الدائمة في ايصال «المزود التونسي» الى الجمهور العالمي؟ هل عانقت الحلم يوما وانتشيت بايقاعات عالمية تتجول بك في ربوع تونس بين جبالها وصحاريها ووهادها ثم تجدك في عالم غيرالعالم وثقافة غير الثقافة، ان بحثت عن المتعة فموسيقى نضال اليحياوي ستكون مطيتك حتما الى الحلم والمتعة.
ستتحقق كل أحلامك إذا كنت تملك الشجاعة لمطاردتها هكذا يقول جبران خليل جبران، مقولة يعمل بها الفنان المختلف نضال اليحياوي، ابن الحلفاوين، فنان عشق الموسيقى التونسية، تربت اذنه على المزود واغاني الربع، ثم غنى الموشحات والموسيقى الكلاسيكية وقرر ان يصل بالموسيقى التونسية الى الاخر اينما كانت فهو حالم ومتمرد شعاره «لن أكون الأصغر بين من يحلمون ويرغبون في تحقيق أحلامهم»
من الذاكرة انطلق المشروع والحلم
هو عاشق للمزود، عاشق للربع وللطرق ولرائحة الجبل ونسيمه القاسي احيانا، من حلمه صنع مشروعا موسيقيا انطلق من الذاكرة والطفولة.
«نضال اليحياوي موسيقي تونسي، مغني، اعزف الوتر والعود، انطلقت في الكونسرفاتوار بشارع باريس وكورال البحيرة، ولدت في الحلفاوين لكن الاصل من «الربع» برقو» هكذا يقدم نفسه.
لموسيقاه طعم الجنون، على الركح يحملك الى عالم غير العالم، ان كنت تعشق الروك فستجد ضالتك، وان كنت مغرما بالموسيقى الالكترونية وهوسها ستجد متعتك امّا ان كنت عاشقا للموسيقى الكلاسيكية والنغمات الرقيقة فآلتي الوتر و القمبري ستحملانك الى عالمها الرقيق، اما ان كنت تميل الى موسيقى الاجداد وتعشق المزود والقصبة ففي برقو08 والحلفاوين الشعبية ستستنشق موسيقاك التونسية، لان موسيقى نضال اليحياوي موجهة الى كل الفئات والانتماءات.
عن البدايات يقول محدثنا « انا اقدم الموسيقى المنطلقة من ذاكرتي، موسيقاي تعبر عما عايشته، برقو هي الطفولة والعطلة وموسيقى الطرق والحلفاوين والمزود والربط هما عنوان الحومة التي ولدت فيها، وبينها تشكلت الشخصية الموسيقية لنضال اليحياوي وحلمه ان تكون الموسيقى عنوان لوجوده.
برقو 08 الموسيقى عنوان الصمود
صوته قوي كما الجبال صوت يختزل كل جزئيات وخصوصيات المناطق الوعرة بالشمال الغربي ، حين يغني يعاندها ويصارع رياح الجبل وصريرها، حضوره الركحي مجنون يدفعك الى الاستمتاع بحركته وطريقة ادائه، اسمر سمرة قمح برقو وثائر ثورة ابنائها، هناك في حي اولاد يحى تحديدا ولد مشروع موسيقي «برقو 08» مختص في اغاني الربع»المشروع ولد صدفة، كنت في احدى حفلات الزواج، استمعت الى اغنية (داك بي) وضربات الطبلة القوية وللحظة شعرت انني امام موسيقى الروك، ومن هناك انطلقت الرحلة»هكذا يعود نضال اليحياوي بذاكرته، الى طفولة في برقو الى اغاني الحفلات، الى اصوات النسوة القوية اللواتي يغنين دون آلات موسيقية ويطربن الحضور، من هناك تحديدا عام 2007 حمل كاميرا وعاد الى حي اولاد يحى، اقام شهرا يسجل اغانيهم ويحادثهم ويسال عن كل شوارد الموسيقى وجزئياتها عاملا بمقولة دع روحك تحلق بعقلك إلى ذرى العاطفة، حتى تصدح بالنغم.
