حسان العيادي

حسان العيادي

قبل سنة ونيف كانت حركتا نداء تونس والنهضة تتحرجان من الإقرار أنهما حليفان، وأوجدتا مفاهيم ومصطلحات سياسية تحول دون اعتماد لفظ «تحالف». غير ان الوقت والمعطيات تغيرا ليعلن الطرفان أنهما حليفان قويان وان من لم يستوعب في السابق سيستوعبه بفضل

لم يكن ردّ فعل حركة النهضة على ذكر أسماء لقياداتها في تحقيق استقصائي متصل بـ«وثائق بنما» مبالغا فيه، فالحركة اعتبرت أن في إدراج أسماء قادتها ليس كمتهمين وإنما كشخصيات مرتبطة بأصحاب شركة «واجهة» في الجزر العذراء، بمثابة محاولة لفتح باب عالم سري حتى على اعتي رجالها، وهو ملف تمويل الحركة.

لم يدم إعجاب حركة النهضة بموقع انكيفادا طويلا، فالتحقيق الذي نشره الموقع منذ أيام كان الصخرة التي تحطمت عليها مبادئ الحركة في الدفاع عن حرية الإعلام. ووحدها المصلحة هي الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ.

أكثر من خمس سنوات مرت على انهيار نظام بن علي، لكن تلك الفترة لم تكن كافية لدخول الدولة في أتون الحرب على الفساد والرشوة، فهي إلى اليوم ووفق مؤشرات دولية تشهد انتكاسات في هذا الصدد، وهو ما دفع بكل العاملين في المجال إلى دعوة الدولة لإعلان الحرب

المشهد السياسي الحالي في تونس هو أكثر سريالية من رائعة الرسام الاسباني سلفادور دالي «الخلوة». فان يتبادل حزبان في الائتلاف الحاكم الاتهامات بينهما لحد «التأمر» لكن دون أن يعني ذلك حلّ التحالف في تعبير عن عبثية المشهد أيضا، الذي بات يعوزه النظام والمنطق

يبدو أننا قد أصبنا بلعنة توديع رجال من طينة خاصة في شهر افريل،الشاعر محمد الصغير أولاد احمد، الصحفي عادل موتيري، عبد الرزاق الهمامي الامين العام لحزب العمل الوطني وأخر الراحلين احمد إبراهيم.

حسمت حركة النهضة خيارها في ما يتعلّق ببقاء الحبيب الصيد كرئيس للحكومة، فهي لا تعارض تغييره وفقط تختلف في مسألة متى يكون ذلك ومن يعوّض الرجل في القصبة، وتحرص على أن تطمئن الجميع بأنها غير معنية باختيار رئيس الحكومة ولكنها

لا يغيب عن بال رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر انه ظلّ في مكانه لان اكراهات المشهد كانت في صالحه. فمن ناصروه بالأمس ليكون رئيسا على مجلس نواب الشعب باتوا اليوم يوجهون له سهام النقد ويتذمرون من إدارته لأشغال المجلس، غير قادرين على رفع مطلب إقالته من مهامه لعدة اعتبارات.

الأربعاء, 13 افريل 2016 13:21

جزيرة قرقنة : 60 عاما من العزلة

يفصل بينها وبين مدينة صفاقس 19 ميلا بحريا، تجتازها (العبّارة البحرية) في ساعة، قبل ان تطل يابسة جزيرة قرقنة التي تنعزل عن العالم يوميا في حدود الساعة 6 و النصف مساء ولا تعود اليه الا في الخامسة صباحا، 11 ساعة من العزلة اليومية هي لعنة الجزيرة طوال 60 سنة

انتهت الجولة الاولي في « المواجهة » بين حكومة الحبيب الصيد والمحتجين في جزيرة قرقنة بتقدم واضح للغاضبين على الحكومة التي نشرت قوات الامن لحماية الاقليم الامني ومقرات الشركات البترولية في الجهة وتركت بقية الجزيرة بيد أهلها المتمسكين بالتصعيد إلى ان تتحقق كل مطالبهم.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115