وجاءت الموافقة على الخطة في ختام الاجتماع حول سوسة النخيل الحمراء الذي عقده علماء وخبراء في مكافحة الحشرات وممثلو المزارعين والذي استضافته (الفاو)بالتعاون مع المركز الدولي للدراسات الزراعية العليا في حوض البحر المتوسط للبحث في نتائج آخر الأبحاث المتعلقة بهذا الأمر والاتفاق على إجراءات العمل المستقبلية.
وتدمر سوسة النخيل الحمراء أشجار النخيل بالتغذي عليها من الداخل، وقت نجحت في توسيع رقعة انتشارها عالمياً لتصل إلى أكثر من 60 بلداً. وهي تهدد أشجار التمور وجوز الهند إضافة إلى أشجار الزينة.
وتقدر خسائر إنتاج تمر النخيل واستئصال المصاب منه بهذه الحشرة في منطقة الشرق الأدنى بثمانية ملايين دولار سنويا ولا يشمل ذلك تكلفة الإدارة المرتفعة التي تقوم بها الحكومات.
وتنشط سوسة النخيل الحمراء في بلدان الجنوب الأوروبي مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا ودول أخرى وتشير التقديرات إلى أن الخسائر التي تسببت فيها هذه الحشرة في البلدان الثلاثة فقط حتى عام 2013 بلغت 90 مليون يورو.
ويكمن جزء من المشكلة في صعوبة الكشف عن الحشرة في مراحل الإصابة المبكرة بسبب عدم وجود الكثير من العلامات الخارجية المرئية على الشجر وبمجرد إصابة الشجرة بالعدوى يكون أوان إنقاذها قد فات.
وتعد أشجار النخيل موردا هاما للعديد من المجتمعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يتم حاليا إنتاج أكثر من سبعة ملايين طن من التمور سنويا. ويبلغ عدد أشجار النخيل اليوم نحو 100 مليون شجرة 60 % منها في البلدان العربية.
ومن العوامل التي ساهمت في انتشار الآفة التأخر في اكتشاف الأشجار المصابة بسبب عدم كفاية عمليات الفحص، وعدم إشراك مزارعي التمر وجوز الهند في عملية المكافحة، والتقييم غير المناسب للأخطار، وعدم وجود أعداء كثر في الطبيعة لهذه الحشرة، وصعوبة إدارة المصائد الجماعية في شبكات الواحات الواسعة، والتراخي في عمليات الحجر الصحي، والطرق غير المناسبة في التخلص من الأشجار المصابة، وصعوبة السيطرة على الحشرة في البيوت الخاصة أو الحدائق العائلية الصغيرة.
وقال المدير العام للفاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا: «باتت سوسة النخيل الحمراء تشكل تهديداً عالمياً يتطلب استراتيجية عالمية لمواجهته. الرسالة التي يبعث بها اجتماع المشاورة العلمية هي رسالة إيجابية مفادها أنه يمكن مكافحة هذه السوسة وهزيمتها».
وتتضمن الإدارة المتكاملة للآفة تدريب المزارعين وإجراء فحوصات منتظمة واستخدام المصائد الفيرمونية وتعقب الإصابات وإزالة الأشجار المصابة بشدة والقيام بإجراءات حجر صحي دقيقة، ومراقبة تقدم هذا النهج المتكامل.
ويمكن أن يشكل المزارعون خط دفاع أول ذا فعالية عالية وكلفة قليلة. إذ يمكن لهم أن يفحصوا الأشجار بانتظام لاكتشاف الحشرة في مراحل مبكرة عندما يكون ما زال ممكناً انقاذ الشجرة، وكذلك القيام بعمليات الرش ووضع المصائد. وجاء في دراسة أجريت في المملكة العربية السعودية أن معدل التفشي الذي بلغ 7 % انخفض إلى 0.15 % في عام واحد عندما تم إدخال نظام فحص أسبوعي للأشجار.
ويهدف الإطار الجديد إلى تقديم مساعدة فنية وإرشاد لتحسين برامج المكافحة الوطنية وكذلك ضبط برنامج للتعاون والتنسيق الإقليمي. وقد تم في هذا الإطار تكوين فريق دولي من الخبراء في سوسة النخيل الحمراء من عدة دول ومنظمات بدعم من (الفاو) والمركز الدولي للدراسات الزراعية العليا في حوض البحر المتوسط ومنظمة وقاية النباتات للشرق الأدنى.