قدم من الموسيقى الكلاسيكية، «غنيتُ المالوف والموشحات والأغنية الشرقية، ولكن هناك شيء ما ينقصني، احساس بالغربة ربما، شعرت انه زال بمجرد ان عانقت موسيقى الربع للمرة الاولى، حينها تساءلت، اين موسيقانا في العالم؟ عدت الى ذاكرتي استنشقت تعاليم موسيقى الربع، في البداية كنت أجالس الكبار احادثهم وحينها شعرت ان هناك روحا اخرى تسكن تلك الموسيقى هناك شبق اخر ومن هناك قررت الاشتغال على موسيقانا، انطلق العمل في اولاد يحى وأنجزنا استوديو من التبن، اردنا ان نعايش الموسيقى كما يعايشها سكان الجبل فهناك الهنك حياة وليس مجرد غناء والموسيقى عندي كالزمن لا تنقسم ولا تقاس.
نعم احلم...ولازال للحلم بقية
عاشق للموسيقى، هي عالمه الخاص والمميز «هنا الحلم مع الموسيقى تنتفي كل الحدود واشعر انني في عالمي الخاص»، فنان، مختلف، باحث مميز في الموسيقى التراثية واغاني القدامى، يبحث في الحفاظ على الهوية الموسيقية التونسية وتقديمها الجمهور بطرق مختلفة تمس الصغير قبل الكبير، هو نضال اليحياوي وشخصيته الموسيقية المختلفة، شخصية اثر فيها الربع والربط وموسيقى العالم فكتب لنفسه مسيرة خاصة تميزه مسيرة يكون فيها المزود والقصبة اساس العمل.
عزف العود، والقمبري واليوم نجد ان الة الوتر رفيقة جنونه ومعشوقته التي تشاطره لحظات متعته بموسيقاه، نضال اليحياوي يقول انه يحلم ان يكون المزود الة عالمية ولأنني احلم ان يعرف العالم موسيقى المزود انخرطت في رحلة عرض «حلفاوين الشعبية» ، عرض هو الاخر ولد من حب ذاتي للمزود ولسحر تلك الالة.
«المزود، في الحلفاويبن نعيشه ونعايشه يوميا، المزود في الحلفاوين جزء من اليومي، واذكر انني في احدى العــــروض شاهــــدت بينوا عازف القيثارة شاهدت جنونه وغزله لقيثارته فلوهلة شعرت انها المزود ومن هناك كانت فكرة حلفاوين الشعبية وولدت معها اللمة، لانني لا اعمل بمفردي بل نشترك في الفكرة، اريدهم ان يشاركونني حلمي».
حلفاوين الشعبية، عرض ولد في الذاكرة ثم قدم في عرض اولي منذ عام واليوم هو جاهز ليقوم بجولة في تونس والخارج، حلفاوين الشعبية، عرض استشرت فيه «الكبارات» الهادي دنيا و عبد الحميد الحاج و عبد المجيد زرقة، لان العمل مختص في اغاني النوب.
«سيأتي يوم ونعمل على موسيقى جديدة، ما ننجزه حاليا هو الاصعب فحين تغني «سيدي علي عزوز» مثلا قد لا تعجب المتقبل وقد تعودت عليها الاذن بطريقة أخرى نعمل على تراثنا لأنه هويتنا اما التجديد فيسكون في مرحلة لاحقة» هكذا يجيب حين يسال عن سبب اهتمامه بالتراث مشيرا رلى انه «ان الاوان لتزور موسيقايا منبعها، حان الوقت لاغني في كل شبر من هذه الارض»، ويضيف اليحياوي» نعم حلمت ولازلت متمسكا بحلمي، حلمت ان يكون للمزود حضوره في الخارج، ولذلك حلمت ان تخرج موسيقى الربع من حضن الجبل، ومازلت احلم ولايزال مشواري طويلا».
هو فنان آمن بموسيقاه ونجح، آمن بقدرته على التميز وفرض ما يقدمه الى الجمهور فاقبل عليه الجمهور اينما كانت عروضه، من الفكرة الى البحث فالعرض والنجاح، مراحل مرّ بها نضال اليحياوي في مشروعي «برقو08» و «حلفاوين شعبي» ذاك المشروع الثقافي الموسيقي المخبري التونسي،نضال
اليحياوي امن بقدرة الموسيقى التونسية على اكتساح الاركاح العالمية، عشق الموسيقى وتماهى مع قدسيتها هو فنان بمجرد ان يصعد على الركح يتحول ويصبح هدوءه جنونا، وقساوته لينا وحدته «فيانة» فنان « فوق الركح اشعر انني داخل دائرة سحرية اشعر بالسعادة، على الركح «نشيخ» لاني استنشق عبق الموسيقى وسحرها واريد ان يشاركني الجمهور نشوتي.