ترحيب بلاده بخطوات توحيد الجيش الليبي وذلك من خلال الاتفاق بين الناظوري و الحداد في لقاء جمعهما في العاصمة الايطالية روما على هامش مشاركتهما في اجتماع وزراء دفاع للدول الافريقية.
من جانبه اشاد قائد الافريكوم بانسجام المواقف وتطابق الاراء بين الناظوري و الحداد مؤكدا ان مثل هذه الخطوة سوف تعزز عامل الثقة بين الطرفين و تدفع نحو استكمال تنفيذ باقي بنود اتفاق وقف اطلاق النار الموقع من طرف اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بجنيف في 2020.
من جهة أخرى تم التصويت بالاجماع على التعديل الدستوري الثالث عشر الوارد من مجلس النواب ..خطوة اعتبر مراقبون أن من شأنها دفع جهود اجراء الانتخابات، لكن شقا من هؤلاء المتابعين اشاروا الى ان معضلة شروط الترشح للاستحقاق الرئاسي مازالت قائمة. مشيرين الى ان التقارب اللافت بين مجلسي الدولة و النواب قد يكون لعرقلة مبادرة المبعوث الاممي عبد الله باثيلي وقراره بعث لجنة رفيعة المستوى لوضع خارطة طريق جديدة و بالتالي اقصاء المجلسين.
وتعتبر مقترح باثيلي يبد أنه ولد ميتا باعتبار معارضة روسيا والتي دعا مندوبها لدى مجلس الامن الى عدم التسرع باجراء الانتخابات في حين تحفظت كل من فرنسا و الصين.
وتتصارع على السلطة في ليبيا، منذ مارس 2022، حكومتان إحداهما برئاسة فتحي باشاغا كلّفها مجلس النواب بطبرق (شرق) والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة وهي حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة يكلفها برلمان جديد منتخب.ولنحو عام خاض مجلسا النواب والأعلى للدولة (نيابي استشاري) مفاوضات، بموجب مبادرة أممية، للتوافق على قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات، لكن هذا المسار تعثر جراء خلافات بشأن أحقية العسكريين ومزدوجي الجنسية في الترشح للانتخابات الرئاسية.
ويوم الاثنين، أطلق المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، خلال إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، مبادرة جديدة لإجراء الانتخابات العام الجاري.وأوضح باتيلي أنه سيتم إنشاء لجنة توجيه رفيعة المستوى في ليبيا، وتيسير اعتماد إطار قانوني وجدول زمني ملزم لإجراء الانتخابات في 2023، بجانب التوافق على متطلبات منها تأمين الانتخابات واعتماد ميثاق شرف للمرشحين.
ردود أفعال
من جهته شدد عضو مجلس النواب سالم قنان عن دائرة الزنتان في تصريح لإحدى الصحف المحلية على اهمية ان يسارع الليبيون بالاتفاق على شروط الترشح الرئاسية عبر التفاهم على اطار دستوري للانتخابات دون تدخل خارجي وأنّ يتركوا " التعنت" على حد تعبيره جانبا..سالم قنان اردف بان المبعوث الاممي كسابقيه على راس البعثة لا يستطيع ان يحرك ساكنا دون موافقة الاعضاء الذين لديهم حق الفيتو بمجلس الامن الدولي ، لافتا بشان مبادرة باثيليالى انها لن تمنع التدخل الخارجي وذلك على صلة باللجنة التي سوف يختار منتسبيها .مشيرا الى أنّ باثيلي لن يستطيع تشكيل حكومة موحدة و تبسط سلطتها على كامل التراب الوطني
الى ذلك اصدر ممثلو الطوارق بمختلف الاجسام الرسمية مجلس نواب و مجلس الدولة والمنظمات الوطنية بيانا اعلنوا فيه تأييدهم المبادرة المبعوث الاممي بشروط وهي القطع مع الاقصاء والتهميش وان يكونوا شركاء في اي حوارات لأي تسوية سياسية وضمان تمثيلهم ضمن المشهد القادم.وكان المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باثيلي أعلن بعث ما سماه بلجنة رفيعة المستوى لحلحلة جميع الاشكاليات تمهيدا لإجراء الانتخابات ، كاشفا في تفاصيلها الى انه سوف يدعو اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 للإجتماع والتشاور مع قادة المجموعات المسلحة لاستكمال تنفيذ وقف إطلاق النار وتوحيد المؤسسة العسكرية.
يراهن باثيلي لتنفيذ مبادرته على الضغط الغربي سيما من واشنطن لإجبار الفرقاء اللبيبين من أجل تقديم تنازلات ،كما تحدث باثيلي عن الذهاب الى التوقيع على مدونة سلوك تلتزم جميع الاطراف بدعمها وعدم عرقلتها والاعتراف بنتائج الانتخابات...
ويرى متابعون بان المجتمع الدولي وتحديدا الدول الخمس الولايات المتحدة بريطانيا ألمانيا وإيطاليا وفرنسا لم تعد تتحدث عن اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة في ليبيا الشيء الذي فسره نشطاء سياسيين من برقة بأنه يخدم الاطراف المسيطرة على طرابلس وتيار الاسلام السياسي وجزء كبير من مجلس الدولة المحسوب على جماعة الاخوان والجماعة الليبية المقاتلة والذين يرفضون اجراء الاستحقاق الرئاسي الآن بسبب إدراكهم لتراجع شعبيتهم في عموم ليبيا لذلك هم يطالبون بالاكتفاء بانتخابات تشريعية وتأجيل الرئاسية بحجة صعوبة التوافق على شروط الترشح.