التي تهدد الاستقرار العالمي فالعالم الذي يعيش على وقع ازمات متعددة من ارتفاع الاسعار والمديونية والاضطراب الجيوسياسي في غنى عن ازمة اخرى.
وأعلنت السلطات الأمريكية الجمعة الفارط أنها أغلقت مصرف "سيليكون فالي بنك" المقرب من أوساط التكنولوجيا. وهو حسب المحللين أضخم انهيار لبنك كبير منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2008. هذا الانهيار الناتج عن ازمة سيولة نتيجة الترفيع المتتالي لنسب الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وهو ما رفع تكاليف الاقتراض خاصة للشركات الناشئة. ويخيم علىىالعالم شبح ازمة 2008 التي كانت انطلقت الأزمة المالية في فيفري 2007، وكانت نتيجة أزمة قروض الرهن العقاري بالولايات المتحدة، الازمة التي امتدت إلى البورصات والمصارف وشركات التأمين تاثرت بها كل بلدان العالم ومازالت اثارها الى اليوم خاصة في البلدان النامية.
و من الاثار الفورية لازمة 2008 المالية والتي تحولت الى ازمة اقتصادية عالمية، انخفاض حاد في الاستهلاك، وانخفاض الإنتاج، وزيادة إفلاس الشركات، وتراجع إيرادات الدولة من الضرائب، وارتفاع حاد للبطالة وازدياد الفقر. وشهد نمو اغلب بلدان العالم انذاك هبوطا حادا مما استدعى ضرورة توجيه نداء الى القطاع الخاص للقيام بدور اكبر. واثار اغلاق بنك سيليكون فالي بنك مخاوف في كل انحاء العالم في امريكا واسيا واوروبا وتشهد عديد المصارف اوروبا تراجعا فوفق تقارير اعلامية متطابقة في باريس خسر سوسييتيه جنرال 4.49 % وبي.إن.بي باريبا 3.82% وكريدي أغريكول 2.48%. في المانيا خسر دويتشه بنك الألماني 7.35% وباركليز البريطاني 4.09% ويو.بي.إس السويسري 4.53%. وتم تسجيل ثلاث حالات إفلاس بالولايات المتحدة الأمريكية في الأيام الأخيرة بالاضافة الى بنك سيليكون فالي هناك ايضا بنك سيغناتشر وبنك سليفرغايت.
ونقلت عديد المواقع الاعلامية فقدان سهم "فيرست ريبابليك بنك" (First Republic Bank) نحو 60% من قيمته في تعاملات ما قبل السوق في نيويورك رغم تحرّك المُقرض الأميركي لمحاولة تهدئة المخاوف بشأن السيولة بعد انهيار "سيلكون فالي بنك وفي اولى ردود الافعال من المؤسسات المالية الدولية قال صندوق النقد الدولي إنه "يراقب عن كثب" التطورات والمخاطر المالية المحتملة من انهيار"سيلكون فالي بنك". منشا الازمة اي الولايات المتحده الامريكية يعيش وقع ارتفاع كبير في التضخم وازمة ديون سياسة نقدية مشددة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وهي ازمة تؤثر في كل انحاء العالم اليوم ونشوء ازمة مصرفية في هذا الظرف هو بمثابة اعلان طوارئ وان كانت ردود الافعال الى اليوم غير متشجنة او مثيرة للرعب. واعلن الفيدالي الامريكي عبر موقعه في بيان نشر امس الاحد انه سيوفر تمويلا اضافيا لمؤسسات الايداع لضمان قدرة البنوك على تلبية طلبات جميع المودعين واضاف ان هذا الاجراء سيعزز قدرة النظام المصرفي على حماية الودائع وضمان التوفير المستمر للأموال والائتمان للاقتصاد. ويرجح ان يقوم الاحتياطي الفيدرالي الامريكي يترفيع جديد في نسب الفائدة اقل من المتوقع وسط مخاوف من انتقال العدوى الى مصارف اخرى في كامل انحاء العالم