
مفيدة خليل
كطفلة صغيرة عانقت جمهورها، مثل عاشقة تماهت مع النغمات حد الذوبان في سحر النوتة واللحن كفتاة عشرينية راقصت النغمات ورحلت بجمهورها الى عالم مميز واستثنائي، لضحكتها وقع
في مكان غير المكان المعتاد ، ولقاء غير اللقاء وموسيقى غير الموسيقى المتداولة كان موعد جمهور مهرجان الجم مع مطربة استثنائية حضورها جد نادر في الاركاح العربية، على ركح القصر الروماني
«للحكاية سرها وسحرها، للحكاية جمهورها، للحكاية ذكريات الطفولة واحاديث الجدات وقصصهنّ قبل النوم، ولان الحكاية من مقومات الفن في تونس، انفتحت الدورة الثالثة والخمسين
تماهت النغمات واختلفت الالات الموسيقية، غازل الكمان محمد لسود وقدمت باطري سيف الدين هلال نغمات الجاز و لآلة «الزكرة» حضورها ودورها في كتابة أسطر ضمن ملحمة
هل راقصت الحلم يوما؟ هل غانجت نوتة متمردة وحاولت اسرها ومرافقتها الى عالم قوامه الحب؟ هل عشقت لحنا حد التماهي والذوبان في جماله؟ هل عشقت الة موسيقة لحدّ أن
هم، من هم؟ هم من هربوا من جحيم اوطانهم بحثا عن جنة الغربة، هم شباب يحلم بحياة افضل فيترك الاهل والأحبة ويلاقي الموت، هم امهات دمرت الحرب اوطانهن
الى الحلفاوين تكون الرحلة، جولة في ازقة الحلفاوين وشوارعها عبر الموسيقى، المزود هو الالة المحورية، المزود سيد العرض والمكان، حوله تدور كل الات عمل بمقولة النابغة الذبياني «فانك الشمس
الموسيقى شدو الملائكة، هي روح الكون وسرها، للغتها شيفرات عديدة ومنها الحب والجمال والامل والحياة والحرية والتمرّد والثورة، الموسيقى رحلة قدسية مميزة، رحلة نحو عالم سرمدي تنتفي فيه
هل اتاك حديث الموسيقى؟ هل اتاك همس النوتة وجنون النغم، هل اتاك سحر الكلمة الغزلية ومعها شجن قلب عاشق مهووس بمحبوبته؟ هل اتاك جنون فنان تونسي بالمزود ورغبته
اقتحموا الركح وكل اجزاء المسرح، نثروا حبهم للمسرح ووزعوا صكوك امل على كل الجمهور، فوضاهم جميلة، نقدهم موجع حركاتهم المضطربة عنوان للحياة والإبداع لكلماتهم