروا عن فرحهم وفخرهم بمجازفتي هذه خصوصا لمعرفتهم بإيماني بهذا المجال وهذا ظهر طبعا بعد الإنجازات والنجاحات التي حققها الفضاء والتي ساهمت بدرجة كبيرة في أحياء المنطقة ثقافيا وحقق هدف لا وجود المركزية الثقافية مادامت الأفكار والمبادرات الشبابية موجودة وبالتالي صار وجود المرأة مقنع ومرضي خصوصا أنها قدمت مالم يقدمه رجل فن لهذه المنطقة.

ومن الحلول التي تقترحها مديرة فضاء «المركز الدولي للفن الرابع بقعفور» هو ضرورة الإيمان بالمجهودات الشبابية بالمنطقة والدفع بها للتقدم نحو الاحسن وهذا بتوفير نصيب من الدعم المالي من المؤسسات المعنية بالجهة التي تجعل من هذا المجال في المراتب الأخيرة خصوصا وأن سليانة تعتمد على القطاع الفلاحي أكثر من المجالات الاخرى.
ولتجاوز هذه الأزمة لابد من اجتماعات عملية توضح أهمية هذا المجال في المناطق الداخلية الذي إذا وجد الدعم سيساهم المشروع في الحد من البطالة في الجهة خصوصا لأصحاب الاختصاص.ولا بد لرجال الأعمال بالجهة والمؤسسات أن تكون الداعم الأول وهذا هو المفقود كما أن وزارة الثقافة لا بد أن تعطي الحق المادي الكامل لمثل هذه المشاريع خصوصا إذا ما ذكر منطق اللامركزية الثقافية الذي لايطبق إلا بدعم قليل جدا.

آمال بكوري «أستاذة مسرح» - المهدية
«شجعوا المرأة وستبدع»


صرحت استاذة المسرح امال بكوري ان الثقافة في المهدية موسمية أي انها تنتعش قليلا صيفا ثم تعود الى ركودها وكل من يحاول العمل «يعطلوه، شيء ماتبدل في المهدية».
وعن حضور المرأة تقول محدثتنا المرأة الممثلة في المهدية تعاني من عدة مشاكل، .أولا نظرة المجتع الدونية للممثلة، ثم عدم التشجيع من العائلة التي مازالت محافظة في المهدية، بالإضافة الى عدم وجود شركات انتاج وان وجدت يصعب وجود الدعم المادي من وزارة الثقافة.. عدم وجود فضاءات مخصصة للإبداع المسرحي ما عدى دار الثقافة التي لها برمجتها ولا يمكن الحصول على فضاء.

وعن الحلول المقترحة تقول محدثتنا بالنسبة للمسرح يجب انجاز مركز فنون درامية يجمع المسرحيين بالاضافة الى ضرورة انجاز مسرح هواء طلق ليكون للمهدية مهرجان وعلى وزارة الثقافة دعم عروض الشباب المسرحية، والاهم يجب ان يغير ابناء المهدية نظرتهم للفن ويشجعوا الفنان.
اختلفت الأراء، اختلف التقييم، اختلفت وضعياتهنّ في الجهات التي يبدعن فيها ولكنهنّ اجتمعن حول موقف واحد انهن خلقن للابداع والنجاح وعليهنّ اكمال مشوار لانهنّ تونسيات.

اختلفت مواقف الفنانات المبدعات، اختلفت نظرتهنّ للراهن والموجود ولكنهن اشتركن في الحلم، اشتركن في بعث الامل في ذواتهنّ وفي المتفرج والقارئ، هنّ نبراس الجمال وشعلة امل ملتهبة، هنّ امل متجددة ولادة ابدية للخلق والابداع، صنعن لأنفسهن مسيرة مميزة رغم المعيقات، من النظرة الدونية للمجتمع ومن مقولة «في يوم ما، إذا خُلق فنان في بلادنا وعرف معنى القهر والغيظ معاً، ولحظة التحدي، فسوف يجسد لحظات لا يمكن أن تتاح لأي فنان آخر في العالم” وهنّ عشن لحظات قهر وظلم وضعف حولنه الى قوة وإرادة، من الوجيعة صنعن انتصارهنّ على الموجود وكتبن الياذة كنّ فيها مبدعات وثوريات بنين جسرا من الامل على انهار اليأس..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115