من أعباء الأشغال الوظيـفيّة . و قـد أراد له أن يكون نَمَطا طريفا من التأليف دَرَجَ الكتّاب على تـنكّبه ظنّا منهم بـأنّه يشغل بتحليل رؤى غيْرهم عن الإبداع و التّجديد ، و الحال أنّ " حـدّ القوْل على القوْل – كما قال – اجتهاد في النّقد و التّمحيص ، ينير مسالك التّوليد ، و يـفـتح آفآاق البحث المعمَّق المفضي إلى استصفاء الحقيقة ، و عَـرضها نِتاجا مبـتَـكَـرا وليدا "
ويحوي هذا الكتاب الجديد الصّادر مثل مؤلّفات صاحبه الثّلاثة السّابقة عـن " دار سحنون للنّشر و التّوزيع بتونس " ، تعريفات نقديّة لجملة من الكتب القيّمة التّي طرَق فيها واضعوها إشكاليّات أساسيّة في الفكر الدّينيّ المستنير ، و التّاريخ ، و الفلسفة ، و الاستشراف ، و الأدب ، و التّربية و علم النّفس .
و قد اصطفى الأستاذ أبو القاسم العليوي هـذه الكُـتب الـتّي تصدّى لـتحـلـيـل مضامينها وَفق منهج تأليفيّ شاحذ للرّغبة في قراءتها ، من رصيد النّافع النّـفـيس ممّا قرأ هو – دارسا مستفيدًا ، أو مدرِّسا باحثا ، أو ناقـدًا حُرّا – مـن النّـصوص الثّريّة الآسِرة ، إسهاما في تجليّة أهمّيّتها التّي لا تنقضي جِـدّتـها بتوالي الأحـقاب ، و لا تبلَى رَاهِنيّتها بتغيّر السّياقات و تبدّل ألتّصاريف